مستقبل السياسيين الإسرائيليين فى مرحلة مابعد نتنياهو

يشغل “بنيامين نتنياهو” الآن منصب رئيس الحكومة الإسرائيلية في فترة الرئاسة الثالثة على التوالي والرابعة في المجمل، وسيتم قريباً حوالي عشر سنوات في المنصب كرئيس للحكومة. من المحتمل أنه في نهاية المطاف سيشغل في المنصب مدة أطول من تلك التى شغلها رئيس الحكومة الأول “داڤيد بن جوريون” الذي شغل منصب رئيس الحكومة أكثر من 13 عام.

وبطبيعة الحال الأسبقية الكبيرة في المنصب تخلق أعداء سياسيين كثيرين، لكن كما كان يُمكن أن نرى في حملة الانتخابات الأخيرة “نتنياهو” يعتّم الآن على أي خصم سياسي محتمل. لقد كانت أحزاب اليسار والوسط تنادي مراراً وتكراراً بشعار «لا لـبيبي» بأي طريقة ممكنة، كما موّلت تنظيمات غير برلمانية أموالا طائلة بهدف تشجيع التصويت لصالح أي مرشح آخر سوى “نتنياهو”، إلا أن الحملة قد انتهت بالفشل الذريع والفوز الكاسح لليكود و”نتنياهو”.

في مطلع الأسبوع تلقينا أنباءاً بأن رئيس بلدية القدس قد رتب آلاف الأشخاص في الليكود بهدف الاستعداد للتنافس على منصب رئاسة الحزب في مرحلة ما بعد “نتنياهو”. كما أفادت القناة العاشرة الإسرائيلية أن الإجراء تم بدعم “نتنياهو” نفسه. ويبدو أن “جدعون ساعَر” يمهد الساحة قبيل منافسة محتملة على رئاسة الليكود، سواء ضد “نتنياهو” أو بعد رحيله. بينما في اليسار يعلو الحديث عن ترشح محتمل لرئيس الأركان السابق “جابي إشكنازي”، وهو ترشح حاز أهمية متجددة عقب التقديرات بغلق التحقيق ضده في قضية وثيقة “هرباز”.

إضافة إلى هؤلاء المرشحين هناك أيضاً الكثير ممن يرون أنفسهم مرشحين لرئاسة الحكومة بعد رحيل “نتنياهو”. لذا فقد خرجنا لنرتب الأمور في الملعب، ونرى من هم اللاعبين الذين قد يخترقون هذا الأمر.

الجيل القادم

في الحزب الحاكم الحالي، الليكود، هناك ثلاثة منافسين رئيسيين للحكم بعد “نتنياهو”.

جدعون ساعَر وجلعاد أردان

الأول، “جدعون ساعَر”، وهو شخصية قد اتصفت قبل سنوات طوال بأنه زعيم الليكود المستقبلي. شغل “ساعَر” -الذي كان منذ مرحلة الثانوية ناشطاً سياسياً – منصب سكرتير الحكومة في عهد “نتنياهو”، و”شارون”، وكذلك تقدمه بسرعة فائقة كالنيزك داخل صفوف الليكود اللافت للأنظار. اكتسب “ساعَر” -الذي برز في وزارة الداخلية ووزارة التعليم-خبرة تنفيذية وبرلمانية كبيرة، وهو الآن يحتل مرحلة يمكن النظر إليها قدماً.

قبل حوالي عام أعلن “ساعَر” أنه سيتخذ لنفسه فترة استراحة من الحياة السياسية واستقال من منصبه كوزير للداخلية ومن عضويته في الكنيست. ومع ذلك، لم يتوقف “ساعَر” للحظة عن نشاطه في الليكود وفي المنظومة السياسية. يقدرون في الليكود أن السقف الزجاجي في عهد “نتنياهو” هو الذي حدّد لـ “ساعَر” طريق الخروج، وهو ينتظر الآن فرصة سانحة للعودة إلى السياسة وتَولي، على نحو عاصف، حكم الليكود والسلطة. لا يمكن أن يقلل من حجم نفوذ “ساعَر” السياسي في أعماق السياسة الداخلية لليكود، وتفيد التقديرات بأنه الشخصية الأبرز في وسط الحزب مباشرة بعد “نتنياهو”.

