بقلم: يعقوب عومر

صرح رئيس الحكومة الإسرائيلي “بنيامين نتنياهو” يوم الأربعاء الموافق 20 مايو 2015، قائلاً: “إنني أريد سلاماً من شأنه أن ينهي الصراع نهائيا”، وأنا لا أفهم أين المشكلة. لو كنت واحداً من المستشارين المحيطين به لأعطيته حلاً سحرياً يحقق له رغبته خلال بضع دقائق.

في ذلك التصريح قال رئيس الحكومة: “إنني لست مع حل الدولة الواحدة” وأنا اعتبر ذلك أمراً آخراً وجوهرياً سيساعد رئيس الحكومة في أن يحصل على رغبته ويحققها. الصراع قد ينتهي “نهائيا” حتى اليوم! كل ما يتطلبه الأمر هو الموافقة على طلبات العرب المتواضعة للغاية من كل مكان حولنا ووسطنا. وعلى النحو المُفصَّل أدناه، ها هي “نهاية الصراع” للأبد:

  • فلتعطِ يا سيد “نتنياهو” حدود 67 التي تم احتلالها بالقوة، إلى السلطة “الفلسطينية” التي ما هي إلا تجميل لاسم التنظيم الإرهابي الشائن، الذي يُعرف باسم منظمة التحرير الفلسطينية. يستحقونها. إنها مِلكٌ لهم وعلى أي حال لم تكن لك حتى عام 1967. فلتغفر لهم على أنهم قد انضموا إلى مصر وسوريا في إعلان واضح وقاطع لقتلنا جميعاً هنا. تخيل أن حرب الأيام الستة لم تندلع من الأساس والأراضي الفلسطينية المحتلة بما فيها القدس تعود إلى أصحابها السابقين. صحيح أنه في تلك الأثناء قد وافقت الأردن على أن تأخذ منها تلك الأراضي بشكل عدواني، عليك أن تتنازل عنها وتسلمها إلى الشعب الجديد “الفلسطيني” الذي ظهر من العدم ويحتاج إلى أرض، ولكن في سبيل إنهاء الصراع وما إلى ذلك “نهائيا” فالأمر يستحق.
  • ونظراً للاعتراف بهذا الشعب وبحقه في الدولة ومن أجل إنهاء الصراع استخدم سحرك الشخصي وتدخل في الصراع الداخلي الذي يقسم هذا الشعب إلى شعبين شعب في غزة والآخر في الضفة الغربية. في غزة، في الواقع، يقذفون إخوتهم من على أسقف المنازل لكن الأمر معك يبدو كحرب أهلية. الشعب الفلسطيني أصبح موحداً عن أي وقت مضى. إن لم تنجح، لا بأس، أعطهم دولة أخرى مستقلة بذاتها في غزة. وبصفتي مستشار في شئون إنهاء الصراع أرى ميزة في أنك حتماً لن تحتاج إلى إقامة “ممر” يصل بين كل من الدولتين ببعضهما البعض.
  • سلهم إن كان هذا يكفي لـ”إنهاء الصراع” وحالما تسمع إجابتهم استمر في التحرك نحو الهدف. ومشكلة عرب الجليل والنقب قم بحلها بسهولة بدولة أخرى تقام في الجليل الذي هو على أي حال مُهْمَل ومتروك وليس لك أي غرض منه.وبدلاً من “الحكم الذاتي” الذي أعلنوا بأنهم سيطالبون العالم به، كن سخياً واعطهم دولة أخرى. فأنت تود أن تنهي الصراع نهائيا، إذن ببساطة شديدة أعطهم وأنهِ الأمر.
  • عُد للحظة إلى طاولة المناقشات وسَلهم إن كانوا موافقون “على الإعتراف” بما تبقى وعندما ستسمع الجواب بالرفض، لا تجزع، أنصت إلى رفاقك في اليسار وفي الوسط الذين يطلبون بألا تجعل من أمر في غاية البساطة موضوعاً معقداً، ولتُقْبِل على السلام المنشود. وبشكل غريب وغير مفهوم سيطلبون منك أن تضمن لهم بأن يستطيع الملايين من اللاجئين من شعبهم أن يعودوا ليس إلى دولة فلسطين الجديدة التي بجود كرمك منحتها إياهم للتو بل إلى دولتك تحديدا. لا داعي بأن تستوضح ما هو أساس الخطأ لأنه لا يوجد خطأ من الأساس. إنهم يطلبون بألا يقطن ملايين المواطنين الفلسطينيين في فلسطين بل فيما تبقى من إسرائيل تحديداً. مطلب شرعي ومتواضع مقابل بضاعة إنهاء الصراع.
  • لم تقل عبثا “إنني لست مع حل الدولة الواحدة” وانا لست مع حل دولتين لشعبين. علمت أنك ربما ستحتاج إلى أكثر من دولتين. من الوهلة الأولى يبدو أنك قريب جداً من الهدف. مهلاً لحظة قبل حلول السلام، هيا لنفحص مثل المستكشفين “ما الذي كان لدينا؟”. قد كانت لدينا دولة في الضفة الغربية، وكانت لدينا دولة أخرى في غزة، وكانت لدينا دولة في الجليل. أضف إليها دولة أخرى لم تمنحها أنت، لأنها دولة عتيقة – الأردن – ليصل إجمالي عددها إلى خمس دول فلسطينية جديدة مغلفة بورق السلوفان. لقد قلت أنك لست مع حل الدولة الواحدة وها أنت قد حصلت على خمس دول. ممتاز. كما أصبح لدينا مليوني لاجئ تقريباً سيأتون ليعيشوا معنا في المنطقة التي تبقت لنا (تل أبيب خاصتنا! لا تنسوا) بسكينة وطمأنينة في عصر إنهاء الصراع. عامل الاعتراف بنا من جانبهم لم يكن لنا للأسف لكن العامل على أي حال لا يقحمونه بهذا الشكل، حسناً، لا بأس.
  • لقد أوصيّتك سيدي رئيس الوزراء إن كنت راغب حقا في “إنهاء الصراع نهائيا” فسِر على هذه الدول الخمس الفلسطينية سالفة الذكر. اعط التعليمات بإعداد اتفاق، ولا تنسى أن تسأل إن كانوا ينوون تنفيذه. سيقولون لك أنهم غير قادرين على الإلتزام به لأنه مخالف لدينهم، لا تحاول أن تدخل في جدال على نبيهم “محمد” لأن هذه وصفة مؤكدة للمتاعب. حسناً، دعهم لا يلتزموا بتنفيذ الاتفاق. فعلى كل حال نحن تخطينا مرحلة الصراع. فلتعي دوافعهم الدينية وببساطة اتفق معهم وستصل إلى إنهاء الصراع نهائياً. فلماذا تعقد أمراً في غاية البساطة؟

ملحوظة: بإمكاني أن أعطيك مشورة أخرى كيف يمكنك أن تصل إلى إنهاء الصراع “نهائيا”، مع إيران وسوريا وحزب الله وغيرهم.

بسهولة وفي غاية البساطة.