بقلم عامي روحكاس دومبا

قال العميد شمويل ألونسكي قائد سلاح المدرعات ” لقد تم بناء سلاح المدرعات من أجل حرب الأيام السته ومنذ ذلك الحين لم يشهد الكثير من التغييرات”.

لقد عملت الجيوش التي جابهناها في الماضي وفقاً لعقيدة عسكرية واضحة، إن العدو الحالي مختلف وأصبحت الشرعية عنصراً أساسياً، ويعمل العدو في الأوساط المدنية مما يجعل عنصر المناورة محدوداً جداً.

“وحتى يمنعنا العدو من الوصول إلي الأهداف المهمة يقوم بنصب الأكمنة بالإضافة إلي دفعه بقوات مناورة محدودة تهدف إلي إختراق أراضينا، يجب أن ندرك أنه لم تعد هناك حرب تنتهي لتنشأ فترة بينية لحرب قادمة فقد أصبحنا في مواجهة مستمرة مع تغييرات كبيرة” جاءت تصريحات العميد ألونسكي خلال المؤتمر الدولى للقوات البرية الذي تم عقده في الموقع التاريخي لإنتصار سلاح المدرعات الإسرائيلي في لطرون.

تم تنظيم المؤتمر من قبل جمعية “اليد المدرعة” بالتعاون مع موقع إسرائيل ديفنس. إن ميدان القتال اليوم معقد جداً فكل الدبابات متصلة ببعضها البعض مما يجعلها أكثر نجاعة أمام الأهداف الخفية، وهذا يمثل تحدياً للقيادة والسيطرة في عالم مُشبع بالمعطيات، إن إغلاق دوائر النيران يجب أن يكون أكثر سرعة ودقة فلا يوجد أي أهمية اليوم إذا وصلت إلي مكان العدو “مثلما كان يُنظر إلي هذا الأمر في الماضي” فليس هناك مركز للثقل كي تصل إليه والسؤال هو : ماذا ستفعل عندما تصل إلي هناك؟

قبل عملية الجرف الصامد كان هناك من يشكك في فاعلية الدبابات، ولكن بعد المعركة أدركنا أن المناورة كان لها العديد من المزايا الآخرى، فقد كان شكل توزيع الدبابات أحد هذه الميزات، فاليوم نحن نعلم جيداً كيف نتحرك ونعمل في وجود دبابة واحدة، فقوتها أكبر من العدو المتمركز أمامها، وهي بلا شك ستحتاج دعماً من سلاح المشاة والمهندسين والمخابرات وغطاء نيراني من المدفعية، ولكنها تستطيع أن تعمل وحدها، كما يوجد تحد آخر وهو كيفية الصمود في ساحة القتال، ومن المهم جداً بناء العقيدة القتالية الصحيحة في أوقات الفراغ بين المعارك وهذا هو الأمر الذي لم نستعد له جيداً.

لقد أضحت الكتيبة هي الوحدة المركزية، وكان قائد الكتيبة في الماضي يقوم بإدارة معركة الدبابات ولكن هذا القائد مضطر اليوم لإدارة المعركة ضد قوات مختلفة من المشاة وسلاح المهندسين والمخابرات، مما يجعل الأمر معقداً من الناحية التقنية، كما أن القائد لم يعد يرى كتيبته في أرض المعركة بسبب إنتشار الآليات مما يتطلب وجود نظام متطور للسيطرة والمراقبة.

رأينا أن قائد الكتيبة لا يستطيع أن يقود المعركة بمفرده، فبإستثناء حجرة القيادة والسيطرة الأمامية يتطلب الأمر العديد من التكتيكات العملياتية التي يجب التفكير فيه بهدوء وراحة لأنها أكثر تداخلاً مما ينبغي، وذلك لأن هذا الأمر يصعب جداً فعله على الجبهة، إن هذا التكتيك العملياتي أتى ثماره بشكل جيد في عملية الجرف الصامد، وسيتم عمل ذلك مستقبلاً بصورة محوسبة، والهدف من ذلك خلق توائم في التو واللحظة بين كافة القوات المناورة .

