انتهت قوات سلاح المهندسين التابعة للقيادة الشمالية بالجيش الإسرائيلى مؤخراً من تجربة منظومة جسور جديدة، تتيح لعدد كبير من القوات فى بؤر عديدة من اجتياز نهر الأردن مرة واحدة، ونقل المعدات الثقيلة إلى هضبة الجولان. بعد نجاح تجربة الجسر المصنوع من المواسير فى القيادة الشمالية، يخطط الجيش الإسرائيلى حالياً للتزود بمنظومات ربط أخرى تتيح عبور نهر الأردن بسرعة.

منذ حرب يوم الغفران استخدم الجيش الإسرائيلى للتقدم ببطء كجسر جليليم وجسر بيلى وجسور أخرى كبيرة متحركة لم تعد مناسبة لميدان القتال المستقبلى.

وقد شرح الرائد اريئيل جليكمان، وهو مدير قسم التحصينات الهندسية فى القيادة الشمالية الجسر الجديد قائلاً ” حجم الجسور التى تساعدنا اليوم فى نقل القوات من الجليل إلى الجولان غير كافية لنقل حجم كبير من القوات فى حالات الطوارئ، وقد قمنا فى الجيش بتطوير جسر من المواسير ضخم الحجم تم مده على سطح الماء ويتم رصفه بالرمال مثلاً أو الحصى، حتى تتمكن المركبة من المرور عليه بصورة آمنة وسريعة”.

قبل عدة أسابيع قام رجال سلاح المهندسين بتشغيل الجسر الجديد فى قنوات نهر الأردن فى الجليل الأعلى. وقد تم التدريب بنجاح ويصف الرائد جليكما قائلاً ” من السهل جداً استخدام هذه المواسير، يتم شحنها على حافلة ونضعها فى أى مكان نريده، ونقوم بنشرها ببساطة”.

وقد استخدم الجيش الإسرائيلى حتى الآن جسوراً قديمة لم تتغير منذ حرب يوم الغفران. وأضاف الرائد جليكمان” إن جسور يونيبلوت وجليليم يستغرق مدها أسبوعاً، ولذلك يتم نشرها دائماً فى عدد من الأماكن على طول نهر الأردن، لأنه لايمكن أن يتم تركيبها وسحبها فى حالة الطوارئ، وقد تم تطوير هذه الجسور فى عام 1973 وهى حالياً لاتتناسب مع المركبات. فالمركبات ومعدات القتال تزن اليوم ضعف ما كانت عليه أثناء تلك الحرب”.

لماذا نحتاج إلى كل هذه الجسور الكثيرة؟

أشار الرائد جليكمان قائلاً ” بشكل عام عبور هذا النهر عنق زجاجة، حيث أنه عندما نريد تحريك حجم كبير من القوات فى وقت قصير من مكان إلى مكان آخر، سيكون هناك زحام على الجسر ولذلك أردنا إيجاد حل لمسألة العبور سواء فى الممرات المائية أو المحاور الجبلية، كما أنه على أفضل الجسور فى العالم، عندما تتعطل دبابة فى المنتصف لايمكن تحويلها، ولذلك كان يجب علينا إيجاد حلول لأننا ننوى تحريك حجم كبير من القوات فى وقت قصير، ومن شمال بحيرة طبرية حتى الحدود هناك عائق وهو النهر”.

ليس فقط حزب الله

فى عصر القتال الجديد، يبدو أن خيار حرب جيش أمام جيش واحتلال أراضى على غرار حرب يوم الغفران ليس مطروحاً، لكن قتال ضد عصابات وتفوق العدو. إن دفع العدو واستخدام حجم كبير من الوسائل القتالية كالدبابات وما إلى ذلك يمكن أن يحسم المعركة عن طريق الرد السريع على محاولة الهجوم.

فى مثل هذه الفترة، وأمام التهديد المتجدد من جانب سوريا ولبنان، واللتان تحولتا مؤخراً إلى ساحة واحدة، فإن الجيش الإسرائيلى يتطلع إلى الوصول بأسرع مايمكن من جبهة إلى أخرى، وجسور المواسير الجديدة ستتيح تنفيذ ذلك بسرعة أكبر.

بدون أى علاقة واضحة بجسر المواسير الجديد، فى الأسبوع الماضى أنهت القيادة الشمالية من التدريب الأول من نوعه استغرق يومين، واستعدوا فيه للقتال ضد الجهاد الإسلامى وحزب الله على جانبى الحدود.

وقد أوضح قائد المنطقة الشمالية اللواء أفيف كوخافى التهديد المتعلق بمايحدث حالياً على الجبهة الشمالية، أن التدريب قد أظهر تنفيذ خطط عملياتية من خلال التعاون بين أذرع الجيش الإسرائيلى.

فى الحرب القادمة من المتوقع أن لاتواجه إسرائيل فقط تنظيم حزب الله الذى سيعمل من الجبهة اللبنانية والسورية، بل أيضاً ستواجه المجموعات الإرهابية مثل الجهاد الإسلامى والتى ستهاجم إسرائيل. وعلى حد قول اللواء كوخافى ” لقد تم التدرب على مناورة واسعة النطاق، واستخدام النيران والهجوم على آلاف الأهداف بمقدرة عالية جداً فى جميع مناطق القتال، بما فى ذلك القرى التى يعمل من خلالها العدو”.

فى الجيش الإسرائيلى الذى يتابع التغيرات على الساحة الشمالية، يتم دائماً جمع آلاف النقاط التى تشكل تهديداً على إسرائيل ويقومون بوسمها من أجل المعركة القادمة، ومن بين الأهداف التى تم التدريب عليها فى الوحدات المختلفة إلى جانب التدريبات فى منطقة الجولان، كان مهاجمة وسائل قتالية، وأوكار إرهابية، ونشطاء إرهابيين، وخاصة القرى وأى مكان من المتوقع أن يعمل من خلاله حزب الله أو الجهاد الإسلامى.

وقد تطرق مؤخراً ضابط رفيع المستوى فى الجيش الإسرائيلى إلى قوة حزب الله، على خلفية تدخله فى ” الوحل السورى” وآلاف الجنود الذين قتلوا للتنظيم فى المعارك مع الثوار، قائلاُ ” حزب الله لديه قدرة كبيرة امام إسرائيل، لكنه لديها صعوبات اقتصادية صعبة، وقدرات منخفضة على العمل حالياً وصراعات داخلية أمام أبناء عمومته الذين يغضبون بسبب الثمن الذى يدفعونه على الجبهة السوري”.

حالياً ومع وقف المشروع النووى، يبدو أن إيران سيكون أمامها وقت أكبر لتعزيز سيطرتهم على حزب الله والتظيمات الإرهابية، ومساندتهم، بل وفى النهاية توجيههم بالعمل ضد إسرائيل.