إن رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو لديه تعريف جديد لشعار “دولتين لشعبين” شعب، هو الشعب اليهودى وهو إسرائيلى حتى النهاية لايتصل بالإرهاب ومخلص للدولة بكل قوته، وشعب آخر عربى إسرائيلى وبمعنى أصح مسلم إسرائيلى، يسكن فى المقاطعات التى لايسرى عليها القانون يقوم بتخزين السلاح ويهتم بالتحريض الإسلامى والإرهاب. رسمياً مواطنى تلك الدولة الحسية وفقاً لنتنياهو هم شعبين متعاديين.

نتنياهو سيفتخر بالفعل بأن حكومته وافقت بتأخير لأجيال، بمنح الأقلية العربية مبلغ 15 مليار شيكل من أجل تقريبه نوعاً ما من النطاق اليهودى الإسرائيلى، لكن فى الوقت ذاته يقوم بإبعاد العرب فى إسرائيل وكأنهم شعب مصاب بالجزام.

عندما يتحدث رئيس الوزراء عن أنه ليس مستعداً لقبول “دولتين فى إسرائيل، دولة قانون لكل المواطنبن ودولة داخل دولة لبعض مواطنيها. فى المقاطعات التى لايفرض فيها القانون، يوجد بها تحريض إسلامى وبها سلاح بشكل متوفر”. السؤال الحالى هو من الذى منع نتنياهو من فرض القانون حتى الآن؟ من الذى أوقفه من إقامة مراكز للشرطة، ودفع التعليم واحتواء العرب كجزء لايتجزأ من الكل الإسرائيلى؟.

لكن القلق الأكثر إزعاجاً هو وضع الطين على الأقلية العربية. الكلمات “مقاطعات” و ” التحريض الإسلامى” و”السلاح بشكل متوفر” لاتشير إلى مواطنين فرديين يمارسون الإرهاب أو الجريمة. من الواضح لكل إسرائيلى عربى أو يهودى، ماهى وكيف هو الحال فى هذه المقاطعات. هناك حوالى 20% من سكان إسرائيل يعيشون هناك.

نتنياهو الذى يثور ضد الإتهامات الجمعية للصهيونية الدينية، او الحاخامات وسكان المستوطنات والتى كانت من الممكن أن يتم اعتبارها مقاطعات لايتم فرض القانون الإسرائيلى فيها وبها سلاح بشكل متوفر. ليس هناك مشكلة فى رسم خطوط فاصلة عرقية. وفقاً لنتنياهو تماماً كما “هدد” العرب باحتلال لجان الإقتراع الخاصة بالإنتخابات، هم الآن العدو الذى يهدد بتدمير الدولة بواسطة الإرهاب. هؤلاء العرب –كما يشكو نتنياهو- بدلاً من أن يقدموا الشكر عن  القلب الكبير للحكومة يقابلون الخير بالشر وكأنهم كانوا حيوانات أليفة نسيت دروس ترويضها.

يبدو أنه من غير الممكن إغلاق النبع العفن الذى يتسقى منه نتنياهو هذه التصريحات، ويملأ بها فضاء الحديث العام فى إسرائيل. لكن من الممكن ويجب بناء حوار فى المقابل، بديل عن ذلك العنصرى الخاص برئيس الوزراء. الحوار الذى سيوضح بشكل جلى بأن كونك ” إسرائيلى حتى النهاية” هو الوضع الطبيعى والمؤكد لكل مواطن فى الدولة، سواء كان يهودى أو عربى.

هارتس