هيلارى كلينتون : لايمكن التوصل إلى حل بين الإسرائيليين والفلسطينيين في ظل التعقيد الجيوسياسي في الشرق الاوسط
نشرت أمس الأربعاء هيلارى كلينتون المرشحة البارزة فى الحزب الديمقراطى للرئاسة الأمريكية مقالاً فى المجلة الأسبوعية اليهودية الأمريكية “فوروارد” أنها كرئيس للولايات المتحدة ستواصل طريق الرئيس أوباما وستحارب من أجل حل الدولتين.
وأشارت إلى أنه فى ظل غياب مثل هذا الحل من المتوقع أن تظل إسرائيل دولة يهودية، لكن غير ديمقراطية أو على العكس، وأعلنت عن استعدادها “لتشجيع” الجانبين على تحقيق السلام. ويشير المقال إلى نية كلينتون على تعزيز موقفها فى الأوساط اليهودية، التى تميل على أى حال إلى التصويت لصالح الديمقراطيين منذ عدة أجيال.
كتبت كلينتون ” إن على التزام عميق تجاه مستقبل إسرائيل كدولة ديمقراطية ويهودية، وبنفس القدر من الإلتزام أنا على قناعة بأن الطريق الوحيد لضمان ( أن تكون إسرائيل دولة يهودية وديمقراطية) هو الطريق الدبلوماسى، وفى حين أنه من غير الممكن فرض حل خاردى، فإننى أؤمن بأن الولايات المتحدة لديها مسئولية للمساعدة فى جلوس الإسرائيليين والفلسطينيين على مائدة المفاوضات وتشجيعهم على اتخاذ قرارات جادة تؤدى إلى إحلال السلام”.
” وحين أكون رئيساً لن أتأخر عن العمل على دفع هدف الدولتين لشعبين، تعيشان فى سلام وأمان واحترام”.
هذه الأقوال هى انعكاس دقيق لموقف الرئيس الحالى تجاه الصراع الإسرائيلى الفلسطينى، لكن طالما أن الواقع السياسى فى الولايات المتحدة والوضع الجيوسياسى فى الشرق الأوسط جعل الريح تهب بعيداً عن ذلك فى فترة أوباما فإن كلينتون تتعهد بأن تبث فيها الحياة من جديد إذا انتخبت للرئاسة الأمريكية.
على الرغم من ذلك فإن ما قالته كلينتون فى فوروارد يراوغ بشكل واضح تصريحات سابقة لها تشير إلى لامبالاة بحل الدولتين. فى حديث مع طلاب فى ماونت فرنون فى ولاية آيوا الشهر الماضى قالت كلينتون أن الإدارة التى سترأسها لن تضغط على إسرائيل للتوصل إلى اتفاق سلام مع الفلسطينيين طالما استمر الوضع المشتعل فى سوريا وطالما أن مستقبل الأردن غير واضح.
قالت كلينتون آنذاك “من الصعب تخيل السلام بين إسرائيل والفلسطينيين فى فترة عدم وضوح مصير سوريا والأردن، وأى صفقة سلام ستكون غير قابلة للتحقق حتى يعلم الإسرائيليون والفلسطينيون ما يحدث فى سوريا وما إذا كانت الأردن ستواصل كونها مستقرة”.
تصريحات كلينتون فى آيوا هى اعتراف نادر من قبل مسئول أمريكى رفيع المستوى بأن الأردن وهى أحد أهم حلفاء الولايات المتحدة فى المنطقة، من المتوقع بالطبع أن تنهار مع أنها صمدت فى الربيع العربى الذى أحدث خراباً فى الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
فى مقال الرأى وكذلك فى الحوار مع الطلاب، لم تذكر كلينتون مطالب إدارة أوباما التى نقلتها هى شخصياً إلى إسرائيل، بتجميد بناء المستوطنات فى الضفة الغربية. وكما هو معروف توقفت المحادثات بعد رفض إسرائيل مد فترة التجميد المؤقتة واتهم الجانبان الولايات المتحدة بوقف المحادثات.
فى مقالها بفوروارد كتبت كلينتون أنها ستبذل ما بوسعها لدفع الشراكة الإستراتيجية مع إسرائيل، وتعزيز التزام الولايات المتحدة بأمن إسرائيل والتأكد من الحفاظ دائماً على التفوق النوعى الإسرائيلى حيث قالت ” هذا الإلتزام يشمل ارسال فورى لوفد من هيئة الأركان المشتركة الأمريكية إلى إسرائيل للقاء قادة إسرائيليين رفيعى المستوى، وإننى أيضاً سأدعو رئيس الحكومة الإسرائيلية إلى البيت الأبيض فى الشهر الأول من ولايتى.
وتؤكد المرشحة الديمقراطية أيضاً على ضمان أن لايصل السلاح الخطير من سوريا وإيران إلى حزب الله أو أن يتم تهديد أمن إسرائيل بصورة أخرى. بل وتعهدت بالتشديد على منع إيران من الحصول على سلاح نووى وتشجيع الشراكة الإسرائيلية الأمريكية أمام إيران والتنظيمات التى ترعاها فى المنطقة.
ران ديجونى-غلوبز