إذا كان هناك من يبحث عن دليل آخر على الوضع الكئيب لجماعة الإخوان المسلمين فى المنطقة، فقد حصل هذا الأسبوع على ما يريد. تم الإغلاق الفورى للمقرات الرئيسية لتنظيم الإخوان المسلمين تباعاً فى العاصمة عمان، ومدينة جرش شمال المملكة، ومدينة مادبا غرب الأردن وفى أربعة مدن أخرى، ووعدوا بأن يتم إغلاق الباقى.

تستغل السلطات الأردنية منذ فترة كبيرة ضعف الإخوان المسلمين فى محاولة للدفع بتنظيم منافس. لم يحصل تنظيم الإخوان المسلمين القديم على تصريح بالعمل وفقاً لقانون الأحزاب والجمعيات الذى تم إقراره فى عام 2014، بعدما لم يتماشى مع مطالب السلطات.

منذ ذلك الوقت تحاول الأردن التضييق على خطوات الإخوان المسلمين والدفع بــ ” رابطة تنظيم الإخوان المسلمين”، وهو تنظيم بديل يترأسه عبدالمجيد الذنيبات، والذى كان مسئولاً بارزاً فى التنظيم القديم وانشق، ذلك التنظيم مصرح به وفقاً للقانون ويتماشى مع السلطات، على عكس التنظيم الأصلى.

حاولوا فى الأردن إيضاح أن القرار قضائى ومؤسسى فقط، دون وجود خلفية سياسية. هذا بعد أن قضت المحكمة بأن ممتلكات ومقرات التنظيم غير المصرح به قانوناً ستؤول إلى التنظيم الجديد. وقد قال المتحدث باسم التنظيم الأصلى بادى الرفايعه “هذا قرار مفاجئ” ووعد بأن التنظيم سيرد على قرار الغلق الفورى لمقراته.

وأضاف ” منذ عامين يتم إلحاق الضرر بالإخوان المسلمين فى الأردن، ونحن نبحث الخطوات القادمة التى ستكون كلها فى إطار القانون، وتنظيم الإخوان المسلمين ليس حزباً سياسياً، إن لدينا حضوراً فى الأردن منذ 70 عاماً، ولدينا حضور حقيقى داخل المجتمع الأردنى، والجميع يعلم ذلك”.

ومنذ الإطاحة بالرئيس المصرى السابق رجل الإخوان المسلمين محمد مرسى، بواسطة الرئيس المصرى الحالى عبدالفتاح السيسى، كان تنظيم الإخوان المسلمين فى انحدار فى جميع أنحاء الشرق الأوسط، وقد تم وصفه بأنه تنظيم إرهابى فى عدد من الدول.

وقد كانت مصر هى من قاد هذا التوجه النازى بصورة غير مفاجئة، لكن فى الأردن أيضاً يحاولون منع التنظيم من رفع رأسه. العلاقات بين السلطة فى الأردن والإخوان المسلمين كانت إشكالية دائماً، لكن الوضع الإقليمى البائس للتنظيم يمثل فرصة سانحة للسلطات للدفع بعناصر أكثر اعتدالاً تتماشى مع السلطة، وليس تلك التى من المفترض أن تشكل مركزاً للإعتراض ضد السلطة. السؤال هنا حالياً هو ما إذا كانت الخطوات الأخيرة ستوقظ مؤيدى التنظيم فى الأردن ومنهم فلسطينيين، ويؤدى ذلك إلى احتجاجات.

 

 

 

روعى كايس- يديعوت احرنوت