أساف جيبور

 

ردود فعل في السلطة الفلسطينية على مساعى التهدئة بين إسرائيل وحماس، وللضغط الدولي لإعادة المفاوضات مع إسرائيل: كشفت مصادر فلسطينية رفيعة المستوى أن رئيس السلطة الفلسطينية “أبو مازن” مهتم باستئناف المحادثات مع إسرائيل، بعد أن تتم الموافقة على تشكيل حكومة وطنية جديدة. وأشارت المصادر إلى أنه “على ضوء الضغط الدولي والعربي الذي يتعرض له أبو مازن، وعقب المبادرة الفرنسية لاستئناف الحوار، يدرس أبو مازن إمكانية العودة إلى المحادثات”. ومع هذا تم الإعلان عن أن رئيس السلطة “مهتم بأن تُجرى المفاوضات بشكل غير مباشر وعن طريق حكومة الوحدة الوطنية”.

أضافت المصادر أنه سيُجرى غداً لقاء للجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية مع أعضاء حكومة الوفاق في رام الله، بحضور رئيس الوزراء “رامي حمد الله”. سيناقش الحضور خلال اللقاء تغيير تشكيل الحكومة وتوسيعها، من أجل إتاحة الفرصة لاستئناف المحادثات مع إسرائيل. كما ورد أيضاً أن حمد الله سيدير المحادثات مع إسرائيل. ويصل النقاش بخصوص توسيع الحكومة بعد أن وردت تقارير في الأسبوع الماضي أن قرار استقالة الحكومة قد تم تأجيله .

أعلنت المصادر لوكالة الأنباء الفلسطينية FPA أن حمد الله قد صرح مؤخراً لعدة مرات فيما يتعلق بالحاجة إلى استئناف المحادثات مع إسرائيل، بدون شروط مسبقة. ويمثل بذلك الموقف الفلسطيني الأكثر إعتدالاً. هذا في حين اشترط مسئولون آخرون في السلطة وحركة فتح وقف البناء فى المستوطنات للعودة للمفاوضات مع إسرائيل.

وهناك موقف متشدد لـــ “صائب عريقات” رئيس طاقم المفاوضات الفلسطيني. فقد أعلن عريقات أن علاقات الفلسطينيين مع إسرائيل “تخطت نقطة اللاعودة”، واتهم إسرائيل بمسئوليتها عن فشل المحادثات. وقال أنه بسبب الظروف المحيطة يجب على منظمة التحرير الفلسطينية التراجع عن الإعتراف بدولة إسرائيل.

أضاف عريقات قائلاً أنه يجب ان نربط أى إعتراف جديد لمنظمة التحرير الفلسطينية بدولة إسرائيل بإعتراف إسرائيل بالدولة الفسطينية. وأشار أيضاً إلى أنه لا يجب أن مد اليد من أجل إتفاق سلام يعترف بدولة إسرائيل كدولة يهودية. بالإضافة إلى ذلك أوصى عريقات بالعمل على توحيد الجهاد الإسلامي وحماس تحت مظلة منظمة التحرير الفلسطينية، كمؤسسة شرعية وحيدة تمثل الفلسطينيين.

من سيكون الممثلين في الحكومة الموسعة؟

ستجتمع القيادة الفلسطينية يوم الإثنين القادم بهدف مناقشة مستقبل حكومة الوحدة. عقد “رامي حمد الله” رئيس وزراء حكومة الوحدة الفلسطينية إجتماعاً مع أعضاء الحكومة يوم الخميس الماضي وأعلن أنه سيصدر قراراً بخصوص مستقبل حكومته بعد أن قرر أبو مازن حل الحكومة.

ليس واضحاً حتى الآن من سيكون الممثلين الذين سينضمون إلى الحكومة الموسعة، وإلى أى مدى سيكون حضور العناصر التابعة لحماس. لم ينف المتحدث باسم الحكومة “إيهاب بسيسو” في حديثه مع معاريف الاسبوع الماضي، إحتمالية ألا يكون في الحكومة الجديدة ممثلين لحماس، ولكن فور نشر هذا في وسائل الإعلام الفلسطينية أنكر أنه قال ذلك.

