أمير أورن

أحد مهمات العميد “ميكي لوريا” قائد اللواء التكنولوجي فى القوات البرية، هي التخطيط لنقل المنشآت العسكرية من قاعدة تل هشومير إلى “معسكر داني” في الرمله، وهو مقر قيادة الجبهة الداخلية. وسمى المعسكر بذلك تخليداً لذكرى “داني ماس” قائد اللواء التكنولوجي فى القوات البرية الذي قُتل مع مقاتليه في طريقهم إلي جوش عتسيون. ولعدة أيام سرقت ذكراه لصالح “رحبعام زئيفى” الذي يتهجم على النساء وصديق القتلة.

حتى بداية العقد القادم من المفترض نقل وحدات التدريب ومقرات القيادة والإمدادات والتي تحوي قاعدة الإستقبال والتوزيع من تل هاشومير إلى الرملة. ومن المفترض إزالة “غاندي*” في هذه الفرصة الإحتفالية من الوحدة ومعه كل شئ تتنصل منه القيادة العليا الحالية.

المجهود الأساسي الحالي للواء التكنولوجي فى القوات البرية هو تحسين قدرة القوات البرية في مواجهة أعدائها بسرعة وقوة بأقل عدد من المصابين، عن طرسق المركبات غير المأهولة على سبيل المثال. تعمل الأسلحة الجوبة المتقدمة في العالم بشكل اعتيادى على تشغيل طائرات غير مأهولة، ولكن في القوات البرية حياة الجنود معرضة للخطر، قبل توافر معيار لتشغيل أعداد كبيرة من الروبوتات (تشمل “روبوتات الأنفاق” التي تقاتل تحت الأرض) ووسائل أخرى غير مأهولة. هذا مجال رائع ومعقد، فيه تتلاقى الفلسفة مع التكنولوجيا، والحظر والتصريح بإطلاق النار. والمرحلة الوسطى في هذه العملية المتقدمة في الأعمال الهندسية وعمليات النقل، مثل تفكيك الألغام وحمل المؤن والتسليح والتزود من المقاتلين وإليهم.

وجهة النظرة العامة التي تميز الجيل الجديد في هيئة الأركان هي تقريباً عكس وجهة النظرة القديمة المتعارف عليها مع ضباط مقاتلين أمثال “موشيه دايان” و”أريئيل شارون”. على مسافة دقيقتين من مكتب العميد لوريا نجد أرشيف الجيش الإسرائيلي، هناك ينتظرون النائب العام “شاي نيتسان” الخائف من مواجهة عائلة شارون وإرسال الشرطة لمصادرة تلك الوثائق السرية الموجودة في حيازتهم بالمخالفة للقانون، نُشر مؤخراً أمر عملية غزة في نهاية فبراير 1955، “السهم الأسود”: قائد كتيبة طموح واصل -سواء بموافقة قبلية أو بعدية من رئيس الأركان الذى أدى إلى الحرب- سعي وراء القتال والذي كان السعي إليه تحت مظلة العلاقة السياسية. وفي الأصل كانت الخطة ضرب المبانى “إختراق المعسكر العسكري المصري، وتفجير وتدمير منشآته والإضرار بالجنود الأعداء فقط إذا عرقلوا تنفيذ المهمة”. ولكن “وبناء على إقتراح الكتيبة تم توسيع المهمة”، وكانت النتيجة – 37 قتيل في الجيش المصري، وثمانية من المظليين. يهز كلب قيادة الأركان العامة ذيله التكتيكي الذي يعض القيادة السياسية. هكذا شارون كقائد كتيبة وقائد لواء منذ 60 عاماً، في غزة وقلقيلية وميتلا وكذلك وزير الدفاع شارون بعد ربع قرن في لبنان، هو وحاشيته.

الجيش الإسرائيلي في السنوات الأخيرة وبالتأكيد منذ حرب لبنان 2006 انتقل إلى القطب المعاكس. فبدلاً من “أكبر قدر ممكن”، “أقل قدر ممكن” كان هناك، قتل أقل وغطرسة أقل وفوضى أقل، وهذا يضمن شموخ التصعيد. فقد عرفوا أنه من الأفضل ألا نسيطر على الكثير، والباقي سيُحكى في تاريخ الحرب التي لم تكن مع إيران. القتال أيضاً لا يضمن التقدم؛ سارع قائد قيادة المنطقة الجنوبية في عملية “الجرف الصامد” وضباط شعبة العمليات والمخابرات والمدفعية خاصته لكشف أنه قد تم تفضيل آخرين عليهم.

وهناك مثال جيد على ذلك فى أحداث نهاية الأسبوع الماضي، في الجنوب والشمال. حول القذيفة التي أُطلقت من بيت حانون كان الرد عليها بسيط ورمزي فلم يكن تفجير ولا قصف بل إطلاق نار من دبابة نحو نقطة مراقبة وكما هو معروف كانت فارغة. وفي سوريا هناك من هاجم الصورايخ التي خُصصت لحزب الله وبدون أن يضيف للتنفيذ السعي وراء المجد والإعلام. والمصيبة هي أنه للمرة الثانية لا يوجد تنسيق بين العنصر التكتيكي والإستراتيجي. هذه المرة الجنود يلتزمون ضبط النفس ولكن السياسيين يتورعون عن إستنفاذ حرية المناورة خاصتهم.

* عريضة غاندى عريضة فى قاعدة للجيش الإسرائيلى وقع عليها كبار قادة الجيش الإسرائيلى فى الماضى والحاضر ومنهم إسحق رابين وحاييم بر ليف وموتيه جور.