1- نتنياهو لديه العديد من المشكلات، فى فترة ” ما بعد الأعياد اليهودية” هناك العديد من المشكلات الجوهرية فى الشعور الأمنى لدى المواطنين، والعمليات الهجومية فى القدس والمشكلات القائمة مع حزب البيت اليهودى وعدم وجود سلطة أمام وزراء الليكود، والإنذار القادم من الولايات المتحدة الأمريكية حول مواصلة البناء فى المناطق المحتلة، وغضب ملك الأردن بسبب مشكلة الحرم القدسى وكذلك غياب وضعف أبومازن، والأزمة العميقة فى الزراعة الإسرائيلية التى تنهار والتى أجبرتنا على التخلى عن الكرامة الوطنية واستيراد الطماطم من تركيا وهناك العديد من المشكلات الأخرى.

لكن نتنياهو لديه حظ جيد، لأنه فى حين يمسك بالكاد وعلى مضض ائتلاف يمينى ضيق يبلغ 61 مقعداً فى الكنيست، فإنه يتمتع بغياب المعارضة الحقيقية.

إننى أكتب هذه الأشياء لأننى من جانب، أعتقد أن مواطنى إسرائيل جديرون بمعارضة مقاتلة، تلهب رئيس الوزراء على الساحة السياسية والبرلمانية والشعبية. ومن جانب آخر، يجب أيضاً تقدير مدى الإلتزام بالشكل الحكومى والكياسة وعدم وجود الدافع لدى رئيس المعارضة فى خلال عملية الجرف الصامد، وفى الشأن الإيرانى وكذلك فى الأزمة الحالية.

هرتسوج يعمل بشكل يحمل طابع حكومى كإبن رئيس أو حاخام أكبر، يهاجم ويثبت تفسيراته لكنه لايهدم الجسر الممتد نحو الحكومة. يائير لابيد يحاول منافسة نتنياهو عن طريق اللقاءات والمقابلات وتقديم مبادرات عن طريق الولايات المتحدة لكى “يخطف” العناوين من هناك، كشأن الزعماء العظام.

هذه بالطبع هدية كبيرة لنتنياهو. إننى لازلت أتذكر جيداً عام 1996، وهو عام العملية الهجومية الكبرى حين كان شمعون بيريز رئيساً للوزراء. نتنياهو –زعيم المعارضة آنذاك- ” كان شرساً وحازماً”. كذلك أيضاً فى عملية عناقيد الغضب. وماذا يفعل نتنياهو مع هذه الهدية؟ لم يفعل شيئاً. عندما يشعر فقط بأن هناك تهديد وجودى على سلطته، يخرج إلى أى مبادرة. فى هذه الأثناء ينتقل هو وحكومته من أزمة إلى أخرى، ومن واقعة إلى أخرى ومن جولة إلى أخرى. صحيح أنه يتم العمل على مسودة الغاز ويتم بناء بنية تحتية وطرق وقطارات، لكن مواطنى إسرائيل جديرون بأكثر من ذلك.

2- الوجود الصارخ لفلاديمير بوتين والجيش الروسى فى سوريا، على بعد عشرات الكيلومترات من مكتب نتنياهو فى القدس، لا يجعل عملية اتخاذ القرار سهلة على رئيس الوزراء فيما يتعلق بالعمليات العسكرية. حيث أن الولايات المتحدة الأمريكية ترفض ذلك من جانب ومن جانب آخر لايتردد بوتين فى إرسال جيش إلى الشرق الأوسط، الأمور صعبة جداً.

لكن هذا ليس السبب الوحيد لعدم خروج نتنياهو إلى عملية السور الواقى 2. إنه يعلم أن مثل هذه العملية الآن – فى ضوء الشرق الأوسط القابل للإنفجار، وفى وجود ملك أردنى عصبى وسريع الغضب، وإيرانيين مرتبطين بالروس وحماس التى على وشك اليأس- يمكن أن تكون دافعاً لإرهاب كبير وليس عامل تهدئة للوضع.

ومن يزعم أن يد الجيش الإسرائيلى وجنوده مغلولة يجب ان يواجه ما تم تصويره هذا الأسبوع فى المستشفى فى نابلس، حيث أخذ المقاتلين مخرباً مطلوباً وأحضروه إلى مبنى التحقيقات. كذلك رئيس هيئة الأركان العامة ” جادى أيزنكوت” الذى إن مر بسلسلة من عمليات التعذيب لن يخرج من فمه كذباً، صرح بأن ” الجيش الإسرائيلى لديه الحرية الكاملة للعمل فى المناطق المحتلة”. لذلك بدلاً من خلق دراما عن طريق اجتماعات عاجلة لمجلس الوزراء والجلسات الطارئة، يجب أن نقوم ببساطة، بالعمل.

