علم موقع ماكور ريشون أن الإدارة المدنية فى الضفة الغربية الآن فى مراحل تخطيط متقدمة لخطة توسيع مساحة مناطق السلطة الفلسطينية فى الضفة الغربية. تخطيط عملية الإنسحاب تم عملها على مايبدو بتوجيهات من رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع موشيه يعالون، على الرغم من أن مكتبى كليهما رفضوا تأكيد ذلك.

كما هو معروف، اقترحت هذه الخطة توسيع مناطق السلطة الفلسطينية فى نطاقات مختلفة فى الضفة الغربية بمساحة شاملة تضم 40 ألف دونم. وإجمالى الإنسحاب سيكون 1.6% من أراضى المنطقة ج، التى تتواجد فيها صلاحيات الحكم فى يد إسرائيل وفقاً لاتفاقات أوسلو. الإنسحاب الأعمق تم التخطيط لتنفيذه فى مدينة الخليل، التى سيتم فيها توسيع مناطق هـ1 التى تسرى فيها السيادة الفلسطينية التامة ويتم تقليل مناطق هـ2 التى تشمل الإستيطان اليهودى فى المدينة.

هناك انسحاب هام آخر متوقع أن يتم بجوار طولكرم وفقاً للخطة، من شرق خربة جربة يتم نقل أراضى من المنطقة ب و ج حيث السيطرة الأمنية الإسرائيلية والسيطرة المدنية الفلسطينية. كذلك بالقرب من قليقيلية من المفترض أن تنقل إسرائيل صلاحياتها للسلطة الفلسطينية فى المناطق الواقعة بين المدينة وطريق 55 وفى هذه المنطقة يتم تغيير وضع المنطقة ب و ج. ويتم نقل أراضى قرية حبله إلى المنطقة ج. بالإضافة إلى ذلك تقوم إسرائيل بزيادة المقاطعة الفلسطينية بشكل كبير فى أريحا، التى خطط أن يكون بها منذ فترة كبيرة إقامة أحياء سكنية كبيرة للبدو والفلسطينيين.

لم يؤكد مكتبى نتنياهو ويعالون أو ينفيان مسألة الخطة. وقد قال مقربون من نتنياهو أنه لن يقوم بنقل آلاف الدونمات إلى الفلسطينيين بدون مقابل، لكن هناك مصدر أمنى أكد أنه فى لقاء بين نتنياهو ووزير الخارجية الأمريكى جون كيرى هذا الأسبوع تم طرح خيار ” تغيير الظروف الأمنية والإقتصادية”، وأن رئيس الوزراء قد وضح أن الشرط الأول لذلك هو إعادة الهدوء إلى ما كان عليه، بمعنى خفض مستوى العنف وموافقة على الإحتياجات الأمنية الإسرائيلية”.

لم يرد مكتب وزير الدفاع يعالون على سؤال ماكور ريشون. كما أن عضو الكنيست بتسلئيل سموتريتش من البيت اليهودى، الذى وجه سؤالاً هذا الأسبوع فى هذا الأمر ليعالون، ولم يحصل على إجابة. وفى خلال مناقشة فى الكنيست حول الوضع الأمنى قال سموتريتش ليعالون أنه ” سواء كان الحديث حول نقل رسمى للمنطقة أو مجرد كلام فقط حول منح صلاحيات للسلطة الفلسطينية، أى إبقاء هذه المناطق المناطق ج بالتعريف الرسمى، لكن إعطاء صلاحيات للسلطة الفلسطينية لإدارة هذه المناطق كما لو كانت مناطق ش أو ن فإننى أعلم حقيقة أن مثل هذا العمل قد تم، وأرى أن الإرهاب لن يجنى أى مكسب بأى شكل ولو مكسب بسيط، نقل الأراضى أمر مفزع ورهيب.

يعالون الذى علق بشكل مفصل على كلمات أخرى لسموتريتش وأسئلة أعضاء كنيست آخرين، لم يتطرق إلى المعلومات التى عرضها عضو الكنيست من البيت اليهودى. كمان أعد مراسل القناة الثانية عوفير حداد هذا الأسبوع تقريراً بلورة خطة للإنسحاب  فى الإدارة المدنية.

فى الماضى قال يعالون ” إننى غير مستعد للحديث عن إنش احد (يتم نقله إلى الفلسطينيين إذا كان الأمر كذلك)، إلا إذا حصلنا على إثبات من الفلسطينيين أنه فى كل اتفاق نتوصل إليه يكون به اعتراف بحقنا فى الوجود كدولة قومية للشعب اليهودى، وتكون نهاية الصراع ونهاية المطالب، وتنازل عن حق العودة وحل لإحتياجاتنا الأمنية”

من الحديث مع مصادر أخرى فى المنظومة السياسية اتضح أن إحتمالية الإنسحاب الإسرائيلى بهذا الشكل تم إسقاطها من جدول الأعمال حالياً، خاصة وأن لقاء كيرى ونتنياهو لن يفتح محادثات بأى شكل بين الجانبين. لقد وافق نتنياهو مبدأيا بالفعل على تنازلات إسرائيلية، لكن مسألة تنفيذها تتوقف إلى مابعد فترة كبيرة من الهدوء. بالإضافة إلى أنه طلب أن يكون فى مقابل التنازلات الإسرائيلية اعتراف من الولايات المتحدة بحق إسرائيل فى البناء فى الكتل الإستيطانية فى الضفة الغربية. كيرى رفض الإقتراح، ولذلك يبدو أن إحتمالية عمل صفقة للإنسحاب فى مقابل الهدوء قد تم إسقاطها عملياً من جدول الأعمال السياسى اليومى.

 

أريئيل كاهانامعاريف