يوني بن مناحم
في ديمسبر عام 2013 أُختطف مواطنين سويديين في سوريا عن طريق تنظيم “جبهة النصرة” الموالى لتنظيم القاعدة. وهما “توماس ألسون” البالغ من العمر 50 عاماً و”مارتين رين” البالغ من العمر 30 عاماً التابعين للكنيسة التي تدعم فكرة التعايش بين أبناء جميع الأديان.
حاولت السويد الحصول على معلومات بشأن مصير مواطنيها، ولكن دون جدوى.
نشرت الصحيفة الفلسطينية “الأيام” في 27 أبريل قصة تحرير الإثنين من الإختطاف والذي تم حسب ما ورد فيها بمساعدة المخابرات العامة الفلسطينية بأمر من رئيس السلطة الفلسطينية “محمود عباس”.
وحسب جريدة “الأيام” زار رئيس السلطة الفلسطينية “محمود عباس” ستوكهولم في 15 فبراير 2015 ليشكر ملكة السويد على اعتراف السويد بالدولة الفلسطينية، طلب السويديين خلال الزيارة مساعدة السلطة الفلسطينية في الوصول إلى معلومات حول مصير المختطفين الإثنين.
أوكل “محمود عباس” لجهاز المخابرات العامة الفلسطيني هذه المهمة. فسافر وفد من رجال المخابرات الفلسطينيين إلى السويد من أجل لقاء ممثلي المخابرات السويدية، وبعد ذلك توجه رجال المخابرات إلى سوريا، مروراً بالأردن، حيث تقابلوا هناك مع الخاطفين ونجحوا في العودة ومعهم لقطات فيديو للإثنين المختطفين إلي السويد وكان هذا الإثبات الأول على أن الإثنين على قيد الحياة.
سافر رجال المخابرات الفلسطينية مرة ثانية إلى سوريا خلال الأسبوع الماضي ونجحوا في إقناع الخاطفين بتحرير الإثنين المختطفين بدون دفع فدية.
تم تحرير الإثنين المخطوفين يوم الخميس الماضي بالقرب من الحدود السورية الأردنية، وتم نقلهم إلى عمان من هناك سافروا جواً إلي السويد أصحاء معافين. وساعدت المخابرات الأردنية المخابرات الفلسطينية في مجهودات إطلاق سراحهم.
أعلنت وزارة الخارجية السويدية رسمياً في نهاية الأسبوع الماضي عن إطلاق سراح الإثنين المخطوفين، وشكرت “مرجو ولستريم” وزيرة الخارجية السويدية، السلطة الفلسطينية والأردن على مجهوداتهما لتحرير الإثنين المختطفين وأعربت عن شكرها الخاص لرئيس السلطة الفلسطينية “محمود عباس”.
كما أكدت “هالة حسني فريز” السفيرة الفلسطينية لدى السويد أن الإثنين المخطوفين كانوا في يد تنظيم “جبهة النصرة”.
وحسب صحيفة “الأيام” أطلق المختطفين سراح الإثنين المخطوفين “من أجل فلسطين” بعد أن أوضح رجال المخابرات لهم ان السلطة الفلسطينية تعاني من أزمة مالية.
هذا الحديث لا يدعمه أي مصدر آخر.
كانت عملية إطلاق السراح كالتالي، حسب الصحيفة، بادرة السلطة الفلسطينية الطيبة حيال السويد بسبب دعمها للقضية الفلسطينية.
هذه الحادثة تؤكد على قدرة جهاز المخابرات الفلسطيني في الوصول إلى معلومات من داخل التنظيمات الإرهابية في سوريا وأيضاً زيارة تنظيم “جبهة النصرة” في سوريا شخصياً وبلا خوف، من أجل إجراء تفاوض معه.
لاشك أنه من دون العلاقة الوثيقة للمخابرات العامة الفلسطينية مع تنظيم “جبهة النصرة” لما أُطلق سراح الإثنين المخطوفين.
والرابح الأساسي من هذه الحادثة هو “محمود عباس” الذي عزز موقفه في وسط الشعب والقيادة السويدية.