حاولنا أن نمنح قائد الكتيبة الوسائل التي يستطيع بواسطتها رؤية العدو الخفي، وذلك بواسطة الدفع بالعناصر الإستخبارية على وجه خاص، ففي بعض الأحيان ترى على جانب شاشة الجهاز الرقمي أشياء لا تراها بعينك المجردة، وهذا يتطلب تدريباً من نوع خاص فقد قمنا أيضاً بتعزيز قدرات الدعم القتالي فلكل كتيبة أنشأنا فصيلة دعم والتي تشتمل على وحدة مراقبة ودورية إستطلاع وقذائف، حيث تقدم هذه القذائف الرد الفوري على أي مدى فيما بين المدفع والقذيفة المضادة للدبابات، وقمنا بإدخال قذائف متطورة إلي الخدمة مثل الخاتساف والكلانيت “قذائف جديدة متوسطة المدى ذات قدرة تفجيرية محدودة تستخدم في المناطق المأهولة” مما يخلق أفضلية لنا في ميدان القتال .

” إننا نعمل تحت غطاء معطف الرياح-منظومة دفاع جوي مضادة للصواريخ- وبالرغم من كونها منظومة دفاعية إلا أنها تجعل من الكتيبة أكثر دموية فهي تساعد على تحديد مكان العدو الذي يختفي فور إطلاقه للقذائف المضادة للدبابات، وفضلاً عن هذا فإن أي قوة مدرعة لديها مثل هذا الغطاء أكثر جرأة ولقد إختبرنا ذلك بالفعل في عملية الجرف الصامد. فالطاقم الموجود داخل الدبابة لا يعمل تحت نفس الضغط الذي يتولد لديه عندما يداوم على التفكير في إمكانية مهاجمته بالقذائف المضادة للدبابات.

هذا وقد قال العميد إحتياط تسفيكا فوكس نائب التخطيط الإستراتيجي في الصناعات العسكرية الإسرائيلية في الجلسة الإفتتاحية للمؤتمر “إن الإتجاه الجديد هو خلق مراكز قوة نيرانية على أن يتضمن ذلك قوة نيرانية جوية بواسطة قذائف موجه بدقة شديدة لديها القدرة على الإختراق كما يمكن التحكم في مدى إنتشار شظايها أيضاً، وبهذا الشكل يمكن إعطاء قدرة تكتيكية أكثر دقة للمستويات التكتيكية، حيث سيصبح رئيس القسم أو قائد الكتيبة متصلاً بمركز المعركة وقادراً على الرد على أي تهديد دون الإنتظار لمساعدة القوة الجوية.

فإذا قمت بإيقاظ منطقة ما لتصبح ساحة معركة وذلك لما تحتويه من مغريات فلابد أن تمتلك القدرة النيرانية الفورية، توجد الآن صواريخ دقيقة يزيد مداها عن 150 كلم وهذا يغير من مُركبات الرد مما يمكنك من الرد السريع في ساحة من الأهداف الخفية.

ويضيف فوكس “توجد في الوقت الحالي فجوة بين المناورة والقدرة النيرانية، والسؤال الذي يطرح نفسه ماذا سنفعل حيال ذلك؟ فالعدو يتغير بإستمرار مما يتطلب تغير دائم في قدراتنا. وأحد الحلول لفعل ذلك هو إضافة قدرات جديدة لما بحوزتنا من المنظومات على سبيل المثال قذيفة “الخاتساف” المخصصة للأماكن المبنية وبواسطتها تتحول الدبابة إلي سلاح أكثر فاعلية في الأماكن المبنية، كما توجد إضافة آخرى ألا وهي القذيفة المتناهية الدقة الأمر التي يوفر الكثير من الدعم اللوجيستي، كما توجد طريقة آخرى للموائمة عن طريق تشكيل وحدة أساسية صغيرة تفي بأي غرض، وحدة صغيرة تمارس عملها سريعاً وتندمج في أي مهمة حيث تستطيع أن تتوائم مع أي مكونات قد تتولد لديك في ميزان القوى، إن المستقبل يكمن في قدرتك على التكيف أمام العدو”.