صحيفة معاريف

5 يناير 2014

بقلم عامير رابابورت

 

 

التجربة التي أجرتها إسرائيل يوم الجمعة الماضي في إطلاق الصاروخ الباليستي (حيتس-3) المضاد للصواريخ والعابر للقارات حولت هذا الصاروخ من مرحلة التجارب إلي المرحلة الواقعية والهدف معروف : إسرائيل تتطلع إلي التسلح بمنظومة الدفاع الجوية الجديدة المضادة للصواريخ قبل أن تتوصل إيران إلي سلاح نووي.

تمكنتا من اجراء تجربة اخرى لمنظومة الدفاع الصاروخي “حيتس 3″، صبيحة يوم الجمعة الماضية. وقد نجح الصاروخ الذي تم اطلاقه بأداء كافة المهام المحددة له في الجو والفضاء.

 

ويعتبر “الحيتس3” أحد أهم ثلاثة مشاريع مضادة للصواريخ، يجري العمل عليها بشكل متزامن من قبل دائرة تحمل اسم “سور” في وزارة الدفاع الإسرائيلية، وتشمل هذه المشاريع: منظومة القبة الحديدية الخاصة بإسقاط الصواريخ قصيرة المدى وهو مشروع إسرائيلي بالكامل يصل جزء بسيط من تمويله من الإدارة الأمريكية،.

تجدر الإشارة إلى أن المنظومة تعمل بشكل حقيقي منذ أكثر من عامين إلا أن مسيرة تطويرها لم تتوقف وتم تعديلها لتصبح قادرة على إسقاط الصواريخ ذات المدى القصير.

المشروع الثاني هو العصا السحرية  وهو المختص بالتعامل مع الصواريخ متوسطة المدى وضد الطائرات والصواريخ البحرية الإيرانية وهو مشروع أمريكي إسرائيلي مشترك بكل ما تعنيه الكلمة من حيث التمويل والتطوير وتشارك فيه كلا من شركتي رافال الإسرائيلية وشركة رايت أون الأمريكية.

الصاروخ “حيتس 3” يتم تطويره في إسرائيل فقط “في معامل الصناعات الجوية الإسرائيلية” وذلك بالإضافة إلي بعض المكونات الصغيرة تقوم الصناعات العسكرية الإسرائيلية بإنتاجها، إلا أن جزء من تمويل عملية التطوير يصل من الولايات المتحدة وهنا تكمن مشكلة الثلاثة مشاريع أنها تتأثر بشكل بالغ من ناحيتين الأولى عندما يقوم البنتاجون بعمل تقليصات في ميزانيته ويتبع ذلك اقتطاعات مالية في وزارة الدفاع الإسرائيلية.

لقد تأثرت بالفعل ميزانية وزارة الدفاع الأمريكية في الفترة الماضية تأثراً كبيراً بالعديد من الاقتطاعات إلا أنه ومنذ أسبوعين فقط قام الكونجرس بإقرار نقل 400 مليون دولار إلي إسرائيل لصالح ميزانية تطوير منظومة الدفاع الجوي الجديدة ضد الصواريخ.

إن تجربة يوم الجمعة تدل على شيء واحد فقط ألا وهو أن أقل المشاريع تأثراً بتقليصات الميزانية في مشاريع “السور” هو الصاروخ حيتس – 3 ، وأكثرها تأثراً هو مشروع العصا السحرية الذي تم تأجيله لعام واحد على الأقل إلي 2015.

إن التجربة الحقيقية لـ “حيتس 3” ستكون بعد عدة أشهرـ حيث ستشمل التجربة اختبارا حقيقيا يتم خلاله اطلاق “حيتس 3” ليتصدى لصاروخ آخر. واذا تحقق ذلك فسيشكل انجازا كبيرا للتكنولوجيا الاسرائيلية، خاصة وان “حيتس3” هو أصغر بكثير من صواريخ “حيتس2″، ويفترض ان يعمل، ايضا، على ارتفاع شاهق في الغلاف الخارجي، ومواجهة صواريخ معادية مثل “شهاب” ذات السرعة الضخمة وقدرة للانفصال في وقت لاحق عن رأس الصاروخ.

بعد أن يتم ذلك سيكون الحيتس 3 هو الغلاف الأول الحامي لسماء إسرائيل ضد صواريخ الأعداء، والسؤال الذي يطرح نفسه …. هل سيتم ذلك قبل أن تُعلن إيران عن امتلاكها لسلاح نووي؟ إن المصادر الأمنية في إسرائيل تقول إن كافة المعطيات لا تشير إلي ذلك في الوقت الحالي وأن ذلك سيستغرق وقتاً أطول مما هو مخطط له.