18-2-2015

جالى جينات

 

 

 

أصدرت المحكمة العليا قرارا بالسماح لخوض عضو الكنيست “حنين زعبي”، المرشحة للكنيست عن القائمة العربية المشتركة، وكذلك الناشط اليميني المتطرف “باروخ مارزل”، المرشح عن حزب “ياحاد” برئاسة “إيلي يشاي”، في انتخابات الكنيست الـ20، حيث قررت أغلبية عددها ثمانية قضاة بالسماح للمرشحين بخوض الانتخابات مقابل قاض واحد اعترض على ترشحهما – وهو نائب رئيس المحكمة العليا، “اليكايم روڤينشتاين” – وبذلك تكون المحكمة قد عكست قرار لجنة الإنتخابات المركزية الخاصة بالكنيست بشطب ترشح المرشحين.

كما صرحت “زعبي” بعد صدور قرار المحكمة قائلة: “أتمنى أن يفتح الحكم نافذة للإنصات إلى أقوالي مثلما أقولها وليس للإنصات إلى أقوال التشهير والإفتراءات، فهذا ليس لأنني لا أملك الرغبة في أن أنضم إلى مدرسة “ليبرمان”، و”ليفين”، و”مارزل” فحسب، بل لأنني أرى بها مدرسة تربي على معاداة الديموقراطية، والكراهية والغطرسة. كذلك رأت المحكمة في أقوالي وأفعالي أفعال تتضمنها حرية التعبير وفي إطار القانون بل وكشفت فجوة شاسعة بين ما يُنسب إليّ وأقوالي كما هي.

“قرار العليا – دليل على العنصرية في لجنة الانتخابات”

رحب المحامي “حسن جبارين” مدير مركز (عدالة) الذي مثّل “زوعبي” ضد قرار شطب ترشحها، بقرار المحكمة العليا، موضحاً أن الفجوة بين الحوار الملتهب والعنصري الذي دار داخل لجنة الانتخابات، والذي صنف أعضاء الكنيست العرب على أنهم مؤيدين للإرهاب، وبين قرارات المحكمة التي ألغت قرار منع خوض ترشحها مرة تلو الأخرى، تشير إلى الاعتبارات الباطلة التي تتصدر قرارات اللجنة”.

وعلى حد قوله، فإن مباحثات لجنة الإنتخابات وقراراتها تسبب ضراراً بالغاً ليس للأحزاب والمرشحين العرب فحسب، بل أنها تمسّ مساساً شديداً بالحقوق الأساسية للمواطنين العرب وعلى رأسها حق التمثيل السياسي، وحرية التعبير، والمساواة والكرامة.

جاء في بيان مركز عدالة، الذي يمثل من عام 2003 قوائم وأعضاء كنيست عرب الذي طلب الكنيست شطب ترشحهم، أن “الأمر متعلق بإجراء يهدف إلى إخضاع السياسة العربية لمراقبة الغالبية اليهودية، الذي يُعتبر استمراراً مباشراً لمحاولات نزع الشرعية عن المواطنين العرب.

مارزل: الفرحة لم تكتمل

في مؤتمر صحفي عقده “مارزل” بعد صدور الحكم، أوضح أن فرحته لم تكتمل، وذلك فى إشارة إلى السماح لمشاركة “زوعبي” في الإنتخابات، مضيفاً إلى أن هناك يهود يحبون أرض إسرائيل، وتوراة إسرائيل، ودولة إسرائيل، والجيش الإسرائيلي – وهناك واحدة تحاول هدم الدولة وتحارب ضد أرض اليهود، لذلك لم تكتمل فرحتنا، كما ذكر بقوله إننا سندخل الكنيست حتى نتمكن من محو ابتسامة “حنين زعبي” وزملائها، فلا يُحتمل أن يكون بيننا أشخاص يعملون آناء الليل وأطراف النهار على تخريب الدولة.

كذلك رحب في المؤتمر الذي عقده “مارزل”عدد من الشخصيات السياسية بقرار المحكمة العليا: منهم عضو الكنيست “إيلي يشاي”، رئيس حزب “ياحاد”، بقوله “إنني مسرور لأن “مارزل” باقٍ معنا في الحزب، فقد لمست فى الأسبوعين الأخيرين الكفاءة النادرة الذي يتمتع به “باروخ”، المبروك حقا كاسمه –  فهو بمثابة بركة مهداة للشأن العام الإسرائيلي. إنني سعيد للغاية لخوضنا المشترك للإنتخابات، ومعاً سنقوم بأمور عظيمة من أجل التوراة، والشعب والأرض.

كما تطرق “يشاي” أيضاً إلى قرار العليا بالسماح لمشاركة “زوعبي” في الانتخابات بقوله: “تصدمني حقيقة أن إلى الكنيست العشرين ستنضم من ألحقت الأذى بجنود الجيش الإسرائيلي إبان حادثة السفينة مرمرة، ومن تنتهك السيادة الإسرائيلية في كل يوم وفي كل ساعة”.

وكان الالتماس بشطب “زعبي” من الترشح قد قدمته أحزاب “إسرائيل بيتنا”، و”الليكود”، والذي بحسبه يعتبر تأييد “زعبي” للكفاح المسلح ضد دولة إسرائيل وإنكار وجود إسرائيل كدولة يهودية وديموقراطية انتهاكاً شديد لقانون الكنيست الأساسي. وقد علّق المستشار القانوني للحكومة الإسرائيلية “يهودا ڤاينشتاين”، معترضاً على قرار الشطب بقوله “إن الشك يجب أن يعمل لصالح الحق الأساسي في التصويت والترشح، فهذا حق هام وأساسي، نعم إن بعض تصريحات “زعبي”

لاذعة ومزعجة للغاية، بل وقد تُفسر على أنها تأييد للكفاح المسلح للتنظيم الإرهابي، إلا أنه مع فحص النظر يتضح أنه لا يمكن الجزم بأن تلك هي أنشطة غالبة على المرشحة.

يُذكر أن الهيئة التي قدمت الالتماس لمنع خوض “باروخ مارزل” للانتخابات، كانت (ائتلاف مناهضة العنصرية في إسرائيل) بحجة أن “مارزل” ينكر وجود الدولة كدولة ديموقراطية ويحرِّض على العنصرية. علاوة على ذلك، بحسب الإلتماس، “مارزل” يكثر من الحديث عن حق “ميئير كاهانا” في التعبير عن أفكاره وحق نهج حركة “كاخ”، وبناء على ذلك، فمثلما تم استبعاد حركة “كاخ” من المشاركة في الانتخابات، ينبغي استبعاده أيضاً عن الترشح للكنيست.

رابط الخبر