ميدل نيوز

بعد أسبوع، في يوم 13 و14 من هذا الشهر، ستتجه أنظار العالم إلى موقع “كامب ديفيد”، في الولايات المتحدة، الذي يستضيف قمة أمريكية – خليجية في ظل تحديات ليست بسيطة تحف الشرق الأوسط. إن قرار عقد القمة قد اتُخذ بعد التوصل لتفاهمات أساسية بين إيران والغرب بشأن برنامجها النووي في مطلع شهر أبريل.

يرى محللون أن القمة ستركز على مخاوف دول الخليج من بلورة اتفاق مع إيران، والذي من المتوقع أن يأخذ شكله النهائي في موعد غايته الثلاثين من يونيو. كذلك، ستُبحث سبل تعزيز التعاون الأمني والعملية العسكرية الدائرة ضد الحوثيين في اليمن. من المتوقع أن يُطْلع الرئيس الأمريكي “باراك أوباما” دول الخليج بتفاصيل الاتفاق مع إيران وأن يؤكد أمامها أن التوقيع على الاتفاق سيسهم في أمن المنطقة ودعم استقرارها، لأن الصفقة تزيح التهديد النووي الإيرانى،  بحسب زعمه.

وقد صرحت مصادر في الخليج العربي للموقع الإخباري “آرام نيوز” أن اللقاء سيمثل إشارة الانطلاق لإقامة نظام إقليمي جديد يواجه التحديات ويحدد سلم الأولويات التي تتغير بوتيرة مسرعة في المنطقة. من وجهة نظر أخرى، تعكس القمة اهتماماً أمريكياً في العالم العربي وفي الخليج، فقد أعرب “أوباما” من قبل عن رغبته في الحفاظ على حلفائه في المنطقة وضمان أمن تلك البلدان. وبذلك، يسعى “أوباما” إلى أن يخفف من حدة الانطباع المستشري بأن الاتفاق النووي يأتي على حساب الصداقة التاريخية بين واشنطن ودول الخليج، التي ستحصل خلال القمة على ضمانات بأن الصفقة النووية ستضع قيوداً بكل وضوح للبرنامج النووي الإيراني.

وبحسب خبراء متخصين، فإن الولايات المتحدة ترغب في تحويل إيران بعد الاتفاق إلى دولة في غاية الاعتدال والانضباط في الشرق الأوسط. ومع ذلك، فبالرغم من الضمانات الأمريكية، إلا أن الحديث عن إيران كشريك في حلّ الأزمات في المنطقة يثير الجدل. يعتقد الكثيرون في الشرق الأوسط أن واشنطن تفصل الملف النووي الإيراني عن أسلوب إدارة طهران السياسي. إن السياسة الإيرانية التي تتطلع إلى توسيع نفوذها في المنطقة تثير في الواقع قلق دول الخليج أكثر من برنامجها النووي.

لذا، عادت المملكة العربية السعودية لتشدد على رفضها لأي دور إيراني في الصراعات الجارية في اليمن، وفي سوريا والعراق. وقد تحدث “أوباما” بانسجام مع وجهة النظر هذه، عندما قال إن على العرب أن يحلوا الأزمات في سوريا وأن يحاربوا نظام “بشار الأسد”. كما أيّدت الإدارة الأمريكية، العملية العسكرية التي أدارتها ومازالت تديرها السعودية، في اليمن ضد الحوثيين. وحتى تستمر وتثبت تأييدها لحلفائها، فمن المتوقع أن تبحث الولايات المتحدة في القمة أيضاً مسألة إجراء عمليات ومناورات عسكرية مشتركة وصفقات أسلحة أخرى.

أحد الخيارات التي طُرحت هي أن الولايات المتحدة ستوقع مع دول الخليج على اتفاق دفاعي، في حال قررت إيران مهاجمتها. وفي هذا الإطار، من المفترض أن تقوم الولايات المتحدة بمساعدة دول الخليج في نشر منظومات دفاعية مضادة للصواريخ الباليستية لتمتص قلقها.