كل الأدوات بالفعل موجودة فى الجعبة الأمنية العسكرية القضائية، لنتكاتف ونحصل على معلومات استخباراتية مفيدة ونقوم بعمليات اعتقال والبحث بدقة عن مكامن التحريض والإرهاب، وهدم منازل من يقومون بالعمليات الهجومية، وفرض غرامات على عائلات راشقى الحجارة وما إلى ذلك.

ضعف آداء أبومازن الذى يتمتع بمكانة رئيس دولة دون أن يكون مسئولاً عن دولة، والتنسيق الأمنى القائم والتعاون، من الممكن أن يؤدى إلى تهدئة الوضع وضرب الإرهاب

بالمناسبة، إننى أقدر بأن مشروع نصب كاميرات على طول محاور الحركة فى الضفة الغربية لن يتم تنفيذه. هذا نوع من ” المسكنات” المؤقتة. ليس فى هذه المنظومة أى فائدة وأى ردع وأى مكسب أمنى. رئيس الوزراء نتنياهو يجب أن يوفر هذه المسكنات كما فعل سابقيه لمواجهة الميل الإسرائيلى المبالغ فيه لتحويل كل حدث إلى مصطلح معروف، وإدخاله فى قالب وتسميته باسم. هذه ليست إنتفاضة ثالثة، ولذلك لانحتاج سور واقى 2. الغرف الممتلئة فى الفنادق فى القدس، من الممكن أن تفرغ إذا قامت إسرائيل باتخاذ خطوات شاملة وليس خطوات دقيقة.

الإرهاب تتم محاربته عن طريق المعلومات الإستخباراتية الجيدة، فى الزقاق، فى الحقل، فى المشاتل، فى الأنفاق، وليس فى عناوين الصحف والتلفزيون واليوتيوب.

3- بدون وجود أى مبادرة سياسية سريعة أو متعددة السنوات، شاملة أو جزئية، لن يتغير شيئاً. من الممكن أيضاً أن نؤجل وأن نصد، لكن لايمكن أن نقوم بإلغاء الأمر. على الحكومة الإسرائيلية، وهى التى تحكم على الأرض، وهى العنصر المستقر والقوى، هناك التزام بأن تضع أهداف وتقوم بحشد شركاء فى الشرق الأوسط والعالم للتوصل إلى مسودة لــ ” اتفاق مبدئى” يضمن مستقبل آخر للشباب الإسرائيلى والفلسطينى واقتصاد وأمن الشعبين. أى شئ آخر هو مجرد كابوس.

إننى أعلم أن كل شئ مرهون بنا وأن الطرف الآخر يتهرب من المسئولية، لكن هذا يزيد من التحدى أمام الجانب الإسرائيلى.

4- سيكون من المهم جداً كشف من هو ” المسئول رفيع المستوى” الذى حرص قبل عدة أسابيع على أن يهمس رجل مقرب من نتنياهو فى أذنه بأن العقيد شارون أوفيك، الموصى به من قبل وزير الدفاع ورئيس هيئة الأركان العامة لمنصب المدعى العسكرى العام، ليس صديقاً وليس منا”، وأدى بذلك إلى عرقلة الإعلان عن التعيين لعدة أسابيع.

كتبت هنا قبل ذلك عن المدعى العسكرى العام المرتقب وعن مميزاته، وخبرته والتحديات التى تواجهه، من خلال الإشارة إلى أن تعيينه هذه المره لن يمر بسهولة. وحدث ما حدث، حيث أرسل نفس المسئول رفيع المستوى معلومات استخباراتية حساسة إلى رئيس الوزراء عن طريق مبعوث. ووفقاً للمعلومات فإن والد العقيد ” قريباً عميد” شارون أوفيك- وهو ليس لاعب كرة الطائرة أورى أوفيك- هو –عافاكم الله- أخو شاؤول أوفيك، والد ميخال هرتسوج زوجة زعيم المعارضة يتسحاق هرتسوج!.

المعلومات تم تأكيدها وتم تصديقها، لكن وزير الدفاع يعلون أصر على التعيين بشدة، ويتسحق الثناء على ذلك. نتنياهو أيضاً لم يتمسك بالإصرار كثيراً واختار عدم مواجهة وزير دفاعه. منصب المدعى العسكرى العام هو منصب حساس بالفعل، لكن المراقب العام، والمستشار القضائى للحكومة ورئيس الشاباك، فى نظر رئيس الوزراء وبصدق، أكثر أهمية. ومن لايريد رؤية شارون أوفيك مدعياً عسكرياً عاماً وكعميد، يحتاج على ما يبدو إلى رؤيته لواء، أنهت لجنة تريكل مؤخراً عملها فى مسألة القضاء العسكرى، والتحقيقات والصلاحيات، وأوصت بأن يكون المدعى العسكرى العام برتبة لواء، مثل جميع سابقيه.

آفى بنياهو- معاريف