28-4-2015

موشيه إرنس

“أهلاً وسهلاً بك ايمن عودة”

كعضو سابق في الكنيست، أسمح لنفسي بتهنئة “أيمن عودة”، رئيس حزب ” الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة” والقائمة المشتركة، بانضمامه للكنيست. أتمنى ألا ياخذ أحد كلامي على محمل الغرور، لكن في رأيي الشكل الذي بدأ به منصبه يبشر بالخيرات.

لقد قرأت باهتمام كبير، الحوار الذي أجرته “عفاره إيدلمان” مع “عودة” (في صحيفة هآرتس بتاريخ 24 ابريل)، وسررت عندما علمت بأنه وأعضاء حزبه لم يتركوا القاعة وقت عزف نشيد الأمل القومي (هاتيكفاه). أفترض أنني ومثلي كثيرين، لم يجدوا استحسانا فيما قام به كل أعضاء القائمة المشتركة عند خروجهم من القاعة بصورة استعراضية، لكن يتضح أن “عودة” قد أدرك أن بتصرفهم هذا يعني إظهار صارخ بإزدراء دولة إسرائيل، وهذا لا يليق بأعضاء كنيست جدد أن يبدأوا مناصبهم بهذه الصورة المخزية للغاية.

يعبر نشيدنا الوطني عن حنين الشعب اليهودي لوطنه القديم، ويمكن أن نتفهم أن جزء من المواطنين العرب في إسرائيل يجدون صعوبة في التضامن مع كلماته. إنهم يعيشون في ظل مجتمع جيد. هناك العديد من المواطنين في دول عدة في العالم لا يجدون أنفسهم متضامنين مع أية كلمة في النشيد الوطني لبلادهم، ومع ذلك لا يكترثون بالعزوف بشكل صارخ إبان العزف. فالنشيد البريطاني: (فليحفظ الله الملكة)، أو النشيد الفرنسي، أو النشيد الألماني، في النهاية هي مجرد شعارات.

يدرك جميع الإسرائيليين اليهود أن المواطنين العرب يفضلون العيش في الدولة كأغلبية وليس كأقلية. ومع ذلك، يحتمل أن يكون هناك فلسطينيون يفضلون العيش في إسرائيل ذات الأغلبية اليهودية على العيش في دول يكون فيها العرب هم الأغلبية، مثل “عودة”، فهم يجتهدون في معرفة لماذا قامت الدولة الإسرائيلية على ضوء المحرقة بالأخص، الدولة التي تهدف أن تكون ملاذا لليهود الذين هم في حاجة للحماية. هذه ليست عنصرية بل نتيجة للمصير المأساوي لليهود منذ أن طُرِدوا من وطنهم القديم. يستطيع المواطنون العرب أن يتفهموا هذه الدوافع. صحيح أنهم هم أنفسهم المتطلعون إلى هلاك إسرائيل والمؤيدون لأعدائها، والذين لا يحسبون على الشعب الإسرائيلي. ولبالغ الأسف، يبدو أن بعض أعضاء القائمة المشتركة ينتمون لهذه الفئة الأخيرة. لذلك أتوقع من عضو الكنيست “عودة” جهد شديد.

يمكننا أن نفهم محاولة “عودة” في التهرب من الإجابة، عندما سُئِلَ إذا كان موافقاً على تصريح رئيس الطاقم الإعلامي للجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة، والذي كان مفاده أن تنظيم داعش مستوحى من الصهيونية”. ولكن، يصعب تبرير رد “عودة”، ومفاده “أن الحركة الصهيونية نفذت عمليات إرهابية في 1948”. هو يعلم جيداً، أن في 1948 تعرضت إسرائيل للهجوم من قِبل الجيوش العربية، وبذلك كانت المستوطنة اليهودية الصغيرة واقعة تحت تهديد مصيري. فكانت حرب الاستقلال حرب حياة أو موت. وفي حالة الهزيمة، كان مصيرها ومصير المستوطنة اليهودية كمصير مستوطني الحي اليهودي في القدس وكذلك مصير مستوطني جوش عتسيون.

وعندما يقول “عودة” إن هناك عدة قوانين تقف ورائها حكومة “نتنياهو”، هي قوانين عنصرية، مثله كمثل أولئك المواطنين اليهود اليساريين، تصريح لا ينم الا عن سوء فهم يبعث على الاشمئزاز، وعلى الرغم من ذلك، يعلم تماماً ما معنى مصطلح العنصرية.

العنصرية هي نظرية علمية زائفة، تدّعي أن هناك مجموعة من الأعراق او الإثنيات أقل مرتبة من الناحية البيولوجية. هذه النظرية هي التي أتت في وقت من الأوقات بأفران الغاز. ربما في الآونة الأخيرة لم تجد بعض القوانين التي مُررت في الكنيست استحساناً عندك، لكنها ليست بعنصرية.

على عكس بعض أعضاء الكنيست العرب، “عودة” يؤمن باندماج المواطنين العرب داخل النسيج الاجتماعي لإسرائيل. إنه هدف يستحق التقدير، سيحتاج الكنيست أن يوليه أولوية كبرى. ويجب احتضان مشروعه الذي يسعى إلى تعليم كافة أبناء إسرائيل اللغة العربية من الصف الأول في المدرسة. وفي الواقع هي أداة لتحويل اللغة العربية إلى لغة رسمية في إسرائيل وليس فقط من الناحية النظرية. فأهلاً وسهلاُ بك يا ايمن عودة.