بقلم: نوعام أمير

ألقى وزير الدفاع الإسرائيلي “موشيه يعالون” خطاباً في حفل أقيم لموظفي وزارة الدفاع وذلك بمناسبة يوم الاستقلال، حيث أشار إلى الأنباء التي تناقلتها مصادر أجنبية والتي أفادت بأن إسرائيل قد أغارت واستهدفت ترسانة صواريخ بعيدة المدى وأسلحة استراتيجية في سوريا. لم يتطرق “يعالون” بشكل مباشر إلى الهجوم المنسوب إلى الجيش الإسرائيلي لكنه قال: “لن نسمح بنقل أسلحة نوعية إلى تنظيمات إرهابية، وعلى رأسها حزب الله، وسنتمكن من الوصول إليها وإلى أذرعها في أي وقت وفي أي مكان”.

كما أوضح وزير الدفاع أن دولة إسرائيل تواجه تحديات عدة، وأبرز هذه التحديات هي مواجهة إيران. في الأشهر الأخيرة سعى أخطبوط الإرهاب من طهران لمد حماس وباقي التنظيمات الإرهابية في قطاع غزة بالأسلحة، ومساعدتها في إعادة تشييد قوتها العسكرية. لسنا ضد سكان القطاع الراغبين في العيش وكسب الرزق في شيء، لكننا لن نسمح بمحاولات تهريب براً أو بحراً ولن نصبر على إطلاق النار تجاه إسرائيل”.

كما أضاف الوزير: “إيران تواصل السعي لتسليح حزب الله، حتى في تلك الأيام، وتتطلع إلى تزويد التنظيم الإرهابي اللبناني بأسلحة متطورة وبالغة الدقة. يسعى رجال الحرس الثوري وحزب الله إلى القيام بذلك بأي شكل من الأشكال وبأى وسيلة، وهم على دراية تامة بالخطوط الحمراء التي وضعتها دولة إسرائيل، والتي غير مستعدة للتهاون فيها؛ لن نسمح لإيران ولحزب الله ببناء قواعد وخلايا إرهابية على حدودنا مع سوريا، وستطال يدنا كل من يهدد أمن مواطني إسرائيل، على طول الحدود بل وأبعد منها”.

كما استكمل حديثه قائلاً: “إن إيران هي المصدر الخلاّق الأخطر للإضطرابات في الشرق الأوسط. “إن عمليتها الأخيرة في اليمن، ضد النظام الموالي للغرب، تثبت أن نظام الحكم الإرهابي في طهران يستمر في تضليل العالم”، كما حذّر من التوقيع على الإتفاق الذي تبلوره الدول العظمى الست مع الجمهورية الإسلامية قائلاً: “إن الغرب يكاد يوقع على اتفاقية سيئة وخطيرة، من شأنها ان تنعش النظام الإيراني وتمنحه الشرعية الدولية. فبدلاً من أن يستمر في تضييق الخناق على إيران حتى تنصرف عن برنامجها النووي، نجد الغرب يمكنّها من العودة، والدخول من أوسع الأبواب، إلى أحضان الأمم أجمعين؛ لتصبح دولة شبه نووية وتواصل نشر الإرهاب في كل أرجاء العالم، بما فيه دول العالم الحر، حيث الدعاوي العلنية لمحو إسرائيل من على الخريطة”.

كما ألمح وزير الدفاع في حديثه إلى تنظيم الدولة الإسلامية “داعش”، وأذرعه في المنطقة بقوله: “لم يقل حجم التهديدات، ولكن تغيرت طبيعتها. فالجيوش العربية، التي تمزقت أو المنشغلة بالصمود فى الداخل، يحل محلها عدد كبير من التنظيمات الإرهابية، التي تنشغل في الوقت الراهن بنفسها وبالآخرين، ولكن باختصار، هذه التنظيمات من شأنها أن توجه سلاحها تجاهنا”.

وبعد ذلك، توجه وزير الدفاع إلى وزير المالية المستقبلى قائلاً له: “في الأشهر الأخيرة عاد الجيش الإسرائيلي، بقيادة رئيس هيئة الأركان العامة، الجنرال “جادي أيزنكوت”، لينفذ عمليات تدريبية على أوسع نطاق”. كما ذكر “يعالون” قائلاً: “وفي العامين الماضيين، نتيجة لقيود الميزانية، اضطررنا إلى تقليص عدد التدريبات، الأمر الذي أضعف كفاءة الجيش وألحق به ضرراً. لقد كان هذا التضرر واسعاً وليس هيّنا. هذا العام، بفضل قرار رئيس الوزراء، تلقت المنظومة الأمنية ميزانية مناسبة تمكننا من اعادة الوضع إلى ما كان عليه. في تلك الأيام تتدرب كتائب ولواءات وفرق على أكمل وجه، وستستمر في التدريب أيضاً خلال هذا العام.

كما أكد “يعالون” قائلاً: “قدرتنا على تدريب الجيش الإسرائيلي على أية مواجهة محتملة هي أمر حرج، ولا يجب أن يمس بضرر”، مضيفاً أنه “يأمل بأن يبدأ مع تشكيل الحكومة الجديدة حوار لائق وعملي بين وزارة الدفاع ووزارة المالية. حوار لا يتخلله تطاول على خادمي الجيش الإسرائيلي والمنظومة الأمنية. حوار لا يجعل من ضباط وصف الضباط الأوفياء، الذين يكرسون حياتهم لأمن الدولة، وأغلبيتهم الساحقة متوسطي الدخل، إلى “مبتزين وناهبين للأموال العامة”. حوار يمكّن منظومة الأمن والجيش الإسرائيلي من بناء خطة لعدة سنوات، تتيح لنا أن ندير وأن نُدار ببعد نظر؛ يشمل استثمار مناسب في التزود بالآت والأسلحة الأكثر تقدماً، وفي تنفيذ المشاريع المستقبلية”.

وقد سعى وزير الدفاع إلى التأكيد على أنه “بالرغم من الخلافات مع الولايات المتحدة في عدة قضايا جوهرية، فإننا نرى فيها صديقتنا الكبرى، وحليفة وسند استراتيجي، ونثّمن المعونة الكبرى التي تمنحنا إياها. ونكّن للعلاقات مع الولايات المتحدة ومساهمتها في أمن دولة إسرائيل، أعظم تقدير. باسم الحكومة الإسرائيلية والشعب في إسرائيل أشكر الرئيس الأمريكي “باراك أوباما” والإدارة الأمريكية، والكونجرس الأمريكي على دعمهم منقطع النظير لأمن دولة إسرائيل. من مثلي، بصفتي وزير دفاع يعرف عمق العلاقات وقيمتها أيضاً في هذه الأيام، سيعرف كيف يقدّر ذلك”.