إضافة إلى تاريخه السياسي، يتباهى “ساعَر” بقدرات إعلامية كبيرة، منها ماضيه كشخصية إعلامية وزوج مقدمة الأخبار “جيئولا إيڤن”. مواقفه اليمينية المتطرفة، مثل معارضته أيضا لفك الارتباط وانتمائه إلى جماعة “المتمردين” ضد شارون، تمنحه القوة الدافعة أيضاً بين الجماعات الأيديولوجية المنظمة من جانب المستوطنين، وهناك عدة جماعات من هذا القبيل. كذلك اقتراب “ساعَر” إلى التدين في السنوات الأخيرة قد يفيده بين تلك الجماعات.

ومثل “ساعَر” كذلك أيضا “جلعاد أردان” اتصف منذ أن كان في مقتبل العمر بأنه زعيم الليكود المستقبلي. في الحكومة السابقة كان “أردان” يريد منصب سفير إسرائيل في الامم المتحدة، لكن هذا الخيار أُلغي وانتهى بتعيين “داني دانون” للمنصب قبل عدة أسابيع. ما زلنا نتذكر مقولة “أريئيل شارون” حينما قال: السياسة كالعجلة، مرة تجد نفسك في الأعلى ومرة تجد نفسك في الأسفل لكن عليك دائماً أن تبقى على العجلة”. فـ “أردان” الذي كان في الماضي مساعد “شارون”، فضّل أن يبقى متمسكاً بالعجلة، على خلاف “جدعون ساعَر”.

في مناصبه العامة شغل “أردان” منصب وزير الداخلية في أواخر ولاية الحكومة السابقة، وكذلك في وزارة حماية البيئة. اليوم أصبح قائم، من ضمن الشئون القائم عليها، على شئون الأمن الداخلي أيضاً، وزارة انتابها شعور بالإهمال في عهد “أهارونوڤيتش”. عناية مركزة ودفع بتغيير جذري في الشرطة كان من الممكن أن يمنح “أردان” الإنجاز القيادي الذي سيحسن من مكانته إلى زعيم محتمل بعد “نتنياهو”. إن إعلان تعيين “جَل هيرش” مفتشاً عام للشرطة هو نموذج جيد لإحداث صدى واسع في الإعلام، نموذج يعزز من مكانة “أردان” كعامل مؤثر. كما يُعرف “أردان” بأنه منتمي إلى الجناح اليميني المتطرف في الحزب، عضو في جماعة المتمردين من فترة فك الارتباط ومرتبط ارتباطاً وثيقاً بدوائر المستوطنين، كما أنه متوافق مع خريج مؤسسات التعليم الخاصة بالصهيونية الدينية.

اليوم “أردان” هو السياسي الكبير الذي يشغل منصب في الحكومة بين صفوف الليكود. هناك أسماء بارزة أخرى في الحزب قد ترى في نفسها مرشحين لرئاسة الحركة وهم وزير النقل النشيط “يسرائيل كاتس” ووزير الدفاع “موشيه يعالون”، الذي فقد كثير من بريقه. من الممكن أن نقدر بدقة أنه من المشكوك فيه أن أي منهم سيكون مرشحاً جاداً لزعامة الحزب. وفي نفس الوقت لا يمكن أن ننسى وزير المالية “موشيه كحلون”، الذي شعر هو أيضا كيف يتصدى له “نتنياهو” واختار أن يسلك طريقاً مستقلاً. مازال الوقت مبكراً للتنبؤ بمسألة إن كان الطريق سينتهي في ختام فترة الحكم الحالية عندما نرى “كحلون” يعود إلى “متسودات زئيڤ”، أو ربما يمتد طريق “كحلون” في “كولانو” إلى فترات رئاسة أخرى.

في طريق أولمرت؟

نير بركات

إلى قائمة المرشحين المستقبليين لرئاسة الليكود ينبغي إضافة كما ذكرنا سلفاً رئيس بلدية القدس “نير بركات”. فإدارة هذه البلدة ليست مهمة بسيطة، بل إنها أثقل بكثير من معظم الوظائف في الوزارات الحكومية. وإن كانت مهمة إدارة مدينة أو مجلس هو أمر معقد في العموم – فالقدس أكثر تعقيداً منها.

