باراك ربيد

قال رئيس الوزراء “بنيامين نتنياهو” في خطابه بمناسبة يوم القدس في جفعات تخموشت “كانت القدس دائماً وأبداً عاصمة الشعب اليهودي فقط، وليس أي شعب آخر… فالمستقبل للقدس الكاملة التي لن تنقسم ثانية”.

وأضاف نتنياهو ” من الواضح أمام أعيننا أكثر من أى وقت مضى أن مسألة القدس المقسمة هي ذكرى من الماضي”. وحسب كلامه “تحت سلطة إسرائيل فقط “حرية الدين لأبناء الديانات الأخرى محفوظة. فأتباع الديانات الأخرى يصلون في الأماكن المقدسة دون إغفال سيطرتنا عن المدينة بل بسببها. فالأصولية الإسلامية تهدد القدس والشرق الأوسط والعالم بأكمله”.

تطرق رئيس الوزراء في خطابه إلى سلسلة العمليات الإرهابية التي حدثت في السنة الأخيرة في المدينة وقال أن القدس “تختبرنا – إلى اي مدى نستطيع التمسك بها والحفاظ عليها… فلن نتعايش مع الإرهاب وسنتتبع المتسببين فيه. وسنحارب التحريض النابع من رغبة أعدائنا في حرماننا من العلاقة التاريخية التي تربطنا بالقدس وبموروثنا”.

وتطرق نتنياهو أيضاً إلى الإتفاق النووي بين إيران والقوى العظمى وأشار إلى أنه بعد العملية العسكرية الأمريكية في سوريا وصف الزعيم الإيراني الولايات المتحدة الأمريكية بأنها “الممول والسبب في الإرهاب”. وقال “لا زال هناك وقت للرجوع عن المشروع الذي سيمكن الإيرانيين من شق طريقهم نحو النووي”. “يجب ويمكن الوصول إلى إتفاق أفضل فلا يمكن السماح للمتطرفين بالحصول على ما يرغبون – لا في إيران ولا في اليمن ولا في القدس”.

ألقى الرئيس “رؤبين ريبلين” خطاباً هو أيضاً في جفعات تخموشت، وقال ” كمواطن من القدس ومحب لها، أطمح إلى السلام في القدس الموحدة، والتي تسمو على أى مساومة”. وقال  الرئيس “القدس خاصتى هي صهيون والصهيونية”، “ومع هذا فهي لا تتبع تاريخها فقط فهي تتبع أولاً وقبل اي شئ مواطنيها جميعهم: علمانيين ودينيين وحريديم وعرب ويهود. وفي القدس الموحدة خاصتي هناك شرقية وغربية وليس بها ربائب، ليس فيها مواطنين يشذون عن ذلك”

تطرق الرئيس للفجوات بين غرب المدينة وشرقها وقال أن “نحن نرفض بالعدل وبالقانون وبدون تردد أى نقد على حقنا السيادى في القدس الموحدة، وأنا أخاف من أننا أنفسنا لم نولى بعد أهمية لمعنى سيادتنا على المدينة”. وحسب كلامه “لقد أكملنا وحدة المدينة، ولكن مهمة وحدتها الإقتصادية والإجتماعية بدأناها بصعوبة. بينما نرى القدس الغربية في حالة من الإزدهار والتنمية الرائعين، تبدو القدس الشرقية مهجورة”. وقال ريبلين أن “أحداث الأشهر الأخيرة ومن بينها ظاهرة إلقاء الحجارة بواسطة الأطفال المتسكعين، عززت من فكرة ان الأمن مرتبط بالإزدهار والرفاهية. شهدت القدس في الأشهر القليلة الماضية إرهاب وحشي وقاتل ودامي. ونحن مستمرين في محاربته مثلما يجب أن نحارب إرهاب مجرم دون تردد أو خوف. وبالإضافة إلى ذلك فإن القنبلة الموقوتة لرفاهية حياة مواطني شرق المدينة لا يمكننا تفكيكها فقط بواسطة قوات الأمن والشرطة. سيكون هذا من الحماقة والخطأ التفكير بهذه الطريقة. وفوق كل شئ سيكون هذا إهمال مرة أخرى في حين أن هذا ليس مطلوباً في هذا الوقت”.

قال وزير الداخلية السابق “جدعون ساعر” في الإحتفالية التي أقيمت عند حائط المبكى، “في القدس يجب أن نبدأ في البناء ولا يجب الحديث عن البناء. فالبناء في القدس لا يجب ان يكون نتيجة لحدث أو عملية إرهابية أو أي شئ آخر. هذا يجب ان يكون أمراً عادياً”. وأضاف أنه “في السنوات القليلة الماضية يتغير التوازن الديموجرافي في العاصمة يتغير إلى الأسوأ. اليوم هو اليوم الذي يجب ان نقول بكل وضوح: يجب ان نبني في القدس فكل جزء فيها على نطاقات كبيرة ومهمة فقد حان الوقت لذلك الآن. أنا أدعو رئيس الوزراء – الحديث عن البناء ليس كافياً. كفى حديثاً، حان وقت العمل”.

جاء حديث نتنياهو على خلفية قول رئيس الولايات المتحدة الأمريكية “باراك أوباما” في نهاية الأسبوع الماضي أنه “لا يمكن التوصل إلى إتفاق بين إسرائيل والفلسطينيين قريباً في ضوء حلف الحكومة الجديدة لليمين في إسرائيل”. وقال الرئيس الأمريكي في لقاء لشبكة العربية “لا أعتقد أن الإتفاق الشامل ممكن إذا أخذنا في الإعتبار الحكومة الإسرائيلية الجديدة والتحديات التي يواجهها الرئيس الفلسطيني”. وأضاف أنه على الرغم من عدم إمكانية التوصل إلى إتفاق، “يجب محاولة العمل على بناء الثقة من جديد من خلال أعمال إعادة الإعمار في القطاع وخلق فرص عمل وأماكن للعمل (في الضفة والقطاع)”.

لم يستبعد الرئيس الأمريكي خلال اللقاء بشكل مطلق إحتمالية اللقاء بين رئيس السلطة الفلسطينية “محمود عباس” (أبو مازن) ورئيس الوزراء “بنيامين نتنياهو” وقال أن إدارته ستستمر فى “العمل في الإتجاه الذي تؤمن بأنه الصحيح”.

من المفترض أن تصل وزيرة خارجية الإتحاد الأوروبي “فيديريكا موغيريني” الأربعاء المقبل، في زيارة إلى إسرائيل والسلطة الفلسطينية وتجري لقاءاً مع نتنياهو والرئيس الفلسطيني محمود عباس. وستكون هذه الزيارة الأولى لمسئول رفيع المستوى من إحدى دول الإتحاد الأوروبي منذ أن حلفت الحكومة الجديدة اليمين. ويُتوقع أن تطلب مورغيني توضيحات من رئيس الوزراء نتنياهو حول مدى إلتزامه بحل الدولتين وهذا على خلفية تصريحاته ضد إقامة دولة فلسطينية خلال الإنتخابات.