15-4-2015

أرئيل روبينشتاين

 

يجب إلغاء يوم ذكرى الهلوكوست، لأن القلة التلى لديها من تتذكره لن تنسى هؤلاء الضحايا ومن ليس لديه من يتذكره لا يستطيع فى الحقيقة أن يتذكر.

يجب إلغاء يوم ذكرى الهلوكوست، حان الوقت لإلغاء الهلوكوست لأنني لا أريد ان أسمع عضو كنيست يتلو أسماء عائلتي الذين كانوا ضحايا في الهلوكوست في طقس “كل شخص لديه اسم”. كان للأموات أسماء، وأنا أدعى باسم أثنين منهم ولكن أسمائهم لا تقول شيئاً لأعضاء الكنيست الذين يهمهمون بها.

يجب إلغاء يوم ذكرى الهلوكوست، لأنه فرصة لا حاجة لها، للنظر دون إعتذار إلى عرى الميت. ومن يشعر بضرورة التأمل في صور القتل أو نظر أخيرة على من يذهب ليلقى حتفه، فهو مدعو لمشاهدة مقاطع الفيديو الملونة الخاصة بداعش.

يجب إلغاء يوم ذكرى الهلوكوست، لأنه من يرغب حقاً أن يذكر المعابد المدمرة في بولندا ليس بالضرورة أن يسير في مسيرة الحياة في أوشفيتز، بل أن النفس تذهب عن طيب خاطر إلى حى ميئاه شعاريم.

يجب إلغاء يوم ذكرى الهلوكوست، لأن جزء كبير من ضحايا الهلوكوست كانوا حريديم (اصوليين) ومن يسيرون على دربهم في إسرائيل والعالم لا يقبلون هذا اليوم تاريخاً مناسباً لذكرى الخراب. كان من الأفضل إتباع التقاليد وربط مأساة الهلوكوست بالعاشر من تيفيت (هو واحد من أربعة أيام الصيام اليهودية فى ذكرى خراب الهيكل) أو التاسع من آب (ذكرى خراب الهيكل) – وهى الأيام حسب التقليد اليهودي التى نبكى فيها على كل الكوارث التي حدثت لشعبنا.

يجب إلغاء يوم ذكرى الهلوكوست، لأن الصافرة هى تقليد ملكى أجنبى. فيقول اليهود قداس التراحم (هو دعاء يُتلى عدة مرات خلال الصلاة) ويتعلمون المشنا.

يجب إلغاء يوم ذكرى الهلوكوست، لأني أدير عيني خجلاً عندما أرى الشباب الإسرائيلي الذين يتجولون يرتدون أعلام إسرائيل في شوارع بولندا مثل مشجعي نادي بيتار القدس عندما يحتفلون في الشوارع بعد الفوز على “بني سخنين”.

يجب إلغاء يوم ذكرى الهلوكوست، من أجل وضع نهاية لسلسلة الكليشيهات التي لا تحتمل، والتي نسمعها من كل شخصية عامة يتاح لها الحديث.

يجب إلغاء يوم ذكرى الهلوكوست، لأننا لا يجب أن نؤسس وجودنا هنا فقط على كوننا مضطهدين للأبد. أو أن نوحد أنفسنا من الناحية الثقافية والدينية أو أن نندمج مع الأمم.

يجب إلغاء يوم ذكرى الهلوكوست، لأنه تحول إلى أداة في خدمة المفكرين القوميين. في البداية تم إستحداث “يوم ذكرى الهولوكوست” لأسباب سياسية مختلف عليها من حيث التأكيد على تمرد الجيتوهات وتفخيمه. إلا أن مثل العديد من الأمور الأخرى التي قامت بها حركة العمال في إسرائيل، هذا اليوم تم تخصيصه أيضاً وفقاً لأيديولوجيات مختلفة. ويستخدم هذا اليوم للإشارة إلى أن العالم بأكمله ضدنا، وكل من ينتقدنا هو حلقة في محور الشر الذي يريد إبادتنا.

يجب إلغاء يوم ذكرى الهلوكوست، من المحتمل أنه كان يجب قصف إيران حتى لو إعتنق هتلر اليهودية، ومن المحتمل أنه لايجب قصف إيران على الرغم من أن هتلر كان عدواً لليهود. هذا اليوم لا يساهم حقيقة فى اتخاذ قرار متوازن.

يجب إلغاء يوم ذكرى الهلوكوست، لأنه يجب أن ندرس فترة الهلوكوست جيداً، فى المقام الأول، بشكل جاد وأن نستخلص منها العبر العالمية: وهناك خطر أن يصبح إبناء الشعب المختار حيوانات.