يوني بن مناحم

أجرى وزير الدفاع السوري في 28 أبريل “فهد بريج” زيارة مفاجأة لطهران حيث قابل نظيره الإيراني على خلفية التصعيد في القتال في سوريا وضعف نظام “بشار الأسد”.

أكد الإثنان في مؤتمر صحفي في طهران أن “سوريا وإيران و”محور المعارضة” لن يسمحوا للعدو بتحقيق أهدافه في المنطقة وأن إيران تدعم سوريا دون قيد أو شرط في علاقاتها الإستراتيجية معها”.

إيران قلقة حيال الوضع في سوريا، إتضح أن المساعدات العسكرية التي يحصل عليها نظام الأسد في الحرب ضد المتمردين غير كافية وأيضا أن القتال النشط لحزب الله بجانب الجيش السوري لا يوقف تقدم المتمردين تجاه دمشق ومدينة اللاذقية في الساحل السوري الشمالي.

أقام المتمردين تحالف لعدد من التنظيمات ومن بينها تنظيم “الدولة الإسلامية” تحت اسم “جيش الفتح” والذي نجح في تحقيق إنتصارات في ساحة القتال، فقد أحتلوا محافظة إدلب وبالفعل قاموا بفصل العاصمة دمشق عن مدينة حلب، وأيضاً سيطروا على مدينة جسر الشغور على محور مدينة إدلب مع اللاذقية وحدثت في نهاية الاسبوع معارك قوية في منطقة اللاذقية والتي تعتبر أحد نقاط القوة للنظام العلوي.

نجح المتمردين في جنوب سوريا أيضاً جنوب درعا في السيطرة على المعبر الجنوبى “نصيب” الذي يعتبر منطقة تجارة حرة بين الأردن وسوريا. وإذا إستمر تقدم المتمردين في إتجاه دمشق من الشرق والشمال لن تستطيع إيران أن تتجاهل الوضع وستضطر إلى التدخل بشكل فعلي، وعلى هذا الأساس يجب أن نرى زيارة وزير الدفاع السوري إلى طهران، حيث تصر إيران على عمل كل شئ من أجل إنقاذ نظام “بشار الأسد”.

وفقاً لمصادر مختلفة، نجحت قطر في إقناع ملك السعودية الجديد “سلمان بن عبد العزيز” بتجميد تحالفه مع مصر والإمارات العربية المتحدة ضد حركة “الإخوان المسلمين” وإقامة محور ثلاثي جديد “تركيا- السعودية- قطر” ويدعم بقوة تحالف المتمردين الإسلاميين ضد نظام “بشار الأسد”.

يستمر القتال في اليمن على الرغم من إعلان المملكة العربية السعوية منذ أكثر من أسبوع عن وقف الغارات الجوية. لا تنوى إيران التنازل، والمتمردين الحوثيين إستغلوا وقف الغارات الجوية من أجل محاولة التقدم في القتال، في نهاية الأسبوع كانت هناك حوادث على الحدود اليمنية السعودية. وأعلنت السعودية أن المتمردين الحوثيين هاجموا عبر الحدود اليمنية وأن الجيش السعودي قتل العشرات من مقاتليهم.

زيادة العمليات البحرية والجوية الإيرانية

التوترات مع إيران موجودة بحراً وجواً. أعلن وزير الخارجية الإيراني “جواد ظريف” بعد أن أعلنت السعودية عن وقف الغارات الجوية في اليمن، أن هناك إستراتيجية إيرانية بحرية جديدة أسمها “إستراتيجية الخليج الفارسي الموسع”.

أفاد تقرير من وكالة الأخبار الرسمية الإيرانية “إيرنا” في 1 مايو على لسان قائد سلاح البحرية الإيراني الجنرال “حبيب الله شياري” أن سلاح البحرية الإيراني ينوي إرسال سفن الأسطول في 11 يوليو إلى منطقة خليج عدن والبحر الأحمر ومضيق باب المندب.

بدأت المدمرات الأمريكية في التحرك نحو سفن الشحن التي ترفع علم الولايات المتحدة الأمريكية لكي تعبر مضيق هرموز عقب الحادثة التي كانت في 28 ابريل عندما إعترضت خمس سفن حربية إيرانية سفينة شحن ترفع علم جزر مارشال وأضطرتها إلى الإبحار إلى ميناء بندر عباس الإيراني، وتقول إيران أن هناك صراع تجاري بسبب الديون المالية ولكن نشر البنتاجون بيان يصف هذا الحادث بأنه “إستفزازي”.

يبدو ان إيران إتخذت هذا الإجراء كرد على بحث سفن أمريكية عن سفينة تحمل علم بنما في باب المندب إشتبه انها تحمل سلاحاً إيرانياً من أجل المتمردين في اليمن.

ينبغي أن نضيف هذا الحادث الجوي في اليمن بعد أن قامت طائرة إيرانية بإختراق المجال الجوي اليمني وطلبت الهبوط في صنعاء بحجة أن هذا المجال الجوي هو المجال الجوى اليمني وليس السعودي فقام طياري سلاح الجو السعودي بضرب ممر مطار صنعاء ليمنعوا هبوطها.

لأين يقودنا كل هذا؟

لن تسمح إيران لنفسها أن تفقد المواقع الإستراتيجية التي استولت عليها في العراق وسوريا واليمن وسيطرتها على اربع عواصم عربية. لذلك يمكن تقدير أنه في الجبهات التي يضعف فيها حلفائها ستضطر هي إلى تتعزيز تدخلها العسكري المباشر من أجل الحفاظ على إنجازاتها.

يمكن أن تؤدي العمليات العسكرية لإيران والمملكة العربية السعودية ومصر والولايات المتحدة الأمريكية في الخليج، إلى صدام حتمي. بسبب التوترات الكثيرة وكل حدث محلي صغير في البحر يمكن أن يشكل الثقاب الذي سيشعل الحرب. ويجب أن يكون هناك ضبط للنفس بشكل كبير فيما يتعلق بحرية الملاحة في الخليج وغير مؤكد أن كل الأطراف المعنية لديها هذه الحرية.