رؤوبين ويمر

قام معهد أبحاث “هجل هخاداش” ( الموجة الجديدة) يومى 10 و 11 فبراير بإعداد دراسة موقف شاملة على الإنترنت لصالح منظمة ” يسرائيل يوزيمت” (اسرائيل تبادر) وقد تم إجراء الدراسة على ما يقرب من 508 من السكان اليهود فى إسرائيل والذين يشكلون عينة جيدة لهذا الأمر، وكان هدف الدراسة معرفة المواقف الحقيقية  بغض النظر عن التصويت  فى الإنتخابات.

وكانت البيانات قد تم تحليلها بواسطة “يعقوف ليفى” رئيس معهد “هجل هخاداش”، وفريق الإعلام السياسى فى “يسرائيل يوزيمت”.

وقد قمنا بعمل لقاء مع رئيس “يسرائيل يوزيمت” قبل الإنتخابات بأسبوع وكان الحوار كالتالى:-

ماهى المعطيات الرئيسية فى استطلاع الرأى الذى قمتم به؟

هذه الدراسة كشفت بالفعل منذ شهر أن نتنياهو ليس صامداً وأن الإسرائيليين يعتقدون أنه من الممكن أن يجدوا له بديلاً. وجدنا أن الجمهور لا يخشى إيران بل يدرك أنه على إسرائيل أن تقوم بعمل مبادرات سياسية واقتصادية يكون أساسها تسوية إقليمية”.

ومن الذى يريد الجمهور أن يقوم بتلك المبادرات؟

اللاعبين الموجودين الآن على الساحة ومن المفترض ان يكونوا مناسبين لقيادة تسوية إقليمية يأتون من كتلة الوسط، مثل هيرتسوج وليفنى ولبيد وكحلون وليبرمان. فوفقاً للإستطلاعات المنشورة ، هناك مكان لتقديم فكرة اتحاد الوسط، كمحرك سياسى قوى يمثل غالبية الشعب يتيح له قدرة تنفيذية قابلة للتطبيق، وهناك فى المعطيات التالية ما يؤيد ذلك:-

– أغلب الإسرائيليين يؤمنون بأن نتنياهو له بديل كرئيس لوزراء دولة إسرائيل (52%).

– 79 % من الإسرائيليين سيصوتون فى الإنتخابات القادمة على تغيير الوضع الإقتصادى الإجتماعى.

– 52% من الإسرائيليين يؤمنون بأن ضم الأراضى فى الضفة الغربية ستكون له تداعيات سلبية جداً على إسرائيل.

-42% من الإسرائيليين يؤيدون الإدعاء القائل بأن الحفاظ على الوضع السياسى الراهن فى تعاملنا مع خطة السلام تضر اقتصادياً بمواطنى إسرائيل.

– 75% من الإسرائيليين -وهى غالبية ساحقة وتتعدى اليمين واليسار- يؤيدون مبادرة اسرائيلية لحل الصراع الإسرائيلى العربى وهناك فقط 15% يريدون أن يستمر فى وضعه الحالى دون حل.

-55% يؤيدون مبدأياً مبادرة إقليمية دون معرفة كل التفاصيل.

– 66% يقولون بأنهم سمعوا عن المبادرة العربية (ارتفاع النسبة من 36% منذ عام).

– فيما يتعلق بمكونات التسوية هناك نسبة من 40-65% من الإسرائيليين يقبلون اتفاق سلام اسرائيلى فلسطينى لكن هناك 72% مستعدين لقبول المتغيرات كجزء من مجموعة صفقات اقليمية فلسطينية لإنهاء الصراع.

 هناك 60% يعتقدون أن تسوية إقليمية فلسطينية، وتوقيع اتفاقيات التعاون الأمنى مع الدول العربية للحرب على الإرهاب وإيران سيجعل اسرائيل دولة آمنة بنسبة (60%).

– 55% يؤمنون بالنظرية الأمنية لحركة الــ 200 قائد * وهناك 33% يؤمنون أكثر بالنظرية الأمنية الخاصة ببيبى (نتنياهو).

-هناك 64% يؤيدون النظرية الأمنية الخاصة بالـــ 200 قائد والتى تقول بأن استمرار الجمود السياسى يؤدى إلى الإضرار بالأمن.

فى ضوء الإنتخابات الحالية ماهى الموضوعات الأكثر سخونة فى نظر الإسرائيليين؟

الدراسة ذاتها بدأت بسؤالين مفتوحين، اولاً طلب ممن جرت عليهم الدراسة الإشارة إلى ” المشكلة الأساسية لإسرائيل من الناحية الشخصية لمن جرت عليه الدراسة” وبعد ذلك تم توجيه نفس السؤال لكن “من الناحية العائلية”. وكان على كل مشارك أن يشير إلى أكثر من إجابة.

وهنا اتضح أن المشاركين يجيبون على الموضوعات الإقتصادية الإجتماعية بشكل كبير، وبصورة أقل على الموضوعات التى لا تتحدث عن موضوع واحد بارز، ومن المهم جداً الإشارة إلى أن اغلب المشكلات التى تمت ملاحظتها كانت إقتصادية اكثر من الموضوعات السياسية والأمنية.

من الواضح أنه سواء فى الموضوعات الإقتصادية والإجتماعية أو الموضوعات الأمنية، فليس هناك موضوع معين يظهر بنسب كبيرة، يمكن وصفه بأنه هو الموضوع البارز الذى يؤرق المواطنين.

