بقلم أمير تيفون

وصل وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس يوم الأحد في زيارة خاطفة إلي إسرائيل والسلطة الفلسطينية وتركزت هذه الزيارة على محاولة فرنسا إقناع الطرفين لإستئناف العملية السياسية بينهما، وفي نهاية لقائه مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قال فابيوس أن نتنياهو قد أخبره أنه مهتم بإجراء مفاوضات جديدة وأكد ” أنني لا أمزح في هذا الأمر إنني جاد للغاية ” هذا وقد أشار فابيوس أن رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس أومازن قد أعرب له عن إستعداده للعودة لمائدة المفاوضات .

ورداً على سؤال مراسل موقع والاه للأخبار فيما يتعلق بالتقارير الواردة حول المحادثات بين إسرائيل وحركة حماس قال فابيوس” لقد سألت نتنياهو وفهمت أنه توجد إتصالات ومفاوضات غير مباشرة تتعلق بالشأن الإنساني وتحسين الوضع المعيشي في غزة” وقد اكد فابيوس أن فرنسا لا تقيم أي علاقات مع حماس حيث تعتبرها منظمة إرهابية. ” إن موقف فرنسا الثابت هو أن حماس يجب أن تقبل شروط الرباعية الدولية ومن بينها الإعتراف بالإتفاقات السابقة بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية ” .

هذا وقال فابيوس أثناء المؤتمر الصحفي الذي إنعقد بفندق الملك داود بالقدس ” إن الشيء الأكثر أهمية هو إعادة الأطراف إلي طاولة المفاوضات، إننا لا نستطيع أن نملأ مكان الطرفين، هم من يجب عليهم أن يقوموا بهذا الدور بأنفسهم، لقد وجدت إهتماماً من كلا الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني، رأيت أن هناك تفاهمات بين الجانبين حتي وإن أصبح الوضع أكثر تعقيداً وغير بسيط” وأكد فابيوس قائلاً” إننا نعلم جيداً أنه بدون حل فإن التوترات ستؤدي إلي زيادة خطر الإنفجار” .

وقد وصل فابيوس إلي القدس ورام الله بعد زيارة قام بها إلي القاهرة إلتقى خلالها بالرئيس المصري عبد الفتاح السيسي وناقش معه العديد من الأمور من بينها القضية الإسرائيلية الفلسطينية. وكان قد إتصل هاتفياً أيضاً بالعديد من وزراء الخارجية العرب.حيث قال فابيوس ” إن الدول العربية يجب أن تكون أكثر إنخراطاً في هذا الأمر، اليوم العرب ليسوا أعضاء في اللجنة الرباعية الدولية إلا أنهم ومن وجهه نظري يجب أن يقوموا بدوراً أكبر في المفاوضات” .

وأعرب فابيوس عن سعادته قائلاً” إنني سعدت جداً أن مصر سترسل سفيراً جديداً لإسرائيل” كما رحب نتنياهو بهذا القرار حيث قال” هذا سيعزز من أواصر الصداقة بين الدول ويقوي روابط السلام” .

وأضاف فابيوس أيضاً أنه شعر بأن جميع من تحاور معهم قلقون بشأن الصراع الإسرائيلى الفلسطيني، وهذا الموضوع مهم جداً لحفظ الأمن في المنطقة” وشدد ” إن هذا الأمر مهم للغاية بالنسبة للإسرائيليين والفلسطينيين وكذلك بالنسبة لدول المنطقة والعالم كله، لذا فإن إسرائيل معنية بالمساعدة وإيجاد حل على الرغم من صعوبة هذا الأمر وفرنسا لم تتخلى عن الأمر مطلقاً ” .

كما أشار فابيوس إلي أنه بالإضافة إلي القضية الفلسطينية قد تباحث مع نتنياهو بشأن العلاقات الإسرائيلية الفلسطينية والأحداث الجارية في الشرق الأوسط  يقول فابيوس ” لقد تحدثنا عن سوريا والعراق و بالطبع ناقشنا الشأن الإيراني والذي يُعد أكثر أهمية من أي وقت مضى” .

وعندما جاء دور نتنياهو في الحديث تطرق للمفاوضات بين إسرائيل والفلسطينيين وقال أنه لايزال يؤمن برؤية حل دولتين لشعبين ” قبل ست سنوات حددت هذه الرؤية في خطاب لي أمام جامعة بار إيلان وهى الرؤية القائمة على أساس دولتين لشعبين ورؤيتي تستوجب إيجاد دولة فلسطينية منزوعة السلاح تعترف بالدولة اليهودية، وعلى الرغم من إنني لا أضع أي شروط لبدء المحادثات إلا إنني أعلم أن السلام لا يقوم إلا على دعامتين رئيسيتين وهما الإعتراف المتبادل والأمن” .

