موقع الجيش الإسرائيلي
بقلم يفتاح كرميلي وهيئة تحرير الموقع
بعد أن قام الجيش الإسرائيلي في حرب يوم الغفران بتطوير دباباته ومدفعيته، هو الآن بصدد عدو جديد خادع على الجبهة الشمالية على حدود هضبة الجولان يضم بين صفوفه منظمات إرهابية وتشكيلات عصابية، سنعرض هنا للرد الإسرائيلي على التهديد السوري الجديد: سنتفقد هنا فرقة “الباشان” التي اتسع نطاقها سريعاً بعد تأسيسها في يناير الماضي.
يقول العقيد “نير بن دافيد” خلال مقابلة أجريت معه مؤخراً “إن التهديد اليومي من ناحيتنا يتمثل في إطلاق الصواريخ وزرع الشحنات المتفجرة ” ويضيف نير ” بحلول سبتمبر الماضي عانينا هنا من زيادة وقائع زرع المتفجرات المضادة والتي يقوم بها حزب الله وعناصر من لبنان وطهران”، فقط بالأمس تأكدت أقوال العقيد بن دافيد حيث تم إحباط محاولة حاول فيها أربعة أفراد زرع عبوات ناسفة على الجدار الحدودي بين سوريا وإسرائيل.
إن مثل هذا الحادث لم يعد مستغرباً بالنسبة لقادة الفرقة، والتي تحولت في مطلع هذا العام إلي فرقة واسعة النطاق تستهدف ردع التهديد الحدودي مع سوريا، وعلى الرغم من أن القتال الدائر في الدولة العدو يرتكز في الأساس بين الجيش وقوات المتمردين، إلا أن أعين الجيش الإسرائيلي تراقب بحذر ما يجري على الحدود.
ويصف نائب قائد الفرقة الحال في سوريا كما يستطيع أن يراه من خلال نظارته المعظمة قائلاً ” تحولت القرى في سوريا إلي خراب تام فلا ماء أو كهرباء لا توجد مدارس أو بنوك، لقد تحول المواطن السوري بدلاً من أن يكون مدرساً أو فلاحاً إلي من يمارس فن البقاء مشغولاً بكيفية الإستيقاظ غداً وإيجاد لقمة العيش، هذه اللقمة التي يحصلون عليها نتيجة المشاركة في أعمال القتال من خلال تنظيمات المتمردين” .
إن تأثير القوى الداخلية في سوريا له أثر بالغ على الحدود مع إسرائيل، ووفقاً لتصريحات العقيد بن دافيد فإن ” إطلاق الصواريخ قد تقلص نسبياً في الأشهر الأخيرة وذلك لأن معظم الأعمال القتالية بين جيش الأسد والمتمردين قد انتقلت إلي الداخل السوري وأصبحت رؤية صواريخ شاردة إلي الداخل الإسرائيلي أمر نادر الحدوث، إن أعدائنا على جميع الجبهات الآن في الشمال وفي غزة يفضلون إطلاق الصواريخ وذلك لأنها لا تستلزم احتكاكاً عن قرب والذي تُصبح فيه الأمور لصالحنا “الجيش الإسرائيلي”.
ويوضح العقيد بن دافيد ” إن الفارق الرئيس بين القطاعات هو كمية الوسائل القتالية الكبيرة التي أصبحت بحوزة المنظمات في سوريا وبُعد الأهداف التي قد تصل إليها” ويضيف ” إن ردنا يكمن في المعلومات المخابراتية – وأن نعرف بوضوح من أين أُطلق الصاروخ بالضبط، وأن ندمر كل موقع من شأنه أن يمثل تهديداً بشكل دقيق وسريع، فبمجرد أن نمارس تأثيرنا على مصادر إطلاق النار فنحن نسلب العدو لدغة -تهديد-القصف العشوائي الذي يقوم به”.
