تصريحات الحاخام يغئال ليفنشتاين، من مؤسسي الكلية العسكرية التمهيدية في عاليه، تعبر بشكل ملموس عن الحرب الثقافية الجارية هذه الايام في اسرائيل – بين اولئك الذين يسعون الى مساواة الحقوق وحريات الفرد واولئك الذين يقدسون كراهية الاخر وملاحقة المختلف.

في اطار ندوة عقدت الاسبوع الماضي وعنيت “بالتصدي للتأثير الاصلاحي على يهودية الدولة”، قال ليفنشتاين بانه طرأ تغيير قيمي في الجيش الاسرائيلي، بقيادة سلاح التعليم، وجد تعبيره حسب قوله في التعليم على التعددية الدينية والاعتراف بالمثليين، الذين وصفهم بـ “المنحرفين”. وقال في ذات الندوة “توجد هنا حركة مجنونة فقد الناس ببساطة فيها طبيعية الحياة. هذه مجموعة تعصف بالدولة قد دخلت الجيش بكل القوة واحد لا يتجرأ على فتح الفم والنبس ببنت شفة. في المدرسة العسكرية توجد محاضرات للمنحرفين.

ليفنشتاين هو الحلقة الاخيرة في سلسلة المسؤولين الكبار في الصهيونية الدينية، الذين يؤمنون بانه يتعين عليهم ان يملوا على عموم اسرائيل تفسيرهم الضيق للماضي، للحاضر وللمستقبل. هذا التشوش القيمي والفكر المغلوط لا يمكنه ان يزدهر دون رعاية الحكومة التي تمول وتعظم منابتهم. لقد اقام الحاخام ليفنشتاين مع الحاخام ايلي سدان في 1988 “ابناء داود” في عاليه، وهي الكلية العسكرية التمهيدية الدينية الاولى التي كانت لمؤسسة تعليمية مركزية في الصهيونية الدينية. وفي يوم الاستقلال الاخير تلقى سدان جائزة اسرائيل لمشروع الحياة.

ليفنشتاين ليس “عشبة ضارة”. كما لا حاجة للتلوي الفقهي او اي عذر آخر لمحاولة تسويغ اقواله، مثلما جرى في حالة الحاخام العسكري الوافد، العقيد ايال كريم. ليفنشتاين يحتل موقعا رفيعا في منظومة الكليات العسكرية التمهيدية (48 كلية بالاجمال، 21 منها توصف بانها “توراتية”)، والتي توجد في مسؤولية وميزانية مشتركة لوزارتي التعليم والدفاع. ولا يمكن لتصريحاته الظلماء ان تختبئ في ظل “الحكم الذاتي” التعليمي – الايديولوجي طالما كانت تدعمها الدولة. رد الفعل الهزيل او تدوير العيون ستوضح فقط اين يوجد حقا قلب حكومة نتنياهو – بينيت – ليبرمان بالنسبة لطائفة المثليين. لا يمكن لاي فيلم او حيلة اعلامية اخرى  أن تغطي ذلك.

على وزير التعليم، نفتالي بينيت، الذي نشر في أعقاب نشر تصريحات الحاخام على حسابه في التويتر تغريدة شجب غير مباشرة (“حبيب الانسان، كل انسان، ولد على صورة الرب. بلا صلة بميله الجنسي، لون جلدته او معتقداته”)، وعلى افيغدور ليبرمان، وزير الدفاع، ان يطلق صوتا واضحا. لا يمكن لليفنشتاين ان يبقى في منصبه بعد الترهات التي اطلقها، طالما كانت اموال الضرائب هي التي تمول جزء من راتبه.