بعد مرور نحو أسبوعين على انتهاء انتخابات الكنيست الإسرائيلي، يُظهر استطلاع رأي “مؤشر السلام” الذي أجراه المعهد الإسرائيلي للديموقراطية، أن أغلب المصوتين اليهود تقريباً 93%  و75% من العرب، كانوا سيصوتون مجدداً لنفس الحزب الذي صوتوا له في السابع عشر من مارس. وجميع المصوتين تقريباً لصالح حزبي “يهدوت هتوراة” و”ميرتس”، راضون عن الانتخابات وكانوا سيصوتون لنفس الحزبين. وفي المقابل، فإن نسبة 88% فقط من المصوتين لحزب “البيت اليهودي” وهى نسبة التأييد الأقل من بين الأحزاب المختلفة.

خلافاً للإلتزام العام بنتيجة صناديق الإقتراع، فإن نسبة الرضا عن نتائج الانتخابات تقع في المستوى المتوسط، في أفضل الأحوال. تُظهر نتائج الاستطلاع أن 51% من القطاع اليهودي راضون عن نتائج الانتخابات، وأن 46.5% ليسوا كذلك. بينما في الوسط العربي، فقط 24% راضين عن نتائج الانتخابات، و54% ليسوا كذلك. ويأتى المصوتون للمعسكر الصهيونى وحزب ييش عتيد على رأس قائمة المصوتين الذين لا يرضون بنتائج الإنتخابات، حيث تصل نسبة غير الراضين عن النتائج  في “المعسكر الصهيوني” إلى 92%، بينما في “ييش عتيد” تصل نسبتهم إلى85%.

ذكر 49%، ممن جرى عليهم الإستطلاع، أنهم كانوا يفضلون تشكيل حكومة وحدة وطنية تضم “الليكود” و”المعسكر الصهيوني”. ويفضل 32% حكومة قائمة على أحزاب اليمين والأحزاب الحريدية. من خلال شريحة البيانات، بحسب الأحزاب، يتضح أن 26% من المصوتين لحزب “الليكود” يؤيدون حكومة وحدة وطنية. بينمابين قطاع المصوتين للأحزاب اليمينية والأحزاب الحريدية، هناك معارضة أكبر  لتشكيل مثل هذه الحكومة.

1

يُظهر الاستطلاع أيضاً أن القطاع الحريدي منقسم على ذاته فيما يتعلق بالانتقادات التي وجهت لرئيس الحكومة الإسرائيلي “بنيامين نتنياهو”، بعدما دعا للخروجللتصويت في يوم الانتخابات لإنقاذ سلطة اليمين لأن “المصوتون العرب يتوجهون بأعداد ضخمة إلى صناديق الاقتراع”. يعتقد 48% من المصوتين اليهود أن الانتقادات الموجهة لتصريحات رئيس الحكومة مبررة فيما يراها 47% غير مبررة. إلا أن هناك نسبة قليلة من مصوتي “البيت اليهودي” يرون أن تلك الانتقادات مبررة.

2

كانت القضية الأخرى المسيطرة على المشهد في الانتخابات هي تدهور العلاقات بين “القدس” و”واشنطن”. حيث يُقدِّر 42% من القطاع اليهودي أن العلاقات اليوم سيئة، ويرى أقل من ثلث المشاركين في الاستطلاع أن العلاقات متوسطة، ووصف 17% فقط العلاقات بين إسرائيل والولايات المتحدة بأنها جيدة أو جيدة جداً. أما في القطاع العربي، فإن 60% من الذين شاركوا في الاستطلاع يرون أن العلاقات جيدة أو جيدة جداً.

49% من اليهود و30% من العرب يرون أن هناك احتمالات كبيرة في اندلاع انتفاضة ثالثة

يرى 53% من اليهود الذين تم استطلاع رأيهم، أن هناك احتمالية كبيرة للغايةً، أو كبيرة بدرجة كافية، لكي تقوم الولايات المتحدة الأمريكية والدول العربية في المستقبل القريب، بفرض تسوية سياسية على إسرائيل، تقوم على مبدأ “حل الدولتين لشعبين”. في حين أنه في القطاع العربي، يتفق 31% فقط ممن تم استطلاع رأيهم، مع ذلك التقدير، و41% ليس لديهم بذلك.

3

ويرى 13% فقط من القطاع اليهودي، أن “نتنياهو” يؤيد بصدق حل الدولتين، إلى جانب 28.7% من القطاع العربي. بينما يزعم 21.4% من جملة السكان في إسرائيل أن رئيس الحكومة يؤيد هذا الحل، لكنهم يُقدِّرون بأنه لن يحققه في المستقبل القريب. يقول 47.5% من السكان إنه لا يؤيد هذا الحل إطلاقاً. وعلى خلفية انتصار الليكود في الانتخابات، والاحتمالات الكبيرة في أن يتم تشكيل حكومة يمين، فإن 49 % من اليهود الذين تم استطلاع رأيهم ، يرون أن احتمالات اندلاع انتفاضة ثالثة، كبيرة جدا أو كبيرة بما يكفي، في مقابل 30% فقط من القطاع العربي.

4

وبحسب الاستطلاع، فإن أكثر من 62% من القطاع اليهودي يؤيد إجراء مفاوضات مع الفلسطينيين تمهيداً لاتفاقية سياسية، وحوالي 30% يعارضون ذلك. ومع هذا، فإن 67.6% من اليهود لا يعتقدون أنه من الممكن التوصل لهذا الحل في المستقبل القريب. في القطاع العربي، نسبة تأييد الدخول في مفاوضات سياسية تبلغ 89%، وفقط 1.6% من العرب لا يؤيدون ذلك. ويعتقد 46.4% من العرب أنه يمكن التوصل لاتفاقية، وكذلك نسبة مماثلة من المواطنين العرب يزعمون أن عملية مماثلة لن تقود في نهاية الأمر، إلى السلام.

أُجريّ “مقياس السلام” برعاية برنامج “إيڤانس” للوساطة وحل النزاعات، في جامعة “تل أبيب” ومركز “جوتمان” للاستطلاعات، التابع للمعهد الإسرائيلي للديموقراطية. وقد أُجريّ الاستطلاع عن طريق الهاتف، من قبل معهد الدراسات “مدجام” بتاريخ 29-30 مارس 2015، بين 600 من المستطلع رأيهم، الذين يمثلون عينة قطرية تمثل جملة السكان الراشدين في إسرائيل من سن 18 فما فوق. ونسبة الخطأ الأقصى في آخذ العينات لإجمالي العينة تصل إلى 4.1%± بمستوي ضمان 95%. المعاجلة الإحصائية: “ياسمين القلعي”.

“مقياس السلام” هو مشروع استطلاعات رأي عام يتم إجراؤه شهرياً بشكل مستمر منذ أن بدأ في يونيو 1994. تم تخصيص “المقياس” لكي يتتبع التوجهات الرائجة لدى الرأي العام في إسرائيل، بشكل منهجي ولفترة زمنية، بخصوص الصراع الإسرائيلي-العربي/الفلسطيني، والموضوعات الأخرى التي تشغل المجتمع الإسرائيلي. معطيات “المقياس” يتم تجميعها شهرياً من خلال استطلاع هاتفي، قائم على “عينة احتمالية” تمثل كافة السكان الراشدين في إسرائيل. “المقياس” يتم إجراؤه بواسطة البروفيسور “افرايم ياعر” من برنامج “الوساطة وحل النزاعات” باسم برنامج “إيڤناس” في جامعة “تل أبيب” والبروفيسور “تامار هيرمان” من المعهد الإسرائيلي للديموقراطية.