20-4-2015

بقلم ريبيكا تشيفيك ليست

إن الأحزاب الحريدية التى ترفض المشاركة بجزء من الواجبات وتطلب الحقوق فقط ولا تعترف بالدولة اليهودية ليس لها أى حق أخلاقى فى أن تقرر أمراً يخص مصير مواطنى إسرائيل، والحكومة التى تقوم على أساس التعاون مع الحريديم ليس لديها شرعية فى إرسال أبنائنا إلى معركة ربما لا يعودوا منها.

تعيش دولة إسرائيل حالياً موقف عصيب سواء على الصعيد الدولي أو من الناحية الأمنية وكذلك على الجانب الإجتماعي – الإقتصادي. والحكومة التي سيتم تشكيلها يجب أن تقوم بتحسين العلاقات مع الرئيس أوباما في أسرع وقت ممكن فلازال لديه عام ونصف العام، يصنع فيها العديد من القرارات المصيرية، وكذلك مع الإتحاد الأوربي، وكذلك على الحكومة ان تتعامل مع كافة المشاكل الأمنية؛ المشكلة النووية الإيرانية- صعود قوة حزب الله- إعادة تسلح حماس وإستئناف حفر الأنفاق والأخطار الواردة من شبه جزيرة سيناء. وكذلك ستواجه إسرائيل مشكلة أمنية جديدة ألا وهي حدودها مع الأردن التي أصبحت هدفاً لجهود تنظيم داعش كي يقوم بإختراقها، وهناك مشكلة أخرى لا تقل أهمية عن تلك المشاكل يجب على الحكومة أن تجد حلاً لها ألا وهي مشكلة الإسكان ومنظومة الصحة التي على وشك الإنهيار.

إن حكومة يمينية مع الحريدييم بداخلها، لن تكون قادرة على توفير حلول لمعظم المشاكل التي تقف أمام الحكومة الإسرائيلية. إن إسرائيل في حاجة إلي خطة سياسية ولوزير خارجية قادر على إصلاح العلاقات مع الولايات المتحدة وتحسين العلاقات مع الإتحاد الأوربي.

وليس لدى أي حكومة يمينية ذات برنامج يميني القدرة على إخراج دولة إسرائيل من موقفها الدولى الحرج الذي تعيشه الآن.

إن حكومة يمينية مع الحريدييم ليست لديها الصلاحية الأخلاقية كي تُرسل أبنائنا إلي معركة قد لا يعودون منها أبداً، وطالما أن هؤلاء الحريدييم لا يقومون بإرسال أبنائهم إلي الجيش كي يقوموا بواجبهم المدني والقومي فليس لدي أي حكومة يشكلون جزء منها أي حق في إقرار الخروج في حملة عسكرية. إن جفني ودرعي وأتباعهم –من المجتمع الحريدي- لا يقفون إحتراماً لضحايا الجيش الإسرائيلي في يوم الذكرى. إنهم لا يعترفون بالدولة الصهيونية بشكل عام.

فهل هؤلاء يستطيعون أن يقرروا إرسال أبنائنا إلي المعركة؟ إن هناك ما يزيد عن 23 ألف من أولادنا ضحوا بحياتهم من أجل الدولة ومن أجل أن يعيش مواطنيها -بما فيهم الحريديم- في أمان. فكم شخص من بين هؤلاء الذين ضحوا بحياتهم كان من الحريديم ؟ .

وعلاوة على ذلك فإن أي إتفاق إئتلاف مع الحريديم يعني إبطال قانون المساواة في الواجبات وإعادة كل المخصصات المالية التي حرمهم منها وزير المالية يائير لبيد، وتهرب الحريديم من الخدمة العسكرية يلقى عبئاً إضافياً على باقي شباب الدولة وعلى الميزانيات التي سيتم سلبها من أفواه الأطفال الفقراء وإعطائها لطلاب المعاهد الدينية، ولن تكون الدولة قادرة على معالجة المشاكل الإجتماعية.

ومن سيصبح وزير الإسكان والبناء ؟

إن إسرائيل في حاجة إلي برنامج قومي لتوفير حل لمشاكل الإسكان للشباب. فحتى الآن كل وزراء الإسكان من الحريديم لم يولوا إهتمامهم إلا لإسكان المستوطنيين والمجتمع الحريدي، والسؤال الذي يطرح نفسه هنا ومن سيهتم بأولئك الشباب الذين قضوا الخدمة العسكرية ومشكلة سكنهم ؟

ومن سيكون وزير الشئون الدينية ؟ إذا لم أكن مخطئاً فقد تم إلغاء هذه الوزراء في عهد رئيس الوزراء باراك وعاد إلي الحياة مؤخراً. إن وجود الحريديم في الحكومة يعني إبطال قانون التهود الذي خصص لإزالة المزيد من العقبات من وجه هؤلاء الذين يريدون التحول إلي الديانة اليهودية، إن وجود الحريديم في الحكومة لن يتيح سن أي قوانين تحد من سيطرة الحريديم فى مسائل الزواج، والطلاق وقضايا الأحوال الشخصية. وليس من المعقول أن تسيطر حفنة من الحريديم على طابع حياتنا وأن نسمح لأنماط من الماضي بتحديد قيم ومعايير الحياة التي يعيشها باقي مواطني دولة إسرائيل.

إن غلاء المعيشة يستلزم حلاً جذرياً للإحتكار في سوق الغذاء، فهل وزراء المالية والإقتصاد سيكونوا قادرين على محاربة هذا الإحتكار بينما تعتنق الحكومة التوجه الذي لا يشجع مكافحة أصحاب روؤس الأموال في سوق الغذاء.

إن حكومة إئتلافية مكونة من أكبر حزبين دون حريديم هي التي ستكون قادرة على معالجة آلامنا، فهؤلاء “الحريديم”  يعرفون فقط أن يأخذوا دون أن يمنحوا شيئاً ما في المقابل.

وأخيراً، إنني لا أحمل أي ضغينة كبيرة أو صغيرة تجاه اليهودية وقيمها، فهي راسخة في قلبي، ولكن الحريديم لا يمثلون بالنسبة لجزء كبير من مواطني دولة إسرائيل هذه اليهودية.

إن رفض الحريديم المشاركة في عبء الواجبات ومطالبتهم فقط بالحقوق يؤذي بشدة علاقة الجيل الشاب باليهودية، فاليهودية لم تبرر أبداً أن يتم إستغلال الدين كأداة للخديعة.إن حكماء التوراه في فترات المشناه والتلمود عملوا كي يكسبوا قوت يومهم وكذلك تلاميذ الحكماء. أيضاً تلاميذ الحكماء لم يتهربوا ابداً من أداء الخدمة العسكرية. 12000 من تلاميذ الحاخام عكيفا قد تجندوا في جيش بار كوخافا، إن قوانين التوراه تلزم العريس بالتجنيد في وقت الضرورة، كما نهى موسي بن ميمون أن يتم إستغلال دراسة التوراه كعذر للتهرب من العمل.

  • موشيه جفني: أحد الحاخامات من حزب البيت اليهودي وعضو كنيست ، أرييه أدرعي سياسي إسرائيلي رئيس حزب شاس الديني ذو أصل مغربي وسجن في وقت سابق على خلفية قضية فساد مالي “المترجم”
  • بار كوخافا قائد يهودي قاد ثورة ضد الإمبراطورية الرومانية في 132 ب.م في محاولة لتأسيس دولة يهودية في فلسطين ونجح في ذلك لمدة ثلاث سنوات فقط قتله الرومان بعدها وتم تدمير المملكة “المترجم”