22-2-2015

يهودا دروري

لا شك في أن “ما كان خافيا قد تجلى” والرئيس الأمريكي “أوباما” انكشف مؤخراً أمام شعبه والعالم بكامل قبحه الإسلامي. بداية من فترة توليه لمنصبه وهو يوجّه نظره إلى الإسلام وللعالم الغربي، ولا يلتفت إلى إسرائيل بصفة خاصة!.

كانت البداية في جامعة “الأزهر” في القاهرة، معقل الإسلام الأصولي. باسم “الربيع العربي” يشجع ثورات (ديموقراطية ظاهرياَ ..) في العالم الإسلامي على علم تام بأن الديموقراطية لا تتناسب مع الإسلام لأنها ستسلم المتطرفين الإسلاميين مقاليد الحكم، وبالفعل هذا ما حدث في تونس، وليبيا ومصر. لسوء حظ “أوباما”، عادت تونس إلى اعتدالها السابق، كما انصرفت مصر عن قادة الأزهر وأنصارهم (الإخوان المسلمين) – مما سبّب لـ”أوباما” حالة من “السخط” المتواصل على النظام الجديد والمعتدل في القاهرة، في حين تستمر المذابح في ليبيا.

كان “أوباما” إبان عملية “الجرف الصامد” يقف في جبهة واحدة مع قطر وتركيا (اللتين دعمتا حماس) وضد مصر، والأردن والسعودية الدول التي كانت تعادي حماس (وتقف أكثر إلى جانب إسرائيل). مؤخراً رفض الاعتراف بالعمليات الإرهابية في باريس التي مورست ضد اليهود كإرهاب إسلامي ( بل دعاها بأنها “إطلاق نار عن غير قصد وبشكل عشوائي من قبل أفراد مسلحين”) الأمر الذي دفع حتى الصحافة الأمريكية (هذه التي دعمته طوال الوقت)، بنشر مقالات هجومية ضده بسبب مفاهيمه الإسلامية، وتجاهله المتعمد لمعاداة السامية التي تقف وراء الإرهاب الإسلامي المحلي والدولي.

بفضل العلاقات الجيدة والخاصة التي تجمعنا مع الولايات المتحدة، نحن، في الهيئات الرسمية، نمتنع حتى اليوم عن الإشارة إلى عداء “أوباما” تجاهنا الذي ينطلق من عقيدته الإسلامية، (التي تربى عليها من طفولته حتى سن الـ16. حتى اسمه المترجم من العربي “بَــــــرّاك” غيروه عندنا إلى “باراك”..)، إلا أن الحقيقة هي أن ” “بَــــــرّاك حسين أوباما” عدو لإسرائيل! هذا ما ندركه اليوم ونلاحظ كيف يخشى بشدة من أن يكشفه “نتنياهو” في خطابه المرتقب في الكونجرس، بمكائده السياسية، ومفاهيمه التي تمثل خطراً حقيقياً على الثقافة الغربية بأسرها !! إن استمر سلوك إيران الإرهابي بقيادة “آية الله” كما هو المتوقع، فإن القنبلة الذرية الإيرانية لن تكون بمثابة توازن للقنبلة الذرية الباكستانية بل يمكنها أن تعمل لصالح الإرهاب النووي الإيراني ضد إسرائيل، وأوروبا وحتى ضد الولايات المتحدة وهو الشئ الملموس للغاية.

بالمناسبة، إنني من دون شك أؤمن بأن الرئيس “أوباما” اليوم لم يعد متضامناً مع الإسلام المتطرف السُني، لكنه حتما يؤيد الإسلام الشيعي بقيادة إيران وآية الله. من هنا هو مستعد لتقديم تنازلات واسعة بشأن المحادثات النووية مع إيران وفي نفس الوقت ينسق عمليات الولايات المتحدة العسكرية ضد داعش مع إيران. إنني افترض أنه قريبا سنسمع “أوباما” يدافع عن أفراد “حزب الله” كـ”هيئة سلام” محظور على إسرائيل ضربهم.. ووفق تصريحات خبراء عسكريين وجغرافيين-سياسيين دوليين، فإن أوباما يريد أن يجعل إيران (المعتدلة ظاهرياً..) بأن تكون القوة الرئيسية المسيطرة على شمال الشرق الأوسط والخليج العربي، وأن نفط الدول الخليجية لم يعد مؤثراَ في الاقتصاد الأمريكي، كما ترددت مؤخرا أنباءا تفيد بأن سياسات وزارة الخارجية الأمريكية  حددت أن دولة إسرائيل تمثل عبئاً على الولايات المتحدة يمكن التخلى عنه.

من كل ما سبق أن ذُكرناه هنا يمكننا أن نفهم لماذا تمثل زيارة “نتنياهو” للولايات المتحدة، لإلقاء الخطاب وللردع، ودق كافة نواقيس الخطر المحتملة، زيارة ضرورية ؟، ولماذا لا يوجد لدى قادة “المعسكر الصهيوني” الإسرائيلي أي تفهم عميق للمشاكل السياسية والعسكرية التي تواجه دولة إسرائيل والعالم أجمع؟. هذا في الوقت الذي يزعم فيه خبيرنا العسكري الأول اللواء احتياط “عاموس يدلين” في لقاء تلفزيونى على برنامج “عيرڤ حاداش”(مساء جديد) أن توجه نتنياهو إلى الولايات المتحدة لإلقاء خطابه، “يفسد علاقتنا مع الولايات المتحدة”. تؤيد الأغلبية في الكونغرس فرض عقوبات على إيران (وإلغاء الفيتو الرئاسي عليها) – هذا دون أن يشرح لنا لماذا يتصدي الرئيس “أوباما” للعقوبات التي ستتيح له مساحة نشاط في المفاوضات النووية مع إيران.