12-4-2015

رافيف دروكر

ان جهابذة المفاوضات في القدس، ببساطة غير قادرين علي كتمان الأمر بداخلهم أكثر من ذلك. مجموعة الرجال الأقوياء، نتنياهو-يعلون-شتاينيتس، غير قادرين علي إخفاء احتقارهم للرئيس الأمريكي الساذج أكثر من ذلك. ان القيادة السياسية التي جلبت لكم “أكبر ضربة وجّهها اليمين لحماس”، غير قادرة علي إدراك أن هذا الـــ”أوباما” البسيط لا يتعلم الدرس. فقد حذّرناه عندما كان يبرم الصفقة مع الأسد بخصوص إخراج السلاح الكيميائي (حسناً، هذا في حالة أنه عمل علي ازالة أحد أكبر المخاطر التي تواجهنا)، لقد صرخنا في وجهه عندما قام بتوقيع اتفاقية مؤقتة مع ايران- بهذا الشكل، سوف تنهار منظومة العقوبات، وسوف يخرق الإيرانيين الاتفاقية- لكنه، ذلك الأحمق، رفض أن ينصت لنا (ماذا اذا نجح الأمر ولم تنهار منظومة العقوبات، ولا يزال الإيرانيين حريصون علي الإلتزام بالاتفاقية).

اننا، نحن الرجال المثيرون الموجودون في شارع بلفور، نعرف كيف نعرقل المسيرة النووية الإيرانية. عندما تولينا الحُكم في عام 2009، تعهدنا أن نقضي، بشكل نهائي، علي هذا التهديد ولتنظروا كيف نجحنا. في عام 2009، كان الإيرانيين يمتلكون 4000 جهاز طرد مركزي من الجيل القديم (هذا وفقاً لتقديرات الوكالة الدولية للطاقة الذرية) لقد كان يفصل بينهم وبين تصنيع القنبلة الذرية حوالي ثلاثة أعوام (وفقاً لتقديرات وزارة الخارجية الأمريكية). وقد مرت ستة أعوام منذ أن أظهرنا لهم هذا. والآن هم يمتلكون فقط 20 ألف جهاز طرد مركزي، بعضهم ينتمي للجيل القديم، ويفصل بينهم وبين تصنيع القنبلة النووية، نصف دورة مسمار. ياله من إنجاز. ما الذي يرغب الرئيس الأمريكي في أن يمنحنا إياه الآن؟ إيقاف المشروع النووي كله لمدة- 13 عام. تُرى هل يستحق الأمر؟  ماذا قال بينيت حول هذا؟ “انه يوم مجيد في حياة الأمة!”، “ماذا سأخبر ابنتي”، هكذا شعر بينيت بالحيرة، “أنه عندما تكبر، سوف يتمكن الإيرانيين من تصنيع القنبلة النووية؟” ربما يمكنك أن تخبرها، يا نفتالي، أنه عندما كان أبيها في مجلس الوزراء المصغر، كان الإيرانيين قد صاروا قادرين بالفعل علي تصنيع القنبلة النووية خلال بضعة أشهر؟

من حسن حظنا أننا لسنا في الأربعينيات. مثلما قال زعيمنا، صاحب الوجه الجميل، أكثر من 500 ألف مرة: لسنا مضطرين لأن نظل مرتبطين الي هذا الحد بالرئيس الأمريكي، الذي سوف يدمر قضبان القطار إلى أوشفيتز. مثل بن جوريون، عندما تم الإعلان عن قيام الدولة في عام 1948، هكذا ذكّرنا ابن المؤرخ، ومثل ليفي اشكول في حرب الأيام الستة في عام 1967، ومثل مناحيم بيجين عندما تم قصف المفاعل النووي العراقي في عام 1981، لسنا مضطرون لوضع الأمريكان في الإعتبار فيما يخص تلك الأمور. إن لدينا الآن دولة قوية، ومستقلة. لقد قمنا ببناء أقوي جيش في الشرق الأوسط، أنفقنا المليارات (علي الإسكان والرفاه وما شابه) حتي يمكننا أن نتملق المليارديرات بكبرياء، هؤلاء المليارديرات الذين سوف يضغطون علي المُشَّرعين الديمقراطيين، وعلي الرئيس، من أجل أن يقوم بتغيير الإتفاقية- التي لن نستطيع ايقاف تصنيع القنبلة النووية الإيرانية من دونها.

حتي أن ثمة مراقبين للأوضاع، يتسمون بالاعتدال، يتفقون علي أن الاتفاقية سيئة (صحيح أن الاتفاقية لم تُبرم بعد، ولم يتم تحديد متي وكيف سيتم الغاء العقوبات، كما لم يتم تحديد جهة الرقابة بدقة، لكننا محللون صارمين، نخشي فقط من أمر واحد- أن يقولوا أننا سُذّج). اذا كانوا فقط قد سمحوا لنا، نحن الإٍسرائيليين، بإدارة المفاوضات، لكنا استطعنا أن نصل الي نتيجة مختلفة تماماً. انظروا كيف انتهت المفاوضات الخاصة بنا في السنوات الأخيرة. وكيف صنعنا من حماس أضحوكة في مفاوضاتنا حول اطلاق سراح جلعاد شاليط، وأطلقنا سراح ألف مخرب (فدائي) فقط في مقابله. آه! لو فقط تعلّم أوباما منا.

كما كشف المحلل “آري شافيط” عن الوجه الحقيقي للرئيس الضعيف، وكشف عن أن أوباما قد تعهد في احدي اللقاءات التلفزيونية بأن الإيرانيين لن يُصنّعوا القنبلة النووية “خلال فترة ولايته”. هل هناك شهادة أقوي من ذلك علي إفلاسه الأخلاقي؟ لأننا نعيش (مرة أخري) في تلك الأيام الأكثر درامية في المئة سنة الأخيرة، كما قام “شافيط” بتشخيص المسألة، يمكنني أن أوشي له وأخبره أن ثمة شخص آخر سوف يعلن عن إفلاسه. في نوفمبر 2012، قبل الانتخابات السابقة، أُجري لقاء تلفزيوني مع ذلك المفلس أخلاقياً، بواسطة “إيلانا ديان” في مجلة “عوفدا”. سألته “ديان” قائلة: “هل يمكنك أن تتعهد، سيدي رئيس الوزراء، بأنك اذا توليت منصب رئيس الحكومة مرة أخري، أن إيران لن تمتلك سلاح نووي حتي نهاية فترة ولايتك؟. “نعم”، هكذا أجاب نتنياهو، ووجّه نحوها تلك النظرة التي يحتفظ بها للوعود الجدية تحديداً.