أثار مقطع الفيديو الخاص بحفل الزفاف الذى نشر أول أمس بواسطة روعى شارون فى نشرة القناة العاشرة، ضجة جماهيرية واسعة، صور “شباب التلال” حيث يرقصون فى حفل زفاف أصدقائهم من يتسهار وكفار تابوح بالأسلحة والسكاكين، وينشدون أغانى انتقام ويلوحون بالبنادق الآلية، فى الوقت الذى هدد أحدهم بزجاجة حارقة بيده وصديقه يطعن صورة الطفل على دوابشه الذى تم حرقه، كانت هذه الصور مقززة. وقد تم انتقادهم فى أماكن عدة وكذلك انتقدهم رئيس الوزراء، ووزير الدفاع وعدد من قادة المستوطنين.

لكن التعاطى الشعبى مع هذا الوضع الحقير كوضع شاذ، وأعشاب ضالة فى حقول المستوطنات، شباب أخطأ، يعتبر خداع فى التعاطف من قبل المستوطنين ومؤيديهم. لايجب أن يفاجأ أحد بعرس الدم هذا، بالتأكيد ليس المستوطنين وزملائهم. فى حين، قبل يوم من ذلك فقط حدثت محاولة أخرى من قبل مستوطنين، قاموا بإلقاء قنابل غاز تجاه منزل سكنى فلسطينى كان به زوجان نائمين وطفلهم، فمن الواضح جداً أن هذه ليست حالات فردية. فى الوقت الذى يصرخ فيه قادة المستوطنين كل مساء ضد مايحدث فى التحقيق مع زملائهم المشتبه بهم فى عملية القتل فى قرية دوما، يأتى مثيرى الشغب الجدد وكذلك المحتفلين فى العرس، ويثبتون أن جزءاً من المستوطنين لم يتعلموا شيئاً من قضية قرية دوما وهم مصرون على الإستمرار فى جرائمهم.

شباب التلال هم ” الطلائع” الجدد لمصنع المستوطنات. وكذلك آباؤهم الملهمين لم يتركوا وسيلة، من سطو على الأراضى مروراً بالوحشية مع الفلسطينيين وحتى إقامة خلايا إرهابية. شباب التلال هم ورثة هؤلاء. هكذا هو الأمر فى حى الجريمة؛ حينما يكون الأساس مجرم، فإن الجرائم التى تنمو فى حقول العفن متوقعة وغير مستبعدة، ولايجب على أى شخص أن يندهش.

هناك خط مستقيم يمر بين الجريمة التى وقعت فى قرية دوما، وعرس المستوطنين والقانون الجديد الذى تم التصديق عليه فجر أمس. بغالبية الأصوات وافق الكنيست على مشروع قانون لعضو الكنيست بتسلئيل ساموتريتش، والذى يتيح نقل أموال مخصصة فى الأساس لبناء مستوطنات من الحكومة إلى لواء الإستيطان، وهذا على العكس تماماً من رأى نائب المستشار القضائى للحكومة. وبهذه الأموال يتمتع المختفلين على دم الطفل الذى قتل فى قرية دوما.

افتتاحية هاآرتس