أوري نوي

تحول الجيش الإسرائيلي في خضم حرب الإستقلال في ربيع عام 1948 وبشكل سريع من حالة النقص في الوسائل القتالية إلى حالة أصبح متوفر للجيش الإسرائيلي الوسائل المادية اللازمة لتحقيق النصر. وهذه الحالة مستمرة حتى الآن. وكانت للجيش الإسرائيلي القدرة البشرية والعملياتية-القيادية لكى ينتصر، وهو ما ثبت بالفعل منذ، وحتى نهاية حرب الإستقلال في كل القطاعات وأيضاً جواً وبحراً. وتبرز هذه القدرة خصوصاً في التطويق الكبير من النقب وحتى شاطئ سيناء الذى قامت فيه قوات الجيش الإسرائيلي بقيادة “يجئال ألون” بتطويق الجيش المصري وقطاع غزة، وعزلوهم تماماً. وكان هذا إنجاز يشابه الحرب الخاطفة الألمانية أمام فرنسا في 1940، والتي فيها “فصلت” دبابات “جودريان” جيشا فرنسا وبريطانيا على طول الجبهة الشرقية وحتى ساحل الأطلنطي وعزلوهم تماماً عن قوات المؤخرة.

ماذا يمنع إسرائيل من أن تثبت قدرتها العسكرية المؤكدة مرة بعد أخرى في القتال، عن طريق تحقيق الإنجازات القومية والسياسية والإقليمية بعيدة المدى، وكذا تحقيق السلام عن طريق الإنتصار، هذا بسبب ضعف قيادتنا التى لازالت عالقة في عقلية السبي، بداية من “دافيد بن جوريون” الذي أمر يجئال ألون بالإنسحاب والعودة إلى “الحدود الدولية” وهكذا أضاع هذا الإنجاز (وكذلك بقينا عالقين مع قطاع غزة منذ ذلك الحين حتى اليوم)، وحتى “موشيه يعلون” و”بنيامين نتنياهو” الآن يشعرون أنهم يحتاجون إلى “إعادة شحن بطاريات الشرعية الدولية” من أجل تفعيل دور الجيش الإسرائيلي لحماية إسرائيل ومواطنيها.

يلقى هذا التحليل لحرب الإستقلال تعزيز في مقال الباحث العقيد (إحتياط) “يهودا فيجما” على موقع “ميدا” حيث كتب:

“… بداية من الهدنة الأولى في منتصف يونيو 1948 كان الجيش الإسرائيلي مجهز بأفضل الأسلحة الخفيفة، والكثير من الذخيرة. وإضافة إلى ذلك السلاح الذي يُنتج بأعداد متزايدة في الصناعة العسكرية المحلية. قبيل هجمات فصل الخريف… حقق الجيش الإسرائيلي سيطرة جوية كاملة.. وكان الجيش الإسرائيلي براً مجهز بقاذفات ومدفعية المدافع الخفيفة وبأفضل الأسلحة الخفيفة منها التسليح الشخصي المضاد للدبابات وذخيرة لا حد لها. وفي نهاية الأمر حقق حصار الجيش الإسرائيلي عكس ما أراده مبادريه…. أغرقت وحدات سلاح البحرية الإسرائيلي في إيطاليا! سفينة السلاح (التي كانت متوجهة إلى الجيش السوري)… وسفينة أخرى (تحمل سلاحاً إلى سوريا)… تم توقيفها في وسط البحر بواسطة سلاح البحرية الإسرائيلي وإغراقها بعد أن تم نقل السلاح إلى حيازة الجيش الإسرائيلي. وأيضاَ تم تدمير أربع طائرات كانت مخصصة لمصر، في مطار في إيطاليا”.

بمعنى أنه في حرب الإستقلال نحن نرى كل عناصر القوى العسكرية الإسرائيلية بما فيها “الذراع الطولى” السرية والبحرية والجوية وتحقيق “العقلية اليهودية” للقدرة العسكرية الرائعة جداً.

لدينا حتى الآن ثلاثة عناصر قوة أخرى:

* الحاجة الإسرائيلية الملحة لقدرة عسكرية نووية تحولت (وفقاً لمصادر أجنبية) لقدرة.

* القدرات المادية التكنولوجية لدينا تطورت من تصنيع السلاح الخفيف إلى الصفوف الأولى فى الصناعة العالمية. واليوم نحن قوة عظمى تكنولوجية في كل المجالات. وكل محاولة للتضييق علينا عن طريق المقاطعة الحقيقية تؤثر على العالم، ولذلك لن تكون هناك مقاطعة حقيقية ومستمرة لنا. ستتواصل الإدانات بطبيعة الحال. وماذا في ذلك.

* زاد تعدادنا منذ 1948 من 600 ألف حتى 6 مليون يهودي في إسرائيل، والتوزيع السكاني يتحسن في صالحنا باستمرار.

كل الإحتمالات متاحة أمام إسرائيل، ووضعها في تحسن مستمر. وكل ما نحتاجه لتحقيق الإحتمال هو الإرادة. فحين تكون إرادتنا القومية قوية بما فيه الكفاية سيبرز هذا في النهاية في إختيار قيادة تستطيع تحرير نفسها من قيود عقلية المنفى.