14-8-2014

بقلم يجئال دلمونى

 
اليسار مدمناً لذلك السلام، بات مولعا بالإجراءات السياسية، غير انه آمن بفرصة تحقيق السلام ذات مرة بعد الهدنة، يخرج على الفور ممثلي التيار اليساري من مخابئهم ويبدأوا فى تسويق (إجراءات سياسية) لنا. اياكم ان تشتروا منهم بضاعة مستخدمة ومعيبة. لا توافقوا على انفاق الارهاب من مدينة قليقلية حتى “كِفار سابا”
ذات مرة، عندما كان اليسار يساراً بحق، حاول ان يسوِّق لنا سلاماً. مئات المصابين وآلاف القتلى وعشرات العمليات العسكرية التي برهنت على أنه لن يكون هناك سلام، فبدلاً من كون. يمكن سماع ذلك من شعاراته القديمة: “السلام الآن”، نعم لا تتعجب انه الآن وحالاً!. ” ترك الاراضي المحتلة من اجل السلام”، ” نحن هنا وهم هناك” واخيرا ” سلامُ عليك يا اسرائيل”، التصريحات في الخطابات الحماسية دائما ما أستهلت بفقرات من التناخ ودائما ما انتهت بـ “صانع السلام في سماه سيصنع السلام لنا” ، وايضا بـ ” واستراحت الأرض أربعين سنة ” ( سفر القضاة 11:3). حلم كل اسرائيلي هو السلام، وما كان من اليسار إلا محاولته لتسويق السلام والأمن الذي يمكن تتبع محاولاته على مدى عشرات السنين.لكن لم ينجح ذلك. وليس بسببنا. “ايهود باراك” اراد العطاء دون أخذ، “اولمرت” وافق على التنازل عن كل شئ تقريباً، لكن من الجهة الأخرى هناك دوما من مَنَع السلام. تقريبا فعلنا كل ما بوسعنا.
الواقع الشرق الأوسطي يصدمنا من الجنوب والشمال والشرق مرة تلو الأخرى. يثبت العكس ويبرهن حالياً على الأقل انه ليس هناك اي اساس او شريك يمكن التحدث معه. يثبت الواقع ان المعارضة الفلسطينية هي من أنقذنا من كابوس لا نستطيع تخيله، كابوس ان هناك فاعل آخر غير دولة اسرائيل يمسك بتلابيب الضفة الغربية المطلة على “مطار بن جوريون الدولي”.

أعداد المصابين والمختطفين والقتلى لا نهائية، وكذلك العمليات العسكرية، حتى رجال اليسار أدركوا انه ليس هناك سلام على المدى القريب. كإستجابة آلية يسحبون الورقة الوحيدة المتبقية لهم “الإجراء السياسي”.

ما لم يصنعه المنطق، نجحت فيه الآنفاق، أي ان اليسار الذي خطب في الناس منذ فترة قصيرة ان فتح وحماس اتحدوا وانهم يعملون سوياً وعلينا التحدث معهم، يعلم الآن ماهية حماس. لذلك يطلب منا الآن دعم موقف ابو مازن. وانه في الحقيقة الشريك اللازم لأن نتحدث معه على الفور. لم يتذكر ذات التيار أنه بسبب “عملية فك الارتباط الملعونة” قبل تسع سنوات ، تراجعنا الى حدود 67 بالفعل وأبقينا قطاع غزة بيد القوى المعتدلة بقدر الإمكان، ألم تكن تلك هي السلطة الفلسطينية. لكن بسرعة البرق كما الحال في عدد من الدول العربية وقطاع غزة احتل الاسلام المتطرف السلطة. 67 قتيلا حتى الآن حصيلة  عملية الجرف الصامد، هو اقصى ثمن من الدماء تسببت فيه حماس ونرجو ألا يزيد.
قبل عدة أعوام وفي جامعة بار ايلان وقف رئيس الوزراء “نتنياهو” على المنصة معلناً استعداده للوصول الى حل الدولتين، على أراضي الضفة الغربية. هل بعد احداث الشهر الماضى، يستطيع اي شخص ان يظن أنه من الطبيعي السماح لمخربي حماس التظاهر بقوتهم المبهرة من على “جفعوت هاشومرون” و من على “نيمين”؟ السماح لهم بإيذاء المواطينين الاسرائيليين في اي مكان يريدونه، من ” ماطولا” مرورا بـ ” مطار بن جوريون” والقدس حتى إيلات”؟ السماح لهم بحفر انفاق الارهاب من منطقة الجبل حتى ” كفر سابا” و ” كفيش 6 ” ؟ السماح لهم بجر الجيش في مواجهات عسكرية على ضواحي العاصمة؟.
يجب انهاء العملية العكسرية ” الجرف الصامد” ليس بضربة قاصمة لحماس فقط، بل أيضاً بدحض الفكرة المزعجة المسماه دولة فلسطينية غرب الأردن تماماً. فالسيطرة الإسرائيلية لأنحاء الضفة هي مصلحة أمنية واقتصادية، بل وتمس وجود إسرائيل.

واذا هبط عليكم ممثل يساري وبدأ يحكى عن أهمية الإجراء الأمني “خاصة في تلك الظروف”، أوقفوه لحظة وأخبروه: انه فاض بكم من وعودهم التي لا تُنفذ. لا يمكن الإعتماد على القوى المعتدلة التي لا تلبث ان تتحول إلى مخربين إسلاميين متطرفين. فنحن ندفع ثمناً غالياً إزاء الأخطاء التي ارتُكِبَت فعلا. وفاض بنا من تهديد الآنفاق في جنوب اسرائيل ولا نريدها ايضاً في ” روش هاعاين”

باختصار كفاكم إزعاجاً لنا.

رابط الخبر