وأوضح نتنياهو قائلاً” إن الإعتراف المتبادل يعنى أن يعترف الفلسطينيون أخيراً بإسرائيل كوطن قومي للشعب اليهودي، ومن غير المنطقي أن يتوقع منا الفلسطينيون الإعتراف بدولة قومية فلسطينية بينما يرفضون هم الإعتراف بدولة قومية يهودية”.

الركيزة الثانية هي الحاجة إلي الأمن ، حيث أضاف رئيس الوزراء ” كل من يتابع التطورات في منطقتنا سيعلم أن الشرق الأوسط يمر بفترة غير مسبوقة من عدم الإستقرار والعنف، لذا فإن أي إتفاقات سلام سيتم إبرامها، دون ترتيبات أمنية راسخة تتيح لإسرائيل الدفاع عن نفسها، لن تصمد ولن نوافق عليها، إن مخاوفنا ليست محض أعذار أو مبررات بل هي حقائق واقعة، لذا فأي إتفاق سلام يتجاهل هذا الواقع سوف تعصف به رياح التطرف والعنف التي تجتاح منطقة الشرق الأوسط ” .

وأضاف نتنياهو ” السلام لن يأتي إلا نتيجة محادثات مباشرة بين الأطراف دون شروط مسبقة ولن يأتي نتيجة قرارات الأمم المتحدة التي تتم محاولة فرضها علينا من الخارج، إن الرئيس عباس يعتقد أنه يستطيع التهرب من مثل هذه المحادثات المباشرة وهو يريد التهرب من التفاوض”الأخذ والعطاء.”

واضاف إنهم يحاولون فرض شروطهم على إسرائيل ولكنهم سيفشلون وسيُبعدون السلام، أولاً إسرائيل تعارض فرض أي شروط خارجية، ثانياً الفلسطينيين لن يوافقوا أبداً على إدارة مفاوضات إذا إعتقدوا أن المجتمع الدولي لن يقوم بتحقيق مطالبهم، فليس هناك ثمة طرق سحرية مختصرة لتحقيق ذلك، فالسلام يتطلب إلتزام بالمفاوضات المباشرة دون شروط مسبقة، وهو يتطلب جهداً مستمراً للتغلب على المصاعب وأنا مستعد للعب هذا الدور ” .

وكان نتنياهو قد تطرق إلي الحادثين اللتان وقعتا في الأيام الأخيرة في بنيامين والقدس حيث قال” اليوم في القدس قام مخرب فلسطيني بطعن شرطي إسرائيلي بوحشية ويوم الجمعة الماضي قام إرهابي فلسطيني بإطلاق النار على مواطن إسرائيلي وتسبب في موته، بينما لا تريد السلطة الفلسطينية إدانه هذه الأعمال وإنما تستمر في التحريض ضد إسرائيل ومواطنيها دون خجل، فالتحريض الفلسطيني الرسمي على العنف والكراهية أمر معتاد لذا فمن يريد تعزيز السلام عليه أن يدين هذا العنف بشكل قاطع” .

كما تحدث نتنياهو أيضاً عن المسألة النووية الإيرانية وطلب من فابيوس التحرك لمنع وقوع إتفاق بين إيران والدول العظمي من شأنه إيذاء إسرائيل وأضاف “إننا لن نسى أبداً الدعم المهم الذي قُدم لنا في الأوقات العصيبة، لذا فنحن نحث فرنسا على أن تعمل بكافة الطرق لمنع إتفاق من شأنه أن يمهد الطريق أمام طهران نحو السلاح النووي، حيث أن رغبة إيران في العدوان والهدم قد إستعرت سواء في الشرق الأوسط أو خارجه وفي الإتفاق المتبلور لم تتخذ إيران مساراً مباشراً إلي إنتاج سلاح نووي فحسب وإنما أيضاً حصلت على مليارات الدولارات الي ستقوم بواسطتها بزيادة أعمالها الإرهابية في العالم وعدوانيتها في المنطقة” .

وكان فابيوس قد إلتقى في وقت مبكر بـعضوة الكنيست تسيبي ليفني والتي قالت له أن الدعم الأوربي للفلسطينيين على الساحة الدولية يبعدهم عن طاولة المفاوضات.ويسمح لهم بالتهرب من الوفاء بإلتزامهم تجاه المطالب الإسرائيلية، وأضافت ليفني أن تحقيق إتفاق هو مصلحة إسرائيلية قبل أى شئ وأنه السبيل الوحيد للحفاظ عليها كدولة يهودية ديمقراطية آمنه ولكن العالم يجب أن يدعم المباديء الأساسية التي تتضمن إنهاء الصراع وتوفير حل واضح لإحتياجات الأمن الإسرائيلي.