دعا حزب ميريتس في الإنتخابات الأخيرة ناخبيه لإنقاذه من الهلاك، وأبرز أهمية وجود حزي يساري في الكنيست. وكُتب في موقع الحملة الإنتخابية الخاص بالحزب “لا يجب على اليسار أن يُفتتن ويقوم بالتصويت للمعسكر الصهيوني”. إقتنع المصوتين وساعدوا ميريتس لإجتياز نسبة الحسم بخمس مقاعد، وهي النسبة الأصغر في كتل الكنيست. الآن، كما كشف “يوسي فيرتر” (“صحيفة هآرتس يوم الجمعة”)، رئيس الحزب “زهافا جلائون”، “تبحث” الإنضمام إلى حزب العمل أو الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة، وبالفعل تضع ميريتس فى بيع بالتصفية.

أظهرت نتائج الإنتخابات بالفعل أهمية الصوت الليبرالي، والذي يكافح من أجل حقوق الفرد والمواطن وضد الإحتلال والإستطيان في المناطق المحتلة. أحزاب “الوسط” و”اليسار- الوسط” هى قناع باهت لليمين، فـموشيه كحلون عضو في إئتلاف “بنيامين نتنياهو” المتطرف، ورؤساء المعارضة “يتسحاق هرتسوج” و”يائير لابيد” يركضون نحو اليمين في محاولة يائسة لإرضاء ما يظهرونه بأنه تعزيز للقومية المتعصبة والدينية عن طريق الشعب اليهودي. تحاول القائمة المشتركة بقيادة “أيمن عودة” تشجيع حوار المدني وتحارب الإحتلال والنزعة العسكرية، ولكن لا يسمع صوتها ضد الإضطهاد الديني والمحافظة الإجتماعية. فقد غاب أعضائها العرب على سبيل المثال، عن جلسة اللوبى المثلى في الكنيست.

أُقيم حزب ميريتس لكي يرفع شعاري السلام والحرية: حل الصراع مع الفلسطينيين، فيما يخص حماية حقوق المواطن والحرية الدينية. كان هذا هو الإرث الأبرز لمؤسِسة الحزب “شلوميت ألوني” والتي قادته حتى حقق إثنا عشر مقعد في إنتخابات 1992. ولكن في السنوات القليلة الماضية طمس زعماء حزب ميريتس تلك الرسائل وإقتربوا إلي “الوسط”، ورد المصوتين بالعزوف، الذي أدى بالحزب إلى حافة الإختفاء.

فكرت جلائون عشية الإنتخابات في الإنسحاب ولكن تراجعت عن هذه الفكرة. الآن، ربما لأنها يئست، قررت التخلي عن رسالة “ميريتس مستقل وحيوي لإسرائيل”. وبدلاً من أن تترك مكانها لزعيمة أو زعيم حريصين على رفع شعارات اليسار من جديد، تبحث عن عُش سياسي تستقر فيه ليحافظ على مكانها في منصبها، مقابل الوصول لحل وسط حول الأيديولوجية. ولكن ليس هناك رواج لسلعتها، تعد جلائون في تصريحها “الحزب ليس هو المهم، بل الهدف هو الأهم” أن الحزب سوف يتلاشى.

تحتاج إسرائيل أكثر من أي وقت مضى إلى ميريتس مستقل وقوي. لا يوجد مكان آخر لمعارضي الإضطهاد الديني، حيث ينشر لابيد العلمانية لصالح الكيباه والطاليت ” . ولا يوجد حزب آخر يُذكر الشعب أن إسرائيل يجب وتستطيع أن تكون دولة عادلة ومتقدمة إذا تخلت عن الإحتلال والمستوطنات – بدون التخلي عن المبادئ التي وضعها مؤسسوها. وإلا ستبقى في الكنيست فقط الأحزاب التي تؤيد الإحتلال، وقلة وقليلة من الأحزاب نضالها يثير الإحترام، ولكن تأثيرها لا يُذكر.

                                         افتتاحية هأرتس