30-3-2015

ميدل نيوز

أعلنت الجامعة العربية رسمياً في الأيام القليلة الماضية عن إقامة قوة عربية مشتركة. هذا التصريح يشير إلى إصرار المملكة العربية السعودية ومصر وحلفائهم في الإشتراك في حرب إقليمية سواء ضد الدولة الإسلامية (داعش) أو ضد المليشيات التابعة لإيران.

وقد تقرر أنه خلال أربعة أشهر سيتم عرض البرنامج الذي سيوضح كيف ستعمل القوة العربية المشتركة، أمام مجلس الأمن التابع للجامعة العربية. وصرح مسئوليين أمنيين مصريين لوكالات الأنباء IPK أن القوة العربية ستضم 40 ألفاً من القوات الخاصة وأن قيادتها ستكون في القاهرة أو الرياض. وسيتم دعم هذه القوة بالطائرات الحربية والسفن البحرية. ومن المتوقع أن تكون القوة العسكرية بالتطوع فقط، بمعنى أنه ليس على كل دولة ان تشارك فيها.

كان قرار إقامة القوة العسكرية لمحاربة الإرهابيين السُنة بعد إحتلالهم مناطق في العراق وسوريا وليبيا ولكنه متوقع أن تعطي للدول العربية الحرية في المشاركة في دولة كاليمن، حيث بدأت فيها عملية ضد الحوثيين المدعومين من إيران. يتجلي إهتمام الجامعة العربية بمنظومة العلاقات والتعاون بين الدول الأعضاء في هذه القوة بواسطة إقامة القوة العسكرية المشتركة، من خلال الحفاظ على إستقلالية وسيادة ومصالح كل دولة.

تجدر الإشارة إلى أن دول الجامعة العربية وقعت في عام 1950 على معاهدة الدفاع العسكري من أجل محاربة إسرائيل، ولكن الأمين العام لجامعة الدول العربية “نبيل العربي” أوضح مؤخراً أن هناك حاجة لقوة من نوع جديد، إن كان هناك تفويض لمحاربة التهديدات الجديدة التي تحيط بالمنطقة.

ظهرت فكرة إقامة الجيش العربي المشترك منذ وقت كبير وقد عادت مرة أخرى من جديد بواسطة الرئيس المصري “عبد الفتاح السيسي” على خلفية زيادة سيطرة مسلحي تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) في ليبيا والعراق وسوريا. كما ظهرت الفكرة في حديث رئيس اليمن حين دعا الدول العربية لمساعدته في مواجهة الحوثيين.

كانت الدول العربية سريعة الإستجابة لطلب الرئيس اليمني للمساعدة ضد الحوثيين، ولكن من الصعب ألا نتساءل عن عدم وجود رد عسكري على ما يحدث في سوريا. جمدت الجامعة العربية عضوية سوريا في نوفمبر 2011 بسبب إستمرار القمع العنيف للتظاهرات في البلد. وهذا الإجراء كان للضغط على الرئيس السوري “بشار الأسد” ولكن الآن الحرب السورية دخلت عامها الخامس مع أكثر من 210 ألف قتيل.

يبدو ان سوريا نُبذت بواسطة الدول العربية وليس فقط الغرب. وهكذا أيضاً تقول الحملة التي تم إطلاقها عن طريق عشرات المنظمات غير الحكومية في سوريا تحت عنوان “الكوكب السوري”. أحد الأسباب لهذه “العزلة” حسب صحيفة العرب، هي أن دول مختلفة في المنطقة كانت تدعم الأطراف المختلفة في الصراع السوري.

يقول “عبد المنعم المشط” استاذ العلوم السياسية في جامعة القاهرة، بهذا الشأن أن سيناريو المعاهدة العربية التي أقيمت من أجل مواجهة الحوثيين في اليمن يمكن أن يتكرر في ليبيا، ولكن من الصعب تصديق أن هذا الأمر سيحدث في سوريا.

ومن جهة أخرى يعتقد وزير الخارجية المصري السابق “محمد العربي” أن القصف الجوي في اليمن يعتبر بالفعل الحرب الأولى التي تتشكل من القوات العربية المشتركة، وستفتح “آفاق جديدة لحل الأزمة السورية”. وأشار إلى أن التحالف الجديد بين الدول العربية إستراتيجي وليس مؤقت وأضاف: “التحالف ضد الحوثيين من الممكن أن يكون نقطة الإنطلاق لتجسيد تصور عربي موحد ومشترك حيال الأمن القومي العربي”.