بدأ “بركات” مسيرته السياسية قبل 12 عام، حينما خسر في الانتخابات على رئاسة البلدية أمام “أوري لوبوليانسكي”. وبعد مدة حكم دامت خمس سنوات في مجلس المدينة اقترب “بركات” مجدداً إلى المعترك على رئاسة البلدية وهذه المرة فاز على “ميئير باروش”. انتُخب “بركات” قبل عامين لمدة حكم أخرى كرئيس للبلدية بعدما فاز على “موشيه ليئون”.

كانت قصة “ليئون” أكثر تعقيداً. فقد كان الأخير، الأمين العام لمكتب رئيس الحكومة السابقة وأحد سكان جيڤعاتايم حتى بضعة أشهر قبل ترشحه للمنصب، كان فعلياً مرشحاً مُؤيداً من قبل “أڤيجادور ليبرمان” و”أرييه درعي”. فقد كان “ليبرمان” الذي لم يسبق أن فقد نفوذه داخل الليكود هو من قاد إلى هذا الإجراء حيث كان “موشيه ليئون” مرشح الليكود لرئاسة البلدية.

وعلى الرغم من أن “ليئون” كان مرشح الليكود، إلا أن رئيس الحكومة “نتنياهو” امتنع عن التأييد العلني لهذا الترشح، وفي الواقع قام بتأييد “نير بركات” في صمت. تسبب فشل “ليئون” في خصومة شديدة بين العناصر السياسية المشاركة في الترشح، واتسع الصدع بين أعز الأصدقاء “درعي” و”ليبرمان”.

إلا أن الخلافات بين “نتنياهو” و”بركات” قد تم تسويتها مؤخراً، كما انضم “موشيه ليئون” إلى الائتلاف برئاسته، وأصبح قائد نشطاء “بركات” لليكود مكشوفاً للجميع هذا الأسبوع. مقطع فيديو من قلب فترة الاعتداءات في العاصمة في الصيف الماضي والذي يظهر فيه رئيس البلدية بنفسه يسيطر على مخرب خلال حملة الاعتداءات بالطعن، هذا المقطع قد يتوج حملة “بركات” الانتخابية، وكذلك كونه أحد السياسيين الأثرياء في إسرائيل يخدم قدراته في الانتخابات الأولية.

ومثل “نتنياهو”، كذلك “بركات” ينعم بصورة الشخصية الناجحة، ففي جعبته فترة مهمة من العمل في أكثر المدن تعقيداً في إسرائيل ولا مجال لتجاهل الأثر الذي تركه في العاصمة. فكما “أولمرت”، كذلك “بركات” بإمكانه أن يتعامل مع منصبه الحالي على أنه مقفز سياسي مستقبلي.

نفتالي بينيت

هل سيستقيل “بينيت”؟

على هامش قائمة المرشحين المحتسبين على نحو جلي على الليكود، ينبغي أن نضيف خيار آخر، ألا وهو “نفتالي بينيت”. “بينيت” الذي تلقى ضربة قاصمة في الانتخابات الأخيرة لم يتخل عن تطلعه إلى الوصول لمنصب رئيس الحكومة، كما أنه يدرك أن الطريق إلى بلفور يأتي عبر الليكود. هل سينشق “بينيت” عن البيت اليهودي وينضم إلى الليكود؟ هل سيستقيل من الحزب ويرشح نفسه فردياً على قائمة الليكود؟

لا توجد مؤشرات حالياً على وجود قائد لأنشطة “نفتالي بينيت” أو شخص من قبله أو نائبا عنه داخل صفوف الليكود، والاحتمال الواقعي لمثل هذا السيناريو هو دمج قوائم تشبه قوائم “الليكود بيتنا”. من ضمن كافة مرشحي اليمين يتمتع “بينيت” تحديداً بكاريزما كبيرة، وهي صفة ضرورية جداً للقيادة، كما ينعم بصورة الشخصية الناجحة. ومع ذلك فمن الصعب جداً رؤيته يتغلب على مرشحين محنكين من داخل المنظومة السياسية. ومن الصعب أيضا أن نرى كيف اكتسب سياسي مثله خبرته من خلال انتماء بارز مع جمهور المتدينين ينجح في اختراق الحمض النووي الليكودي ويندس إلى قيادة الحزب.

