19-4-2015

إيزي ليبلر

الإتفاقية الإطارية بين الولايات المتحدة الأمريكية وإيران ستؤدي إلى رفع العقوبات الإقتصادية وستحولها إلى دولة على أعتاب القدرة النووية وحسب كلام الرئيس أوباما نفسه سيعطي الشرعية لتحول إيران إلى قوى عظمى نووية بشكل كامل بعد 13 عام. ويستطيع الكونجرس فقط منع تنفيذ هذا الإجراء الذي لا يمكن تصوره.

جزء من مؤيدي أوباما من اليهود أو ذوو الأصل اليهودي. الأقل ضرراً هم من لازالوا يحبون إسرائيل ولكن بدلاَ من نقد الإدارة الأمريكية يصبون جم غضبهم على “تطرف” نتنياهو. والأكثر خطراً هم المعادين الواضحين لإسرائيل والمنظمات اليسارية التي تدفع بأوباما نحو “معاقبة إسرائيل”. تزيد هجمات أوباما اللفظية وقود نيران اليهود الذين يرحبون بالمقاطعة والعقوبات، والذين شاركوا في مؤتمر “جي ستريت” الأخير حيث حظيت عضوة بالندوة بهتاف وتصفيق حين شككت في ضرورة إستمرار قيام دولة يهودية.

قلة هم النشطاء المعادين لإسرائيل ولديهم خلفية يهودية حقيقية. فأغلب العناصر البالغة هم شيوعيين وأعضاء الجمعية اليهودية العامة في الماضي أو نسلهم الذين كانوا أكثر تعنتاً حيال الصهيونية دائماً. ويشكل الأمر في وسط الشباب إنعكاس للتغيرات الديموغرافية حيث أن 80 % من اليهود ليسوا أرثوذكس ويتزوجون من غير اليهود. ولا تربط أغلبهم أي علاقة حقيقية بإسرائيل ولا يشعر أبناؤهم بأي رابط للهوية اليهودية.

على الرغم من ذلك فإن أغلب اليهود الموجودين في الولايات المتحدة الأمريكية مستمرين في دعم إسرائيل بقوة والمفاجأة الأكبر، تشير الإستطلاعات إلى أن الأغلبية الساحقة منهم يدعمون نتنياهو. وللأسف مؤخراً إمتنعت قيادة التيار الرئيسى عن الرد العلنى على الإهانات التي تعرض لها نتنياهو من جانب الإدارة الأمريكية.

تصرفت القيادة اليهودية، القوية بشكل عام، مثل “العرب الجبناء” حين تحفظت من توجيه النقد الشديد لرئيسها. هذه صورة قاتمة عن يهودية الولايات المتحدة الأمريكية التي كانت دائماً متعنتة وعلى الرغم من وجودها في الشتات لم تكن في المنفى.

لكن عقب الغضب الشديد الذي ظهر بعد فوز نتنياهو في الإنتخابات وعند بدء اليهود في فهم مدى خضوع أوباما لإيران، بدأت القيادة أخيراً في رفع صوتها. قادت منظمة الأيباك هجوماً وسعت أمام الكونجرس لعرقلة الإتفاق. وأعربت لجنة الرؤساء عن معارضتها، وتبعتها عدة منظمات يهودية أخرى. وصف “أييف فوكسمان” المدير العام لرابطة مكافحة التشهير، تصرف الإدارة الأمريكية بــ”غير اللائق” وقال أنه منزعج تماماً من ردودها، وحسب كلامه “تثار تساؤلات كبيرة جداً حيال نواياها ووجهات نظرها”.

صرح “ديفيد هاريس”  رئيس المؤتمر اليهودي الأمريكي أظهر “قلقاً شديداً ورعب” ثم اتهم أوباما بأن “لديه مصلحة في إطالة الأزمة” وفي شعار الحملة “الذي يتعارض تماماً مع روح العلاقات الأمريكية الإسرائيلية”. اتهم الحاخام “ييتس جرينبيرج” الذي يؤيد مواقف اليسار، أوباما بخلق “تهديد على الوجود الإسرائيلي”، وساوى بينه وبين خيانة الغرب لتشيكوسلوفاكيا.

من المحتمل أن يكون العنف الموجود في الخطاب المعادي لإسرائيل الإدارة الأمريكية تمهيداً للإمتناع عن إستخدام الفيتو في الأمم المتحدة في القرار الوشيك. سيعترف هذا القرار بدولة فلسطينية وسيفرض تسوية من شأنها أن تحرم إسرائيل من حدود محصنة. وهكذا تُمهد الطريق للأوروبين لفرض عقوبات معادية لإسرائيل.

يمكن أن يكون هناك تأثير كبير لليهود الأمريكيين حين يُسمعون صوتهم حول نتائج تلك التطورات. ويريد السيناتور “تشاك شومير” الذي حظي مؤخراً بالتعيين كزعيم للديمقراطيين في مجلس الشيوخ بعد إنتخابات 2016، أن يعرض نفسه كـ”متشدد” في كل ما يخص إسرائيل وإيران. واشار أنه سيدعم مشروع القانون الذي يطالب بموافقة الكونجرس على الإتفاق الإيراني ولكن ناخبيه اليهود يجب أن يشجعوه ألا يتردد في إقناع أصدقائه الديمقراطيين في الوقت المناسب.

حان الوقت الذي يضطر الزعماء اليهود الأمريكيين للإستعداد ورفع صوتهم، فالموضوعات المطروحة ستؤثر بشكل جذري على أمن إسرائيل ويمكن أن يكون لها تداعيات على الوجود الإسرائيلي ونتائج قاتمة على العالم كله.