رفيف دروكر

صرح “نفتالي بينيت” ليلاً أنه متنازل. حينها أعلن، إذا كان هذا يحد من الصراع الساخر الذي يديره ضد “افيجدور ليبرمان” منذ الإنتخابات للحصول على حقيبة الخارجية. بينيت وليبرمان بكل قيمة على مذبح الأنا خاصتهم، وهذا يمر بسلام. ليس بسبب الخوف. فليس لدينا أي توقعات حيالهم. واضح أنهم سيخدعوننا في الإنتخابات – سيتحدثون في قضايا معينة وبعد الإنتخابات سيتحولون إلى أشياء أخرى. وهذا واضح. ماذا أعتقدتم؟ ماذا توقعتم؟ فهم سياسيين.

لم تكن حقيبة الخارجية ذات أهمية. فتعريفها بانها إحدى الحقائب الثلاث المهمة هو محض هراء. فحقائب التعليم والطاقة والماء والعدل وحتى الإتصالات أهم منها.

يمتلأ جدول أعمال وزير الخارجية عن آخره بالأسفار على أختلافها – وهناك أمر واحد لايهتم به وهو القضايا الشائكة للسياسة الخارجية. فقضية إيران تحت مسئولية رئيس الوزراء ووزير الدفاع والموساد. حتى يوفال شتاينيتس” له تأثير ما فى هذا الأمر. ووزير الخارجية؟ ليس له علاقة بالأمر. أما المفاوضات مع السلطة الفلسطينية –عندما كان هناك أمر كهذا- فكانت تدار عن طريق رئيس الوزراء ووزيرة العدل. وملف (تدمير) العلاقات مع الولايات المتحدة الأمريكية مع رئيس الوزراء.

وزير الخارجية هو وزير إعلام متطور. فهو يحصل على اللقب المرموق عندما يجري لقاءاً في -CNN،. عذراً، هو أيضا يمكنه توبيخ دول العالم المنافقة – كلهم منافقين ومعهم جميعاً يمكن أن تُدمر العلاقات. وأيضاً لديه شرعية السفر أكثر منهم جميعاً. فهو ليس في حاجة للبحث عن مبررات من أجل أن يوضح لماذا يقضي مئات الأيام خارج البلاد. لأين نسافر؟ في أفضل الأحوال إلى دول أفريقية لم تطئها قدم وزير خارجية إسرائيلي أبداً. وفي أسوء الأحوال – إلى فيينا ثم إلى فيينا ثم إلى فيينا. تسبب وزير الخارجية الحالي إلى تدهور وزارة الخارجية إلى الحضيض بشكل لم يحدث من قبل ذلك بسبب تكاسله ومواقفه السياسية، ولكن أيضاً وزراء أكثر صداقة للبيئة مثل “دافيد ليفي” و”سيلفان شالوم” لم يؤثروا بشكل حقيقي.

خصص “بفتالي بينيت” لنفسه أثناء الإنتخابات وضع المعلم. فقام بوعظ وسائل الإعلام بإتباع القواعد الأخلاقية وهاجم القضاء. هل يطلب حقيبة التعليم؟ فقط إن لم يكن هناك خيار. فبينيت لا يحلم أن يكون وزير العدل أو الإعلام. ماذا، هل صدقتم حقاً خطاباته؟ في مئات المرات التي أجرى فيها لقاءات أثناء الحملة الإنتخابية، لم يكلف نفسه ولو لمرة واحدة أن يقول للجمهور أن رئيس الوزراء وعده بحقيبة الدفاع، مثلما يقول اليوم وبالتأكيد لم يرمز إلى أن طلبه النهائي سيكون حقيبة الخارجية. تبرير متحدثي “البيت اليهودي” للطلب هو مثير للغاية. لا يمكن أن يحصل حزب أصغر منا (إسرائيل بتينا)، على حقيبة أهم منا. سيتولى منصب في الوزارة الهامة التي سيشغلها زعيم الصهيونية الدينية – على ما يبدو-  ليست مهمتها القيم والحاجات العامة التي يعرضها بل أنه يتبع المنصب والغرور الخاص به.

لا يوحد أي مذاق لمهاجمة زعيم حزب “إسرائيل بتينا”. حتى أن جمهوره قد استوعب مستوى صهيونية ليبرمان وفهم أن معاناة مهاجري عصبة الأمم سابقاً تثير إهتمامه أقل من جولته القادمة لتذوق النبيذ. أنا أكتب “حتى جمهوره” لأنه على مدى سنوات استغل ليبرمان ضعف الإعلام باللغة الروسية من أجل السيطرة عليه وتوصيل رسائل متحيزة لهذا الجمهور.

تحدثت في عام 2009 مع أعضاء كبار في حزب الليكود والذي سمعوا من رئيس الوزراء المنتخب ماذا سيكون دورهم. عندما خرج “موشيه كحلون” قال أن نتنياهو أقترح عليه نصف حقيبة الإعلام. وسيتم تقسيم الحقيبة بين وزير الإعلام ووزير الإتصالات أو شئ من هذا القبيل. نصف له ونصف لـ”يولي أدلشتاين”. وقال كحلون “قلت لبيبي”، “أنت لا تريد، إذاً لا تعطيني حقيبة، ولكن بدون هذا الإذلال”. حقيبة الإعلام لم تنقسم ولكنني مقتنع جداً أن في وزارة الخارجية سيكون هذا مجدياً بقدر كافي. كان لدينا اثنين مدربين للمنتخب ولا يوجد سبب ألا يتقاسم ليبرمان وبينيت هذا المنصب الخاوي من وجود وزير الخارجية.