والموضوع الذى بدا أنه الأكثر وضوحاً عن باقى الموضوعات هو الموضوع الإقتصادى بنسبة (37%) من المشاركين لكنه فى الواقع يتألف من 4 إلى خمس عناصر وهى (الوضع الإقتصادى-عدم الإستقرار الإقتصادى-الفقر- غلاء المعيشة) وهى كلمات نمطية ليس من المؤكد أن المشاركين يستطيعون توصيفها بصورة صحيحة.

والموضوع الأمنى أيضاً كانت به عدة كلمات لا توضح ماوراء كل منها بالتحديد.

هناك 65% سجلوا مشكلات اقتصادية اجتماعية و31% مشكلات سياسية أمنية، وفى المرتبة الأولى كانت (خفض غلاء المعيشة ) حيث أن هناك 55% قالوا بذلك.

وفى المرتبة الثانية جاء الحديث عن 4 كلمات بواسطة من 24-28%  لكل منها وهى ( خفض العبء الإقتصادى عن كاهل الطبقة المتوسطة- زيادة الأمن الشخصى-تقود إسرائيل مبادرة إقليمية من أجل تسوية إقليمية-خفض أسعار الوحدات السكنية).

وبعد ذلك جاء موضوعين آخرين بواسطة من 15-18% وهما (تقليل القجوات بين الفقراء والأغنياء-وزيادة الوحدة ومنع التحريض).

وتجدر الإشارة إلى أنه فى إطار سؤال مباشر حول تحقيق احتجاج الخيام فى 2011 أهدافه، فإن أغلب المشاركين 55% يؤمنون بأن الإحتجاج قد حقق أهدافه فقط “بنسبة قليلة”، وهناك 27% قالوا بأنه لم يحقق اهدافه ، و 16% قالوا بأنه حقق أهدافه “بنسبة متوسطة” وهناك فقط 1% قالوا بأنه حقق أهدافه”بنسبة كبيرة”.

وماذا عن الموضوع السياسى الأمنى ؟

هناك 75% من المشاركين يؤمنون بأن على إسرائيل أن تبادر بخطوات لحل الصراع الإسرائيلى العربى ومن يرون أنه يجب أن يبقى بدون حل هم 15%، وتجدر الإشارة إلى أن السؤال السابق قد تم طرحه فى الجزء المتعلق بالجانب السياسى، وذلك قبل أن يتم إتاحة الفرصة للمشاركين بدراسة مفهوم المبادرة السعودية-العربية.

وفى سؤال آخر اتضح أن هناك 55% من المشاركين يؤيدون إنهاء الصراع عن طريق تسوية إقليمية مع الدول العربية إلى جانب الفلسطينيين، وهناك فقط 16% قالوا أنهم لايؤيدون إنها الصراع و 19% أجابوا بـــ ” لا أعلم”.

وهنا عرض على المشاركين مفهوم المبادرة العربية (الإعتراف بإسرائيل، تسويات أمنية وسياسية، وإنهاء الصراع فى مقابل الإنسحاب إلى حدود 67 مع تبادل الأراضى، تقسيم القدس وحل متفق عليه لمشكلة اللاجئين).

هناك 65% سمعوا عن المبادرة العربية لكن هناك فقط 27% يعرفون تفاصيلها، فى مقابل 38% لا يعرفون تفاصيلاً عنها، وهناك فقط 35% من المشاركين لم يسمعوا عنها مطلقاً.

هل من المتوقع أن يكون هناك تحول فى موضوعات السياسة الداخلية والحزبية والقيادات؟

الأمر كان متساوياً، فهناك جدل بين الإسرائيليين حول إمكانية حدوث تحول سياسى يوم الإنتخابات، وهناك حوالى نصف عدد المشاركين 47% يقولون بأن الإنتخابات لاتستطيع أن تحدث تحولاً وهناك 41% يقولون بأن التحول ممكن. وغالبية المشاركين 52% قالوا بأنهم لايوافقون على مقولة ” ليس هناك بديل لنتنياهو كرئيس للوزراء”، هذا فى مقابل 37% قالوا بأنهم يتفقون مع هذه المقولة.

ماهى منظمة “يسرائيل يوزيمت” ( اسرائيل تبادر”؟

فى ابريل 2011 أنشأنا نحن –مجموعة من المواطنين- على رأسهم كوبى هوبرمان وأنا، حركة فوق حزبية تسمى “يسرائيل يوزيمت” والتى قدمت اقتراحها بــ “مبادرة سلام إسرائيلية”، وهو الإقتراح غير المسبوق فى إسرائيل بقبول مبادرة السلام العربية التى طرحت عام 2003 فى إطار مفاوضات اقليمية. لدينا أكثر من 800 من الموقعين وهم اسرائيليين بارزين من أحزاب مختلفة، يمثلون الوسط البراجماتى فى إسرائيل، وشخصيات عسكرية وأمنية سابقة، ودبلوماسيين ورجال أعمال وباحثين ومتخصصين فى شئون الشرق الأوسط.

نحن نرى أن الإلتزام بالوصول إلى إنهاء الصراع الإسرائيلى العربى هو فقط عنصر واحد لرؤية شاملة والتى ستقود إسرائيل نحو تسوية سياسية أمنية، ونمو اقتصادى سريع وازدهار تكنولوجى وبناء مجتمع ديمقراطى سليم وحر، أو بمعنى آخر إسرائيل من الممكن أن تتحول إلى ” نور للأغيار” كما يرى آباؤنا المؤسسين.

حركة الــ 200 قائد * مجموعة من القادة والضباط السابقين فى العديد من المؤسسات العسكرية والأمنية فى إسرائيل تؤمن الحركة بضرورة القيام بعمل سلام إقليمى وترسيم حدود إسرائيل بما يضمن العيش الآمن لمواطنيها.