22-2-2015

ران دجوني ، واشنطن

في لقاء مع صحيفة “واشنطن بوست” نُشر يوم الأحد، يضع زعيم المعسكر الصهيوني “يتسحاق هارتسوج” خطوطاً واضحة تفصل بينه وبين رئيس الوزراء “بنيامين نتنياهو” في موضوع إيران والعلاقات مع الولايات المتحدة الأمريكية، على الرغم من أنه يقول أن الإختلافات في مسألة إيران ليست ذات أهمية كبيرة.

قال هارتسوج “أنا أثق في أوباما وأنه سيصل إلى صفقة جيدة (مع إيران)”. وحسب كلامه “كنت أفضل إجراء محادثات ودية (مع الأمريكان) وتجديد الثقة بين الولايات المتحدة وإسرائيل”، بدلاً من العمل ضد أوباما والخلاف مع وزيرة الخارجية “كيري”.

يقول هارتسوج أن كل ما فعله نتنياهو هو إستفزاز أقرب حليف لإسرائيل. وقال أن زيارة تنتياهو إلى واشنطن بدون دعوة البيت الأبيض، خطأ كبير وستؤثر سلباً على التأييد متعدد الأحزاب فى الكونجرس لإسرائيل.

وأكد هارتسوج قائلاً “أن العلاقات الإسرائيلية الأمريكية ذات طابع مميز وخاص ولذلك ستتغلب على أي أزمة أو خلاف”. ولسوء الحظ فقط إرتكب نتنياهو خطأ بتلك الخطوات الأخيرة. ومن ناحيتنا “الولايات المتحدة هي حليف إستراتيجي وليس سياسي”. وأضاف : “نحن نحتاج إلى إلتزام الحيطة على قدر الإمكان وألا ننحاز لطرف أو آخر (على الساحة السياسية الأمريكية)”، مشيراً بذلك إلى العلاقة بين نتنياهو وبين الجمهوريين في الكونجرس.

وأوضح قائلاً: “أنا أفضل الوصول إلى إتفاق دولي مع إيران بشرط أن يكون اتفاق صارم ويمنع بشكل قطعي أن تكون إيران دولة ذات قوة نووية”. “والمهم أن نحدد ما هي الصفقة السيئة. وأشار الرئيس أوباما، إن كانت الصفقة سيئة فلا داعي لأن تكون هناك صفقة بشكل عام. فنحن في حاجة لتحديد ما هي الصفقة السيئة مع حلفائنا – الأمريكيين”.

تجنب هارتسوج الإشارة إلى إيران بأنها “تهديد قومي” على إسرائيل. وقال زعيم المعسكر الصهيوني “إيران تهديد كبير، وهذا كافي”. ولكنه أضاف “أنا أوافق على القول أن إيران دولة ذات قوى نووية خطيرة بشكل كبير، وأنا أؤمن أنه يجب منعها من الوصول إلي التسلح النووي. فمن ناحيتي كل الخيارات متاحة” كما أن خيار الهجمات العسكرية الإسرائيلية متاح.

وقال هارتسوج “لا يوجد فرق بيننا وبين نتنياهو في أن التهديد الإيراني تهديد كبير على الشرق الأوسط وعلى السلام العالمي”.

ورداً على سؤال هل إذا أصبحت رئيساً للوزراء ستغير وجهة النظر الحالية للحكومة، والتي تعلن في أوقات متفرقة عن إقامة وحدات سكنية هنا وهناك وتتسبب بذلك في غضب السلطة الفلسطينية والنظام الأمريكي قال هارتسوج: “يجب على إسرائيل أن تؤدي مسئولياتها، ولكن عليها التمسك بفكرة أن تبقى المستوطنات الكبيرة تحت سيطرتها فى أى اتفاق محتمل، وكجزء من عملية السلام أنا أتحدث عن إجراءات بناء الثقة والتي يجب أن تكون مشتركة ويجب أن نجد الطريق الصحيح لتلك الإجراءات وحينها سنرى هل يثق كل طرف فى الآخر أم لا”.

– هل – في رأيك – عملية الجرف الصامد استمرت لوقت أكثر من اللازم؟

هارتسوج: “تعرض مواطنينا للهجوم ليل نهار ووجدت نفسي فى الملجأ المحصن مثلما كان يحدث في طفولتي. فهذا الشعور يثير شيئاً ما في أعماق نفسي، وأنا أؤمن أنه في الحرب على الإرهاب لا يوجد حل وسط. وجلي للعيان أن الفشل الأكبر كان غياب القرار الدولي (عن الخروج من عزة). ولم تتخذ أي إجراءات لنزع السلاح من غزة أو إعادة إعمارها أو إطلاق مشروع مصغر لمشروع مارشال. ولم يكن هناك أي قرار للتحرك نحو إجراء كهذا”

– هل تعتقد أن الإنتخابات القادمة هي بالفعل إستفتاء شعبي على نتنياهو؟

الإنتخابات ستكون استفتاء على هل يريد مواطنى إسرائيل نتنياهو لأربع سنوات أخرى، لكنهم أيضاً سيعطون الأولوية للدولة. وإلى أين نريد توجيه مواردنا؟ الإنتخابات ستشكل قدرتنا على دمج الأجندة الإقتصادية والإجتماعية والقومية مع قدرتنا على المناورة فى النطاق الدولى.