كيف يمكن حشد الجمهور اليهودى لدعم تسوية سلام؟ قبل كل شئ يجب  التوقف عن سؤال كيف يمكن لليسار أن يكون بديلاً لليمين. بدلاً من ذلك يجب طرح سؤال، كيف يجب أن تبدو المبادرة التى تضمن الأمن والسلام وكيف يمكن إقناع الجمهور بأن هناك بديل للحرب وفقد الأرواح.

لماذا من الخطأ الإنشغال بالسؤال عن كيفية هزيمة اليمين، أولاً، لأن التحدى فى تشكيل جبهة جديدة يكمن فى نسج قصة إسرائيلية مشتركة، والتى يجب عليها كسر الولاءات القديمة.

ثانياً، لأن التمييز بين اليمين واليسار فى ذاته يعتبر مغالطة. هناك صدوع أمام اليمين الإسرائيلى حالياً؛ ذاكرة تاريخية لبناء أمة، ولاءات قبلية وانفصال ودعم لقيم اليسار إلى جانب التنصل منها. يعتبر حزب ميرتس بالفعل حزباً يسارياً مبلوراً، لكن قوته البالية تعكس تأثيره القليل.

ثالثاً، أدى السؤال عن كيفية إسقاط اليمين إلى أن تركز النخبة اليسارية فى محاولة لتدميره لدى الرأى العام العالمى والإسرائيلى. هذه آلية مدمرة، لايمكن إصلاحها. إن هذا يخرب التطور الصحى للوعى السياسى غير القلق ويعزز رؤية العالم كله ضدنا. تبدل النقد السياسى إلى إعلانات حرب لاتمثل هدفاً بديلاً حقيقياً ومعسكراً لا يبشر بخير، يهرب من التزاماته الأخلاقية لصياغة مبادرة سياسية، تخرق الطريق المسدود.

هذا بالإضافة إلى أن الهوس بسؤال كيفية الإطاحة بالليكود يثير رد فعل هو الدفاع القبلى عن النفس فى مواجهة من يهددون البيت. لقد شكل ذلك هوساً عكسياً وهو ابقاء الليكود فى السلطة، فلا أحد يحب أن يلطخ بيته بالطين.

رابعاً، يجب دراسة منظومة التبرير الخاصة باليمين، وإلغاء الشق العنصرى والقومى المتعصب وعرض بديل يخرج من صندوق الليبرالية المستنيرة العلمانية، التى تكسر الإنقسامات السياسية وتنزع الأوهام الغارقة فى الصراع.

الروح الليبرالية لدى يسار الوسط تم اختبارها مراراً وتكراراً وفشلت فى الإختبار. إلى جانب تواصل السيطرة التامة على النخبة وفصل الشرقيين تحدث عملية زعزعة من جانب المتدينين، والتقليديين والشرقيين للهيمنة السابقة لليبراليين، فى صياغة رجل القانون مناحيم ماوتنر. يجنى الصراع الشرقى مكاسب جزئية حينما تطبق شخصيات من الليكود بعض من تصوره متعدد الثقافات.

لكن هذا يعتبر تحقيقاً ناقصاً. لايمكن تجاهل الإضطراب فى العلاقات بين اليهود والعرب، وكذلك الفجوات الإجتماعية والنظرية السياسية فى الحكم، والجمود السياسى ومعارضة التعددية اليهودية. كما أنه لايجب التخلى عن الإعادة الطبيعية للجمهور الشرقى لدوره الهام والمميز فى التصالح مع الفلسطينيين.

خطوة معقدة من جانب حزب العمل من المفترض أن تؤدى إلى تحرك اليمين إلى الوسط-اليسار. إن خلق بديل يربط بين القيم الليبرالية والقيم الإجتماعية والتقليدية، يمكن أن يؤدى إلى بناء منظومة سياسية جديدة، تتسم بالتنوع الثقافى والدينى وتنوع الهويات. من أجل ذلك، على العمل أن يضمن بأن قيادته البديلة تأتى من الجماهير التى أهملوها فى تحول عام 77. بمعنى آخر، لقد حان الوقت أن يكون على رأس حزب العمل زعيم شرقى، يربط بصورة طبيعية بين الهوية الشرقية التقليدية القومية والإلتزام بالقيم الإنسانية والمدنية.

 

 

 

 

ميراف الوش لفرونهارتس