أكد بسيسو أنه سيكون هناك تمثيل لحماس في الحكومة الجديدة، ولكن كلامه لم يقنع “موسى ابو مرزوق” وهو أحد كبار رجال حماس. واتهم أبو مرزوق السلطة الفلسطينية ورئيسها بأنها تعمل بالمخالفة للقانون، وقال أنه ليس لديها شرعية لتغيير تشكيل الحكومة من تلقاء نفسها.

أشار مسئولين فلسطينيين في الحوار مع معاريف أن أبو مازن سعى للحفاظ على تمثيل حماس في الحكومة، ولكنه ينوى أن يصدر قرار بمن سيكون ممثلى حماس فيها. وقال المسئولون ” كما أن لديكم أعضاء في نفس الحزب لا يتبنون نفس الرؤى، هكذا الأمر أيضاً في حماس. وهذا سيضرر جداً القيادة في غزة إذا أخرج أبو مازن رجالهم وأدخل أناس سيكونون ورق التوت لحكومة الوحدة”.

وبحسب هؤلاء المسئولون فإن أبو مازن يخاف جداً من ما يتم نشره بخصوص الإتفاقات على تهدئة لمدة خمس سنوات بين حماس وإسرائيل: “فقد أدخل حماس إلى حكومة الوحدة لأنه إعتقد بأنه سيتمكن بذلك من تحقيق السيطرة على قطاع غزة. وكانت خطته تقديم وحدة فلسطينية وسيطرة السلطة على غزة للعالم. لكي يغلق افواه من يقولون أن غياب السيطرة على غزة يعرقل إمكانية إقامة دولة فلسطينية”.

المقترح الفرنسي: 18 شهر للمفاوضات

إلتقى وزير الخارجية الفرنسي “لورن فبيوس” في رام الله مع القيادة الفلسطينية ورئيسها أبو مازن. ناقش فابيوس أثناء اللقاء المبادرة الفرنسية التي قام هو ببلورتها، للعودة إلى المفاوضات بين إسرائيل والفلسطينيين.

وفقاً لمبادرة فابيوس سيتناقش كلاً من إسرائيل والفلسطينيين على حل الدولتين على أساس حدود 1967 مع تبادل الأراضي. وستكون القدس حسب المقترح الفرنسي عاصمة مشتركة وسيتم مناقشة حق العودة خلال المحادثات.

تشمل المبادرة الفرنسية مقترح لمفاوضات تدوم لـ18 شهر وفي نهاية تلك الفترة إذا لم يتم التوصل إلى حل من جانب الأطراف، ستعقد فرنسا قمة دولية، تعلن من خلالها أنها تعترف بالدولة الفلسطينية بشكل أحادي الجانب.

أعلنت حماس خلال ذلك أنها تدير حوار مع المسئولين السلفيين في قطاع غزة. وبحسب “إسلام سلامة” عضو المكتب السياسي لحماس فإن الحوار يعتبر أمراً حيوياً. وقال سلامة أثناء لقائه مع وكالة الأنباء التركية الأناضول أن الحديث هنا لا يجرى حول تننظيمات حقيقية بل عدد من المجموعات من الشباب ذوى الأفكار الإسلامية المتطرفة الموالية لداعش. وقال أنه من ناحية حماس فإن تلك المجموعات تعمل بالمخالفة للقانون.

زار فابيوس عمان – عاصمة الأردن – قبل ذلك، وتطرق هناك لدور المملكة الهاشمية في إستقرار المنطقة. وقال فابيوس “الأردن هي دولة تلتزم بإيجاد حل للصراع الذي يزعرزع استقرار جيرانها. وأثبتت الأردن عطائها الكبير في ذلك عندما أستقبلت عدد كبير من اللاجئين (من سوريا والعراق)”، وتطرق فابيوس أيضاً للصراع الإسرائيلي الفلسطيني. وقال أيضاً “نحن ندرك أن الأردن وشركائها يفعلون كل ما في وسعهم لإيجاد حل للقضية الإسرائيلية الفلسطينية. وندرك أيضاً أن الحل للوضع هو “حل الدولتين””.

“اليوم للأسف وصلنا إلى طريق مسدود. ففكرتنا أن نعمل في عدد من القنوات الموازية محاولين التوصل إلى هذا الحل. ومن جانب، يجب أن نمنح الفلسطينيين العدل وهم الذين يجب أن تكون لهم دولتهم الخاصة، ومن جانب آخر، تلبية الإحتياجات الأمنية الإسرائيلية. وهذا ما يجب أن يكون نتاج المفاوضات”.