24-4-2015

موقع ديبكا

تتولى طهران في أبريل 2015، من خلال قوات الحرس الثوري الإيرانية مباشرة قيادة ستة جيوش، وتدير أربعة حروب في أربع بلدان شرق أوسطية. يبلغ حجم الاستثمارات والنفقات الشهرية على تلك الجيوش والحروب ما يقارب نصف مليار دولار، وأحيانا أكثر من ذلك. وبعبارة أخرى، إيران تنفق في السنة ما بين 6 إلى 8 مليار دولار، على الحروب الضالعة فيها.

وها هي البلدان والحروب التى تتدخل فيها إيران كما يلي:

الحرب الأهلية في سوريا التي قاربت عامها الخامس. تفيد المصادر العسكرية والاستخباراتية الخاصة بـ”موقع ديبكا”، أن قيادات الحرس الثوري الإيرانية تعمل الآن في أربع جبهات قتال في سوريا.

تعمل القيادة الإيرانية في دمشق العاصمة، في إطار الأركان العامة السورية. وتمتلك هذه القيادة قوات مستقلة تتألف مما لا يقل عن مليشيتين مناصرتين لإيران، استُقدموا من خارج سوريا. ولهذه القيادة أربعة أدوار رئيسية ألا وهي:-

  • مراقبة عمليات الأركان العامة السورية، وكذلك الخطط العملياتية التي يتم إعدادها.
  • الحفاظ على أمن النظام وأمن عائلة الرئيس “بشار الأسد”.
  • حماية المناطق الرئيسية في العاصمة السورية، مثل مطار دمشق العسكري، والأماكن المقدسة الشيعية.
  • إبقاء الطرق الرئيسية التي تربط بين سوريا ولبنان مفتوحة.
  • جبهة حلب في شمال سوريا: ينشغل ضباط الحرس الثوري الإيرانيين بإعداد هجوم عام على مواقع الثوار المسيطرين على بعض أجزاء المدينة. تُولِي إيران أهمية كبرى لاحتلال حلب، حيث ترى في ذلك أحد انتصارات الحرب في سوريا. في إطار الإعدادات للهجوم، ترسل إيران إلى منطقة حلب قوات كبرى من حزب الله من لبنان، وقوات مليشيات شيعية أفغانية وباكستانية حاشدة من آلاف الجنود المقاتلين الذين تدربوا في قواعد خاصة بالحرس الثوري الإيراني. وتفيد المصادر العسكرية الخاصة بـ”موقع ديبكا”، أن الميليشيات الشيعية الأفغانية تكبدت خسائر فادحة للغاية فى المعارك فى الأيام الماضية، لدرجة أن القيادات الإيرانية اضطرت إلى إلغاء الهجوم العام الذي خططوا له. أي أن الأموال التي استُثمرت فى تلك القوات قد ذهبت سدى.
  • جبهة جبال القلمون التي تفصل بين سوريا ولبنان: تولي القيادة الإيرانية أهمية كبرى لتطهير هذه المنطقة من قوات الثوار، التي من بينها جبهة النصر والقاعدة وداعش، حتى تؤّمن حرية الحركة لقوات حزب الله بين لبنان وسوريا. ومنذ عدة أسابيع يعد الحرس الثوري الإيراني وقوات حزب الله هجوم في المنطقة، لكن حتى الآن لا توجد أي إشارة لبدايته.
  • جنوب سوريا – أدار الإيرانيون هناك في الأشهر الأخيرة هجوم كبير هدف إلى السيطرة على كافة المنطقة التي تخضع لسيطرة الثوار من درعا وحتى دمشق. وكان الهدف الرئيسي هو: وضع قوات تابعة لإيران وحزب الله، ومليشيات مناصرة لإيران على طول حدود إسرائيل أمام الجيش الإسرائيلي. إلا أن الهجوم قد فشل في تحقيق هدفه في هذه المرحلة.
  • قام ضباط إيرانيون، بتدريب وتجهيز نحو 70.000 مقاتل سوري منظمين اليوم في سوريا في الإطار العسكري لـ”جيش الدفاع القومي السوري”. Syrian National Defense Force تمّول طهران هذا الجيش، بما في ذلك رواتب الجنود.
  • تدير إيران على الأقل جسري تموين جوي لسوريا في نفس الوقت. هذه الجسور التموينة الجوية تزود الجيش السوري والقوات الأخرى المقاتلة في سوريا، بمنظومات السلاح والذخائر التي يحتاجونها بشكل يومي. كما تزود إيران لسلاح الجو السوري، كافة القنابل والذخائر التي تستخدمها في معاركها، وخاصة البراميل المتفجرة. وتشير التقديرات الاستخباراتية إلى أن إيران تستثمر في الحرب في سوريا ما لا يقل عن 200 مليون دولار في الشهر. أي حوالي 2.5 مليار دولار في السنة.
  • يتولى ضباط الحرس الثوري الإيراني القيادة المباشرة لنحو 25.000 جندي من حزب الله في لبنان. تزوّد إيران حزب الله بكافة منظومات السلاح الذي يستخدمه. وتتحدد الميزانية السنوية لحزب الله في طهران، كما ترسل إيران إلى بيروت نحو 150 إلى 200 مليون دولار في الشهر. كما تمّول إيران أيضاً كافة مصاريف الشحن والصيانة التي ينفقها قوات حزب الله في سوريا. يُقدر حجم النفقات السنوية لإيران على حزب الله بنحو 2 مليار دولار.
  • يشمل التدخل العسكري الإيراني في العراق من بين أمور عدة تشكيل جيش شعبي قومي عراقي (شيعي بأكمله)، كمثل الجيش السوري. كما يضم هذا الجيش نحو 70.000 جندي. وتحمي إيران العاصمة بغداد، ومؤخراً أقامت إيران حول المناطق المدنية، الشمالية والغربية للمدينة منظومة تحصين تحميها.

كما تدير إيران المعركة العسكرية في تكريت، حيث تضخ للمنطقة منظومات أسلحة كثيرة متطورة  كما الصواريخ والدبابات. كما يستخدم الإيرانيون جسور تموين جوية لبغداد تنقل كافة التجهيزات العسكرية اللازمة للجيش العراقي والمليشيات الشيعية الذين يخوضون معارك في المنطقة، بعض هذه الإمدادات يأتي من إيران نفسها. وليست هناك تقديرات حول حجم الاستثمارات المالية الإيرانية على الحرب في العراق. ويرجع أحد الأسباب في ذلك إلى أن بعض تلك النفقات التي يُقدر حجمها الآن بنحو ربع مليار دولار في الشهر تُمول من قبل الحكومة العراقية من إيرادات النفط.

  • إيران التي تشارك حالياً مباشرة في الحرب في اليمن، أقامت حتى الآن أيضاً جسر تموين جوي، وأيضاً جسور تموين بحرية تزوّد المتمردين الحوثيين، وبعض القوات في الجيش اليمني الذين يؤيدونهم، بكافة التجهيزات العسكرية اللازمة لهم. وحتى الآن يُقدر حجم الاستثمارات الإيرانية على الحوثيين وعلى الحرب في اليمن فقط هذا العام بنصف مليار دولار.
  • وبعبارة أخرى، يمكننا القول إنه ليس هناك أي تأثير يُذكر للعقوبات الاقتصادية والمالية التي فرضتها الولايات المتحدة، ودول أوروبا، ومجلس الأمن على إيران، وعلى قدرتها في إنفاق المليارات على تمددها العسكري في الخليج وفي الشرق الأوسط.