هناك شرك آخر منصوب في طريق “بينيت” إلى القيادة ألا وهو التراجع المتحفظ في مكانته العامة. اللغة العامية العسكرية التي يفضل استخدامها في تصريحاته، والكاريزما، والقابلية للنجاح وأسلوب حواره المتميز بلهجة الشباب كل ذلك قد ساهم في ارتقاءه للأعلى وتقدمه بسرعة فائقة. من المحتمل أن يكون أوجه الانتخابي قد مضى. كذلك الانشقاق البارز في الصهيونية الدينية سيصعّب عليه إحراز عدد ثنائي الرقم في صناديق الاقتراع، وبنصيب زهيد كهذا سيكون من الصعب جداً عليه أن يفوز داخل صفوف الليكود.

اليسار الوسط

يتسحاق هرتسوج

كشفت حملة الانتخابات الأخيرة عن الضعف القيادي لـ “يتسحاق هرتسوج”، ولكي يُدق المسمار الأخير في النعش جاء فيلم عينات جوران في القناة العاشرة وأصبح ترشح “هرتسوج” المحتمل لرئاسة الحكومة حدثاً شبه خيالي. حزب “العمل” معروف بأنه حزب يقضي على زعمائه، وفرص “هرتسوج” لتغيير هذا النمط تبدو ضئيلة، وهذا يثير التساؤل حول من سيكون مرشح “العمل” في الإنتخابات القادمة.

شيلي يحيموڤيتش

المرشحة الأولى التي ستدخل المواجهة الانتخابية هي “شيلي يحيموڤيتش”، التي تتطلع مجدداً إلى رئاسة الحزب. في النزاع الداخلي داخل كتلة “العمل” هُزمت “يحيموڤيتش”، في تلك الأثناء. فقد كان تعيين “إيتان كابيل” لرئاسة اللجنة الاقتصادية بمثابة شوكة في نظر “يحيموڤيتش” التي أرادت المنصب لنفسها. هذا الحسن يشير إلى نفوذ “هرتسوج” في قيادة الكتلة، حتى وإن كان هذا على اعتبار أنه نفوذ مؤقت فقط.

لا نتوقع أن تلتزم “يحيموڤيتش” بالصمت الزائف في الكتلة إلى وقت طويل. كما أنها عازمة على خوض الانتخابات الأولية، وهي بذلك ليست الوحيدة. إن تصريحات “هرتسوج” الأخيرة وتوجهه إلى مكتب “أبو مازن” تتماشى مع الحاجة إلى مغازلة أعضاء. كذلك الانحراف نحو الوسط والهجوم ضد التطرف اليساري يُفسر على أن حزب “العمل” يتجه يساراً أكثر من اللازم وأية محاولة للعودة إلى قيادة الدولة يجب أن تمر عبر الاعتدال والتوسط.

رون حولداي

من المتوقع أن ينضم إلى “هرتسوج” و”يحيموڤيتش” مرشحين من خارج المنظومة السياسية والبارزون في بورصة الأسماء هم “رون حولداي” و”جابي اشكنازي”. يعد “حولداي” – الذي يشغل منصب رئيس بلدية تل أبيب منذ فترة طويلة –خبيراً في العمل العام المؤثر ومحققاً لنجاح سياسي أثبت قدراته في منصب رئيس البلدية. في ترشحاته الأخيرة هزم “حولداي” بسهولة سياسيين شاغلين مناصب في الحكومة مثل عضو الكنيست السابق “نيتسان هوروڤيتش” وعضو الكنيست المحنك والمتمرس – “دوڤ حِنين”.

“حولداي”، من كيبوتس حولدا، هو طيار حربي وجنرال في سلاح الجو، كان في الماضي أيضاً المدير الأسطوري للمدرسة الثانوية المعروفة باسم “جيمنسيا هرتسليا”. لقد تمتع “حولداي” بكل الصفات اللازمة للزعيم. سيرة ذاتية مشرفة، مجد عسكري وبالطبع قدرات سياسية. هذا الاسم حقاً قوي في بورصة الأسماء لكننا حتى هذه اللحظة نتحدث فقط عن مجرد تقديرات. وحتى الآن لم يعلن “حولداي” صراحة عن نيته للترشح لرئاسة حزب “العمل”.

جابي اشكنازي

ينضم إلى كادر الأسماء الذين قد يقودوا العمل “جابي اشكنازي” الذي تصدر العناوين في الأسابيع الأخيرة إبان انتهاء التحقيقات ضده في قضية هارباز. يطوّر “اشكنازي” تطلعات سياسية منذ وقت طويل، وربما أيضاً منذ أن كان رئيساً للأركان العامة، لكن مثلما رأينا في الأيام الأخيرة، الساحة السياسية لن تقبله ببساطة. فـ “اشكنازي”، الذي تم تعيينه بشكل استثنائي لمنصب رئيس الأركان العامة بعدما كان مواطنا وأدار وزارة الدفاع، ويتهمه الكثيرون بأنه تعامل مع شئون سياسية بينما كان مازال في منصبه.

