هناك عقيدة راسخة لدى كل من نائبة وزير الخارجية تسيبى حوتوفلى وزميلها وزير التعليم نفتالى بينيت، تمثل لهم إجابة نموذجية للمخاوف المتعلقة بمقاطعة إسرائيل تقول بأن العالم يحتاج لإسرائيل، يحتاج للإختراعات وبراءات الإختراع التى تنتجها إسرائيل والتى تكمن فى كل جهاز حاسوب فى العالم، وإن لم يكن ذلك كافياً، فهناك دول كالهند والصين واليابان تقف كصخرة متينة، بدلاً من دول الإتحاد الأوروبى التى قررت وسم منتجات المستوطنات، من الممكن أن نضم لهذه القائمة من الدول أيضاً أغلب دول أفريقيا وجنوب أفريقيا وكذلك دول الكاريبى الذين يخدمون مؤيدى الملاذ الضريبى.

حينما يكون هذا هو الحال الرسمى من الجائز التعجب لماذا صرخت حكومة إسرائيل حينما قرر محل KaDeWe فى ألمانيا إزالة منتجات المستوطنات من فوق أرفف المحل “وتراجع بعد ذلك” ولماذا تأثر المجتمع الأكاديمى هنا من قرار رابطة الأنثروبولوجى الأمريكية مقاطعة مؤسسات بحثية إسرائيلية. حقاً هذه الأبحاث سيكون من السهل نقلها إلى الصين بسهولة، والمنتجات الفاخرة التى يتم بيعها فى KaDeWe تنتظرها بفارغ الصبر أرفف المحلات فى الهند. لكن تعليقات حوتوفلى وبينيت ترسخ إحساس المقاطعة أكثر ما تثير السخرية. مقاطعة إسرائيل تتحول إلى ظاهرة عادية، تستلزم حلاً لكن هذا سيوجد فى تحديد أهداف جديدة وليس تغيير سياسات إسرائيل.

إن افتراضية عمل حكومة إسرائيل بأنه لايهم ماهى سياساتها وأن الإحتلال ليس هو سبب المقاطعة، ولكن نفاق المقاطعين الذين هم مرضى بمعاداة السامية الشاملة. فى الحقيقة يزعم بنيامين نتنياهو- الذى يسارع فى الربط بين المزاعم ضد الإحتلال الإسرائيلى والمحرقة النازية والنازيين- هناك 200 صراع فى العالم ولكن الجميع يشوه سمعة إسرائيل.

ينسى نتنياهو فقط أن نفس العالم المقيد بالإتحاد الأوروبى قد اشترى منتجات المستوطنات على مدى مايزيد عن خمسة عقود، لكن سياسات الغرب هذه، التى تحدد معايير التقدم والليبرالية، يصعب عليها الحفاظ على صداقتها مع إسرائيل التى تضر بالأسس الإنسانية التى شكلت بنية تحتية للإتحاد الأوروبى. إحتلال الأراضى وقهر السكان عن طريق دولة عضوة فى منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية غير معقول فى تصورهم.

الحكومة الإسرائيلية، التى تواصل التحصن وراء مزاعم من قبيل، عالم منافق ومعادى  للسامية، يجب ان تقلق مجتمع الأعمال والسلك الأكاديمى الإسرائيلى جداً. هذه الجماعات الخرساء التى لم تعبر عن مواقف سياسية حتى الآن، بل ولم تعبر حتى عن رفض، يجب أن تستفيق. الذين يترأسون هذه الجماعات يرون بالفعل التسونامى الوشيك، عليهم أن يخرجوا الآن من غطرستهم ومكاتبهم الزجاجية وصد هذا التدهور.

 

مقال هيئة تحرير هاآرتس