مر ما يقرب من شهر ونصف على الهجوم الغاشم على بيت عائلة دوابشه فى قرية دوما، والأفرع الأمنية ليس لديها –كما ه معروف- أى خيط يوصل إلى منفذى هذا الهجوم. هذا وضع غير معقول ولايمكن احتماله. وكلما مر الوقت يزداد الخوف من أن الأفرع الأمنية والشاباك على رأسها لا تقم بعمل كاف للقبض على القتلة. هؤلاء القتلة أحرار، يمزحون ومن الممكن أن يقوموا بتنفيذ جرائم مخيفة.
القبض على قتلة أبناء عائلة دوابشه الثلاثه – الاسبوع الماضي توفيت الأم ريهام دوابشه بعد رضيعها على وزوجها سعد- لايشبه البحث عن إبرة فى كومة من القش. من الممكن الإفتراض – بقدر من المعقولية- أن القتلة جاءوا من إحدى المستوطنات الوحشية حول منطقة “وادى شيلوه” وعلى أى حال فالقطاع السكانى محل الإشتباه هو نفس القطاع الذى جاء منه المحرضين والمشاغبين السابقين، وهو قطاع سكانى محدود الحجم ومعروف طابعه. الشاباك الذى يبرع فى القبض على الإرهابيين الفلسطينيين، لايستطيع أن يغسل يده ويزعم أنه لايستطيع القبض على منفذى هذه الجريمة البشعة.
كفى تذكيراً بكيفية تصرف الشاباك، فالجيش الإسرائيلى والشرطة بعد اختطاف الطلاب الثلاثة فى اليشيفاه منذ أكثر من عام، وأيضاً عندما كان من الواضح أنهم قتلوا؛ فى إطار عملية “عودوا أيها الإخوة” انتشر آلاف الجنود فى الضفة الغربية وتم إلقاء القبض على حوالى 400 فلسطينى منهم أعضاء فى البرلمان لم تكن لهم أى صلة بالقتل. وانتهى الأمر بسرعة حيث تمت تصفية قتلة الطلاب الثلاثة.
تعاملت إسرائيل آنذاك بوحشية لكنها أثبتت أن نهاية أى مخرب فلسطينى إلى السجن أو أن تتم تصفيته. يقع عبء إثبات أن إسرائيل لم تتخذ سياسات تمييز فيما يتعلق بمنفذى الأعمال الإجرامية –وفقاً لإنتمائاتهم القومية- على عاتق عناصر التحقيق والحكومة التى تقوم بتوجيههم الآن.لايمكن التخلى عن القلق من أن فى الأمر عجز كبير.
يجب أن يجتمع رئيس الوزراء ووزير الدفاع مع قادة الأفرع الأمنية وان يوضحا لهم بأن إلقاء القبض على هؤلاء القتلة يأتى على رأس الأولويات وأنه يجب تخصيص الموارد المطلوبة لذلك. إذا لم يحدث هذا فإن الإدانات التى سمعناها بالقتل من جميع ألوان الطيف السياسى ستظل هراء.
الرجال الذين أحرقوا عائلة كاملة، وحكموا على الوحيد الذى ظل على قيد الحياة وهو طفل يبلغ من العمر 4 سنوات بأن يعيش يتيماً، رجال خطرون جداً ليس فقط على الفلسطينيين لكنهم خطر على مواطنى دولة إسرائيل أيضاً.
من أحرقوا الرضع يعيشون فى حرية وليس هناك عار أكثر من ذلك العار الذى يطال أولئك المفترض بهم أن يلقوا القبض عليهم.
هيئة تحرير هارتس