في تلك الأيام اتصف “اشكنازي” بأنه زعيم اليسار المستقبلي في حين إنجازه العسكري كان يمثل رداً على الضعف سيطر على اليسار. “إشكنازي” الذي كان رئيساً للأركان العامة يحظى بتأييد شعبي على خلفية إعادة تأهيل الجيش بعد حرب لبنان الثانية، وطريقه إلى زعامة اليسار يبدو ممهداً. لا شك أن قضية التصنت والتسييس في مكتبه قد أضر كثيراً بخططه هذه وأبقى “إشكنازي” لوقت طويل خارج اللعبة.

كما أن الضجة الإعلامية التي تصاعدت مؤخرا عقب دلائل “إيهود باراك”، من شأنها أن تؤثر على فرص “إشكنازي”. وقد أثارت شائعات تربطه بـ “يش عتيد” مباشرة إبان انتهاء التحقيقات العداء ضده. ومثلما كانت لدى “باراك” علاقات سيئة مع “إشكنازي”، كذلك أيضا يمتلئ “يواڤ جلانت” بالحنق حيال “إشكنازي” وقد كلّف نفسه العناء ليقف وراء الميكروفونات ويهاجم “إشكنازي” هجوماً صارخاً لاذعاً، من خلال توصية بإرسال رئيس الأركان السابق إلى السجن.

هل ستأتي رياح التغيير من الوسط؟

يائير لبيد

بمقدور “إشكنازي”، كما ذكرنا مسبقا أن يترشح في حزب العمل لكنه قد ينخرط في حزب وسط، حيث المرشح الرائد الذي يستعد باستمرار للترشح لرئاسة الحكومة هو “يائير لبيد”.

أثبت رئيس حزب “يش عتيد” في معركتي انتخابات أن لديه شعبية كبيرة في وسط الخريطة السياسية التي صاحبته. كما تشير استطلاعات رأي داخلية متباينة إلى وجود استقرار في عدد مقاعد حزبه وفي بعض من استطلاعات رأي الحزب عدد المقاعد يتزايد. لم يتردد “يائير لبيد”-الذي انتمى إلى الفضاء القيادي الذي تطوّر في المعارضة-لم يتردد وتحرك بحزم ليعزز مكانته كزعيم بديل لـ “نتنياهو”.

يتسلى “لبيد” بفكرة رئاسة الحكومة منذ وقت طويل. هذه تذكرة لمن نسي – سقوط الحكومة السابقة الذي سُجل باسمه، بعدما أدرك “نتنياهو” أن “لبيد” ينتظر أول فرصة لإسقاطه. “لبيد” الذي أفصح عن تطلعاته بأن يصبح رئيساً للحكومة عدة مرات في الماضي، يضع هذا الهدف نصب عينه ويسعى إليه بكل قوة. لقد حرص على أن يعزز مكانته كرجل وسط، حيث هاجم بشدة أفراد منظمة “كسر الصمت”، وبخلاف أحزاب ومرشحي اليسار، يجيد توجيه النقد أيضاً إلى الفلسطينيين وقادتهم.

حتى وإن لم يفلح “لبيد” الذي يحلم بالفوز على “نتنياهو” في هذه المهمة، فهو بكل تأكيد يعتبر مرشحاً بارزاً، ربما هو الأبرز في الترشح من بين المرشحين المحتملين الذين استعرضناهم أعلاه. حتى مؤيدو الحزبين الكبيرين، “العمل” و”الليكود” بالأخص، لن يستطيعوا تجاهل نفوذ الوسط السياسي، الذي تجلى سواء في الإنجاز الذي حققه “لبيد” الذي اكتسح بـ 19 مقعد في انتخابات 2013، أو في نجاح “كاديما” في معركنين انتخابيتين متتاليتين: انتخابات 2006 حيث فار “أولمرت” بـ 29 مقعد، وانتخابات 2009 حيث فازت فيها “تسيبي ليڤني” بـ 28 مقعد.

نوعام شمباميدا