20-7-2015

بقلم: هيئة تحرير موقع الجيش الإسرائيلي

بدء خطة “جدعون” العسكرية متعددة السنوات .. إغلاق دمج لوحدات من الجيش وخفض سن القادة وتقليل عدد الجنود

انخفاض في الموارد البشرية، نموذج ثابت جديد وتغييرات في بنية وتنظيم الجيش الإسرائيلي: في اطار الخطة متعدد السنوات، اتخذ رئيس هيئة الأركان عدة قرارات تخص سلسلة من التغييرات الهامة التي من شأنها أن تجعل الجيش الإسرائيلي قادراً علي مواجهة التحديات المستقبلية.

بدأت خطة “جدعون” متعدد السنوات: خطة رئيس الأركان، الفريق “جادي أيزنكوت”، التي ستُحدِث تغييراً في الطابع العام للجيش الإسرائيلي وتجعله قادراً علي مواجهة التحديات المستقبلية. في اطار الخطة، سيتم احداث عدد من التغييرات في جميع قطاعات الجيش. يدرك الجيش الإسرائيلي أنه من الأفضل المجازفة الآن، لأنها فرصة ذهبية لجعل الجيش الإسرائيلي قادراً علي مواجهة التحديات المستقبلية- وهو الأمر الذي يعتبر محور الخطة متعددة السنوات.

تباين التهديدات علي الحدود والهِزّات التي حدثت في العالم العربي، كانت نصب أعين رئيس الأركان عندما قام ببلورة الخطة. السيناريو الرئيسي الذي يستعد له الجيش الإسرائيلي هو حرب متعددة الساحات، ومن أجل هذا يتطلب الأمر قدرة علي الهجوم المتوازي علي عدد من ساحات المعارك في الوقت ذاته. عناصر التهديد الرئيسية وفقاً للخطة هي: حزب الله وحماس، اللذان يمثلان تحدي أقل من تقليدي هام بالنسبة لقوات الجيش الإسرائيلي. ثمة تهديد آخر استعد له الجيش الإٍسرائيلي، يتمثل في التهديد الإيراني. ان امكانية التعامل مع هذا التهديد، يُلزِم الجيش الإسرائيلي بتوفير رد فعل استخباراتي محدد. كما أن هناك احتمال أن يصل الأمر الي انتفاضة شعبية وأن يزداد النشاط التخريبي المعادي خلال فترة زمنية قصيرة في الضفة الغربية.

 تقليل حوالي 18% من هيئة الأركان العليا

سيتم تنفيذ عدد من التغييرات في بنية وتنظيم الجيش الإسرائيلي في اطار الخطة سالفة الذكر. حيث سيتم تقليل واغلاق عدد من التشكيلات، وسيتجلي هذا التقليل في بادئ الأمر علي هيئات الأركان والقيادات، التي سيحدث فيها تقليل بنسبة 6%، وفقط في نهاية الأمر سيتم تقليل الوسائل القتالية والتشكيلات المحاربة. ثمة خطوة أخري سيتم تنفيذها، من أجل تقليل عدد الضباط في هيئات الأركان، والتي تتمثل في تغيير النسبة لتصير خمسة الي واحد، ويعني هذا النموذج أن كل مقدم سيكون مسؤولاً عن ما لا يقل عن خمسة ضباط برتبة رائد وهكذا.

سيظهر التقليل في الموارد البشرية أيضاً في هيئة الأركان العامة، والذي تم تقليل نسبة 18% منها بعد أن تم الغاء عدد من لوائح رتبة لواء: رتبة المدعي العام العسكري العام تم تخفيضها الي عميد، منصب قائد فيلق تم دمجه مع منصب قائد المعاهد العسكرية، وقيادة فيلق آخر لن يكون أمراً ممكناً. ثمة تقليص آخر سيتم في التشكيلات العسكرية التعليمية، والحاخامية الكبري، واذاعة الجيش الإسرائيلي، والرقابة، ومراقب الجيش الإسرائيلي، ومستشارة رئيس الأركان العامة للشئون النسائية وقائد قوات الإحتياط.

ثمة خطوة أخري من شأنها أن تؤدي الي زيادة الفعالية والكفاءة، وهي الغاء الازدواجيات في الجيش. حيث سيتم توحيد كل من مؤسسة التدريب ومؤسسات الموارد البشرية في الجيش الإسرائيلي، وثمة ازدواجيات أخري سيتم فحصها في شعبة التكنولوجيا والدعم اللوجيستي، وشعبة القوات البرية وشعبة تكنولوجيا المعلومات والإتصالات. بالإضافة لذلك، سيتم نقل بعض مهام النيابة العسكرية، والمستشار المالي لرئيس الأركان العامة، وقسم العلوم السلوكية، الي شركات مدنية.

