يوني بن مناحم

يبدو أن الرئيس الأمريكي “باراك أوباما” يعمل على جعل الإتفاق مع إيران بشأن المشروع النووي إنجاز مهم  في نهاية فترة رئاسته بعد حوالى عامين وربما أيضاً لتبرير حصوله على جائزة نوبل للسلام.

يجب وبحذر ملاحظة التصريحات الإيرانية حيال الغرب عقب الوصول إلى الإتفاقية الإطارية والإنتظار لرؤية كيف سينتهي الحوار على التفاصيل التقنية حتى شهر يونيو من هذا العام. فحتى الآن توجد تغييرات في الصياغات بين الولايات المتحدة وإيران حيال عدة موضوعات هامة في الإتفاقية الإطارةي، كما يقول المثل “الشيطان يكمن في التفاصيل”، ولنرى كيف سينتهي هذا الحوار وهل بالفعل سينتهي في الوقت المحدد. وقال مستشار الرئيس “حسن روحاني” قبل التوقيع على الإتفاقية بعدة أيام، جملة مهمة تمثل السياسة الإيرانية في الشرق الأوسط: “إيران هي إمبراطورية عاصمتها بغداد”.

ما يحدد في نهاية الأمر هو الأفعال وليست التصريحات في وسائل الإعلام. دعا الرئيس أوباما زعماء الخليج إلى لقاء قمة في كامب ديفيد ليطمئنهم بأن الإتفاق مع إيران لن يؤثر على العلاقات التاريخية بين الولايات المتحدة ودول الخليج.

وبعد الإعلان عن الإتفاقية الإطارية بين الدول العظمى وإيران، أجرى الرئيس أوباما مكالمة هاتفية مع رئيس الوزراء نتنياهو ولكنه لم يرى أنه من الصحيح أن يدعوه إلى لقاء مماثل في البيت الأبيض.

تخشى دول الخليج ان يهدد الإتفاق مع إيران أمنهم وإستقرارهم، وهم لا يهتمون بالتصعيد مع إيران ولكن سياسة التسامح الأمريكية حيال إيران شجعتها لتوسيع تمددها في الشرق الأوسط واليوم تسيطر على أربع عواصم عربية: دمشق وبيروت وصنعاء وبغداد.

سيحاول أوباما في اللقاء المتوقع مع زعماء الخليج أن يقلل من معارضتهم للإتفاق مع إيران، فهو يريد أن يمسك العصا من المنتصف، ويكمل التوقيع على الإتفاق الكامل مع إيران وفي المقابل يحافظ على علاقات الولايات المتحدة مع دول الخليج. ويبدو هذا الأمر مستحيلاً.

كان التمدد الإيراني مؤخراً في اليمن تعويضاً عن تجميد وإبطاء المشروع النووي الإيراني حسب الإتفاق مع القوى العظمى. ولكن لا يجب أن نقع فى الخطأ فإيران ترغب في إقامة إمبراطورية إيرانية جديدة. هذا هو هدفها الحقيقي ولا يوجد أي نية لديها في أن تحيد عنه. وأذا كانت إيران فى ظل العقوبات الإقتصادية الشديدة المفروضة عليها تصر على تطلعاها في التمدد، فماذا يكون الوضع بعد رفع الضغط الإقتصادي عنها؟.

بدأت موازين القوى في الشرق الأوسط تتغير، ستلقى إيران تشجيعاً برفع العقوبات، وسيقل الضغط على حلفائها في سوريا والعراق وستتمكن من التأثير في لبنان واليمن والبحرين. وستتحول إيران إلى القوة الإقليمية الجديدة المهيمنة في الشرق الأوسط بعد أن حققت أمراً غير مسبوق في الإتفاق مع القوى العظمى.

ومن المحتمل أن تبدأ الدول السنية الرائدة – تركيا والمملكة العربية السعودية ومصر – فى سباق التسلح النووي، وتتبني النموذج الإيراني “الطاقة النووية لأغراض سلمية” والمطالبة بحقهم أيضاً في تخصيب اليورانيوم أو إقامة مفاعل بولوتنيوم مثل المفاعل في أراك. وهدف خطير آخر، وهو أن الرقابة الدولية على المشروع النووي الإيراني أمر يشكل خطراً على إسرائيل، فمن الممكن أن تطالب إيران والدول العربية نزع السلاح النووي الإسرائيلي وفرض الرقابة الدولية على المفاعل في ديمونا.