واحدة من أبرز الأسماء بين التنظيمات العاملة في سوريا هي جبهة النصرة وهي منظمة جهادية سنية جاءت نتيجة أعمال القتال المندلعة في سوريا منذ ثلاث سنوات وتتطلع إلي إسقاط نظام الأسد وإقامة دولة إسلامية وعن ذلك يقول العقيد بن دافيد ” إننا ننظر بعين الاعتبار إلي قوة جبهة النصرة وقدرتها على احتلال المواقع العسكرية السورية وإخضاع كتائب الجيش السوري “.
ففي الفترة التي أُسست فيها الفرقة 210 الأصلية المدرعة قبيل حرب يوم كيبور (حرب السادس من أكتوبر 1973) واجه الجيش الإسرائيلي وقاتل جيوشاً نظامية متمثلة في دبابات وكتائب من سلاح المشاة وفي بعض الأحيان واجه القوات الجوية. واليوم لم يتبقى سوي بعض من أفراد الاحتياط الذين يتذكرون معارك الدبابات أو المعارك الجوية، إن العدو الحالي ينتمي إلي التنظيمات العصابية، والذي يحاول أن يضرب من بعيد مستهدفاً الداخل “المؤخرة” أكثر من استهدافه للجيش الإسرائيلي، ويطلق على هذا النوع من الحروب الحرب غير المتكافئة.
ويوضح بن دافيد قائلاً” إننا نحاول أن نتكيف مع العدو الذي نتوقع قدومه، ففي الماضي تمركزت هنا فرقة مدرعة كانت تهدف لاحتلال هضبة الجولان اليوم هذه الفرقة قد انقسمت نتيجة القتال السوري الدائر، بينما لا نرى سوى تنظيمات إرهابية وهذا هو ما نستعد من أجله”.
إن فرقة الباشان الجديدة هي الأولى من نوعها التي تؤسس في الجيش الإسرائيلي خلال الـ 20 عاماً الماضية وهي الفرقة الأولى التي تخصص من أجل هذا الغرض أو العدو الجديد غير القياسي، ومنذ إنشائها قامت بالعديد من المناورات، فالفرقة المخصصة للحرب ضد الإرهاب والعصابات هي من أقوى الفرق على الإطلاق في القدرة على جمع المعلومات والقدرة النيرانية الدقيقة وقدرات التدريب والمناورة.
إن المرونة هي الأداة التي تساعدنا كثيراً في تمييز العدو قبل أن يصل إلينا وأن نعمل بصورة فعالة عندما يصل بالفعل.
وجنباً إلي جنب مع تعاظم القوة العسكرية في هذا القطاع خلال العام الماضي عملت الفرقة على تطوير منظومة الدفاع المدني في مستوطنات هضبة الجولان.
حيث يجرى الحديث هنا عن منظومات إنذار مبكر وتحصين، وصافرات إنذار إضافية وتنظيم فصول تدريبية وإعداد المنسقين العسكريين في المستوطنات وذلك كجزء من الدروس المستفادة من عملية الجرف الصامد، حيث تقرر إبعاد مناطق اجتماعات الفرقة إلى ما وراء خط سقوط قذائف الهاون حتى يتم منع حالات السقوط في المناطق ذات الكثافة السكانية.
ويختم العقيد بن دافيد كلامه قائلاً ” إن الفرقة تمثل بالفعل حماية فعلية لهذه المنطقة لأنها تعمل بالكامل في حماية الحدود والتنسيق بين الأمن الحربي والأمن المدني، أود أن اشير إلى أن عدد المتنزهين في هضبة الجولان قد تضاعف خمس مرات خلال العقد الأخير هذا بالإضافة إلى 40 ألف نسمة يعيشون في هذه المنطقة”.
[1] * اسم عبري معناه “أرض مستوية أو ممهدة”. وسميت باشان علي اسم جبل في تلك المنطقة وهو اليوم جبل العرب أو جبل الدروز في جنوب سوريا.”المترجم”