المبدأ الذي سيقود تلك التغييرات هو مبدأ الكفاءة التبادلية. في واقع الأمر، سينتقل الجيش الإسرائيلي الي الكفاءة المتفاوتة التي تميز بين قيادة الجيش الإسرائيلي وبين بقية وحدات الجيش.

قائد الكتيبة سيكون عمره 32 عام، قائد اللواء سيكون عمره 40 عاماً: هكذا سينخفض سن التسلسل القيادي

ثمة عنصر هام في الخطة هو انخفاض عدد الأفراد النظاميين والإحتياط علي حد سواء. في الثلاثين عام الأخيرة، تم تسجيل ارتفاع يُقدّر ب 8% في عدد جنود الخدمة الإلزامية. في بداية عام 2014، بدأت عملية تخفيض أعداد جنود الخدمة الإلزامية، وهي العملية التي أدت الي انخفاض بنسبة 2500 فرد الزامي. وستستمر تلك العملية في اطار الخطة وحتي بداية عام 2017، حتي يكون هناك أقل من 2500 جندي الزامي.

في اطار الخطة متعددة السنوات، سيتم اتباع نموذج ثابت جديد يهدف الي تقليل أعمار التسلسل القيادي للجيش الإٍسرائيلي. اذا كانت الآن أعمار معظم قادة الكتائب بين 35 حتي 37 عام، وأعمار قادة الألوية النظامية هو حوالي 45 عام، فإن الهدف من الخطة هو تقليل أعمار قادة الكتائب الي 32 عام وأعمار قادة الألوية من 40 حتي 42. وثمة تغيير متوقَع أيضاً في معالجة وتلبية احتياجات مجموعة القادة العسكريين. ان رواتب القادة العسكريين الآن منخفضة للغاية، ولذلك هناك ضرورة ملحة لتحسين رواتبهم من أجل توفير حياة كريمة لهم.

أيضاً منظومة الإحتياط من شأنها أن تمر ببعض التعديلات الهامة. بعد المؤتمر الذي عُقد برئاسة اللواء “روني نوما”، تقرر تقليل أعداد جنود الاحتياط ليكونوا 100000 فرد. وكذلك سيتم اغلاق عدد من ألوية المدفعية، ويأتي هذا استكمالاً لإغلاق ست ألوية دبابات، وفرقتي مدفعية، وكتائب كثيرة في قيادة الجبهة الداخلية. كما سيتم زيادة التدريبات وتحسين مهارات أفراد الاحتياط.

سيتم توفيق حجم التدريب في الجيش الإٍسرائيلي للواقع الجديد. قبل عامين، بدأ في مركز التدريب رقم 1 اتخاذ خطوات تقليل أعداد ضباط الجيش الإسرائيلي، وهي الخطوات التي تشمل اغلاق سرايا المتدربين. كما بدأ أمس تجنيد الدفعة الأولي التي ستخدم لمدة 32 شهر فقط. من أجل التعامل مع الانخفاض المتوقع في أعداد الجنود، يستعد الجيش الإسرائيلي لتقليل نسبة عدم استكمال بعض الجنود لفترات تجنيدهم وكذلك لدعم بعض القطاعات الضعيفة. بالإضافة لذلك، في كل عام سيتم افتتاح أربع دورات تجنيدية بدلاً من ثلاث. والي جانب ذلك سيتم انشاء مدرسة القيادة والسيطرة ومدرسة القيادة والتحكم.

دمج الوحدات، زيادة الفعالية

مؤخراً، أعلن رئيس هيئة الأركان العليا انشاء قسم حرب الكترونية ولواء كوماندوز. وتستغرق عملية انشاء قسم الحرب الالكترونية حوالي عامين، والتي ستبدأ بدعم التشكيلات الدفاعية والتجميعية والهامشية، مروراً بدمج الكفاءات والموارد البشرية. ويُتوقع أن يتم تأسيس لواء الكوماندوز بنهاية هذا العام، عن طريق دمج “ماجلان” و”دوفديفان” و”ايجوز” و”ريمون” في لواء واحد.

سيتجلي رفع كفاءة القوات البرية عن طريق دعم فرق الجبهة الأمامية في الجيش الإسرائيلي أرقام 98 و162 و36. سيتم تطبيق منهج تدريبي مُحَسّن في الفرق الثلاثة، خلال العام المقبل. ثمة تشكيل آخر سيتم تحسينه وهو تشكيل الحدود، وسيتم هذا عن طريق زيادة عدد قوات الأمن الجارى المتخصصة.

كما سيتم اعادة تنظيم الوحدات المدفعية، الي جانب اغلاق عدد من الكتائب والفرق. سيظهر تقليل عدد القوات أيضاً في القوات البحرية، حيث سيتم اخراج أحد الأساطيل من الخدمة، كما سيتم تقليل عدد قوارب القذائف الي تسعة فقط.