بوعاز زلمنوبيتش

بدأ في 25 من مارس هذا العام تحالف مكون من بعض الدول العربية بقيادة المملكة العربية السعودية في الهجوم على الثوار الحوثيين كجزء من حملة تسمى عاصفة الحزم، إن هذه الحرب في اليمن لها العديد من الأهداف التي سيتم تحليلها في إطار علاقات القوى الإقليمية السياسية والداخلية والإسلامية، وأيضاً في الإطار الحربي المهني سيوجد ما يمكن أن نعرفه عن قدرة الدول المشاركة والتي ترتبط بعضها بإتفاقات سلام مع إسرائيل مثل مصر والأردن وأخرى بعيدة عنا مثل المغرب والبحرين والكويت والإمارات، وقطر والسودان. ونتيجة للفحص المبدئي للموضوع لدينا ثلاثة نقاط للتركيز عليها :

1-قيادة مشتركة وقوة متعددة الجنسيات

إن المفهوم السياسي لهذه الحرب له أهمية عسكرية إذ أن الحملة لم تتم بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية وإنما بواسطة المملكة العربية السعودية وهي أول مرة منذ ربع قرن (منذ 1991) لم تقم الولايات المتحدة بقيادة تحالف عسكري أو الاشتراك فيه بشكل ملحوظ (مثلما حدث في النموذج الليبي في 2011) بمثل هذا الحجم في الشرق الأوسط. وبعيداً عن المنظور السياسي الدولى الذي سنتركه جانباً لخبراء السياسة، سنتطرق إلي الدلالة العسكرية لقيادة قوة دولية عسكرية بهذا الحجم. إن لدى المملكة العربية السعودية وللدول الآخرى خبرة في المشاركة في التحالفات العسكرية المقاتلة وبشكل عام في القتال الجاري ضد داعش ولكن قيادة قوة دولية متعددة الأفرع هو أمر مختلف لذا يجب أن نعلم قدرة المملكة العربية السعودية على التخطيط وإدارة المعركة وقيادة هذه القوة المشتركة.

2-القتال الجوي

إن الدول المشاركة تقوم باستخدام طائرات أمريكية الصنع من طراز F-18،F-16 ، F-15، وايضاً طائرات مروحية مقاتلة والأساس أن الطائرات تقلع من السعودية بالإضافة إلي بعض الدول الآخرى وكالعادة تقوم معظم الدول المشاركة في التحالف بتشغيل وإطلاق طائرتها في الطلعات الهجومية ولكن الفارق هذه المرة أنها تقوم بذلك دون أي تنسيق مع الولايات المتحدة، وبإستثناء قيام الولايات المتحدة بتخليص الطيارين السعوديين الذين علقا في خليج عدن وتعهدها بالقيام بعمليات التزويد بالوقود جوا فهي لم تقدم أي دعم إضافي، ومن هنا نستطيع أن نتبين مدى القوة الهجومية التي تتمتع بها الدول المشاركة في الحلف، وأي ساحات قتال قادرة على أن تعمل فيها وقدرات القوى المصاحبة لعمليات القصف، على سبيل المثال الإنقاذ والتزود بالوقود جواً وبالأخص القدرة على جمع المعلومات الإستخباراتية وكذلك معرفة إذا كانوا يستخدمون طائرات بدون طيار أو طائرات ذات أغراض خاصة (طائرات الإنذار المبكر التي تستخدم في أغراض جمع المعلومات والتنصت)، إننا نعلم أن هناك مساعدة أمريكية للسعودية في مجال الطائرات بدون طيار وخبراء الاستخبارات، ولكن من غير الواضح إلي الآن كيف يتم اختيار الأهداف وتوجيه الهجمات. وما الذي نريد معرفته هنا ربما سيكون عن الحرب الإليكترونية وكيفية تشغيل منظومات التنصت والاتصال الطائرة.

إستخدام القوات البحرية

لقد إنضمت مصر إلي التحالف ودفعت بسفنها الحربية إلي ساحة القتال، حيث تنظر مصر بقلق بالغ للسيطرة الإيرانية على مضيق باب المندب. هذا بالإضافة إلي الصراع الديني القائم والصراع على الهيمنة المصرية على الشرق الأوسط. حيث ان أي تحديد للحركة البحرية أو أي تهديد لها في مضيق باب المندب سيؤذي الإقتصاد المصري بشدة، وسيؤدي بالسفن إلي الإبتعاد عن قناة السويس لذا تعمل حالياً قوات البحرية المصرية بالإشتراك مع نظيرتها السعودية على الإنتشار في المياه الإقليمية اليمنية، وكان قد أعلن في وقت سابق عن إستهداف بعض المواقع الحوثية عن طريق البحر وعن إنقاذ بعض الرعايا الأجانب في محيط عدن البحري (عملية الإنقاذ التي نفذتها إحدى السفن الصينية) ورغم عدم وجود توقعات بوجود معارك بحرية مع قوات الحوثيين، إلا أنه يجب دراسة عمليات الدعم والتنسيق بين القوات البحرية والجوية وإذا تمت عملية تدخل برية فما هي قدرات هذه القوات على عمليات الإبرار والدعم البحري؟

من الممكن أن نقوم بعملية دراسة وتقدير للموقف ونأمل أنهم في إسرائيل يقومون بدراسة ذلك ويفكرون في نطاقات آخرى مثل التدخل البري وإستخدام القوات الخاصة.