إيلي حزان
في إطار حملة نزع الشرعية التي تمر بها إسرائيل في العالم حُفظ مكان مميز للجيش الإسرائيلي. ويوصف أحياناً توأماً “للفورماخت” في الحرب العلمية الثانية، بعد كل شئ الترجمة الألمانية لهذا الإسم تصبح “جيش الدفاع”، وهو ما يشابه إختصار الجيش الإسرائيلي (تساهل أى جيش الدفاع الإسرائيلى)، وبأسلوب محكم يحاول منتقدي إسرائيل المساواة بين أفعال الوحوش التي خدمت ألمانيا النازية، بينما تغتصب أوروبا، وبين جنود الجيش الإسرائيلي الذي يعملون من أجل ضمان أمن إسرائيل، بينما السمة التي تقود الشعب هنا هي البحث عن السلام وتأمين الحياة. تلك المقارنات ليست فقط زائفة بل شائنة بما فيه الكفاية. فالحقيقة هي ان العكس هو الصحيح. خصوصاً في تلك الأيام.
الأخبار عن الكارثة في نيبال بعد حدوثها بوقت قصير تقول أن هناك حوالي 2.500 قتيل وهناك خوف من إرتفاع أعداد الضحايا بشكل كبير. وفضلاً عن مواجهة هذه الكارثة الإنسانية المحزنة، ستضطر نيبال إلى مواجهة عائق إعادة الإعمار. وكما هو الحال في حالات مأساوية قديمة في العالم كانت هناك فرق إنقاذ الإسرائيلية في الطريق إلى هناك، بينما الفرقة الأولى هي قوة إنقاذ تابعة للجيش الإسرائيلي بالتعاون مع وزارة الخارجية والتي تتضمن خبراء الإنقاذ والأطباء. فالجيش الذي وُصف بصورة ساخرة كـ”جيش من الجنود المتوحشين” يستعد لإرسال وفد آخر يشمل حوالي 250 جندي وقائد، ومن بينهم طاقم إنتشال وإنقاذ وقوة تأمين وفريق طبي مجهز لإجراء عمليات جراحية ميدانية.
يهتم الجيش الإسرائيلي لأكثر من 62 عام بإنقاذ الأرواح في العالم. ومع التطور التكنولوجي يعزز من قدرته في هذا المجال، ولطالما أنقذ أرواح أشخاص في تركيا واليونان والفلبين وهايتي وفي دول أفريقية وفي أماكن أخرى في أنحاء العالم. ولم يكن باطلاً أن نقول أنه بمرور الزمن كان هناك وبشكل مباشر دور خصصه رئيس الوزراء الأول “دافيد بن جوريون” للجيش كجيش للدفاع بل جيش له أدوار إجتماعية وتعليمية وهو شريك رئيسى في عملية بناء الأمة. الواقع يثبت أنه في كل يوم هناك عمل يقوم به الجيش للإنقاذ والذي يؤكد بشكل حقيقي تعبير أصله في سفر إشعيا – “نور للأغيار”.
ولكى لاتكون هناك أخطاء. هناك خيار أكثر واقعية أنه بعد ان ينهي الجيش الإسرائيلي عملية الإنقاذ سيسئ كارهي إسرائيل إلى سمعته. فرى الدم* هذه ليست غريبة علينا. والإفتراءات التى تطلق ضد إسرائيل بشكل منتظم، تتضمن إتهامات تذكر ببروتوكولات حكماء صهيون. على سبيل المثال بعد الأعمال الخيرية التي قامت بها بعد الكارثة في هايتي، إتهمت عضوة البرلمان السابقة البارونة “جنيفر تونج” من الحزب الليبرالي الديمقراطي، قائلة بأن “جنود الجيش الإسرائيلي سرقوا أعضاء من الناجيين”. فقام الحزب بتنحيتها. وفي نفس الفترة نُشر مقطع فيديو يحوي إتهامات مشابهة على شبكة مواطن أمريكي ناشط من أجل السود. وفي إسرائيل كانوا يقاتلون لدحض هذه الإتهامات ولكن قد سبق السيف العزل، على الرغم من أنها إتهامات زائفة.
سيبدأ المنقذين حين وصولهم إلى نيبال بتنفيذ الأمر الأول الذي أعطاه رئيس الوزراء للجيش الإسرائيلي وهو أن يحاولوا إنقاذ أرواح الإسرائيليين المتواجدين في المنطقة وأرواح السكان المحليين أيضاً. وهذه المهمة كاملة من الناحية الأخلاقية.