تتعرقل عملية تطبيق التفاهمات حول تركيب كاميرات فى الحرم القدسى، منذ أكثر من ثلاثة اشهر وذلك بسبب خلافات بين إسرائيل والأردن، وقد توصل الجانبان إلى هذه التفهمات فى شهر أكتوبر الماضى، وأدى هذا الأمر إلى تخفيف حدة التوتر فى الموقع المقدس لليهود والمسلمين وإلى وقف الأزمة بين البلدين. ويخشى موظفون رفيعو المستوى فى إسرائيل وكذا دبلوماسيين غربيين من أنه إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق فى هذا الشأن قبل عيد الفصح اليهودى فى نهاية شهر إبريل فإنه من المتوقع ان تتجدد التوترات فى هذا المكان.

وقد تم مؤخراً عقد جولة محادثات أخرى بين إسرائيل والأردن فى هذه القضية، وشعرت طواقم المفاوضات أن هناك تقدم قد حدث فى ذلك. وعلى الرغم من ذلك فإن الخلافات الأساسية لاتزال على حالها وتم نقلها بواسطة طواقم المفاوضات إلى تقديرات القادة فى كلا الجانبين.

فى يوم 22 أكتوبر الماضى، بعد شهر من التوتر الكبير وأحداث العنف فى القدس حول الحرم القدسى، التقى رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو فى برلين ووزير الخارجية الأمريكى جون كيرى فى محاولة للتوصل إلى صيغة لإعادة الهدوء. وقد قال نتنياهو أثناء اللقاء لكيرى أن الأردنيون قد اقترحوا على إسرائيل فيما سبق تركيب كاميرات فى الحرم القدسى، يمكن من خلالها متابعة مايدور فى المكان فى التو واللحظة وأن يروا أنه لامساس بالمساجد أو خرق للوضع القائم.

وقد قال نتنياهو لكيرى أنه مهتم بدفع مسألة تركيب الكاميرات، وبعد ذلك بعدة أيام، فى نهاية جولة المحادثات فى عمان، أعلن عن ذلك وزير الخارجية جون كيرى فى مؤتمر صصحفى مع نظيره الأردنى ناصر جودة. والتفهمات التى تم التوصل إليها فى هذا الشأن آنذاك فيما يتعلق بتركيب الكاميرات خففت من التوتر بين إسرائيل والأردن واستؤنفت الإتصالات بين الجانبين بعد انقطاع طويل.

وفى الأشهر الثلاثة الماضية منذ ذلك الحين، عقدت مفاوضات بين ممثلين للشرطة الإسرائيلية والشاباك من جانب، وممثلين للوقف والمخابراتا العامة الأردنية من جانب آخر. ولاتشارك السلطة الفلسطينية فى المفاوضات لكن يتم إطلاعها من قبل الأردنيين بالتطورات وتحاول التأثير على هذه المفاوضات عن طريقهم.كما يتم إطلاع الإدارة الأمريكية أيضاً بالتطورات فى المحادثات، سواء من الجانب الأردنى أو من الجانب الإسرائيلى.

وقد كانت المفاوضات فنية بالأساس، لكن اتضح للطرفين أنه فى مكان مثل الحرم القدسى، تتحول المشكلات الفنية على مايبدو سريعاً إلى مشكلات جوهرية وسياسية حساسة. وقد أشار مسئول إسرائيلى رفيع المستوى إلى أن هناك خلافات كثيرة اتضحت بين الجانبين وتعرضت المفاوضات بصعوبات وبدأ سيرها يتباطأ وقد قال المسئول ” فى مرحلة متقدمة أدركوا أن هذا الأمر أكثر تعقيداً مما كانوا يعتقدون حينما طرحوا هذه الفكرة”.

على الرغم من أن أغلب الخلافات تتعلق بالفعل بمسائل فني، إشار مسئول إسرائيلى رفيع المستوى إلى أن مسألة من تكون له السيطرة نظام الكاميرات هى أساس الفجوة بين الجانبين. وفى هذا الإطار هناك سلسلة من القضايا التى لاتفق عليها الجانبان وهى :-

* إلى أين يبث ما تصوره الكاميرات- هل تبث إلى غرفة عمليات إسرائيلية أم إلى غرفة عمليات أردنية أم تبث مباشرة إلى موقع إلكترونى يمكن لأى شخص مشاهدة مايحدث عن طريق فى التو واللحظة.

* التحكم فى البث- هل تستطيع إسرائيل التحكم فى البث الذى يخرج من الحرم القدسى، أو إيقافه إذا أرادت أو مراقبة مقاطع منه. يطلب الأردنيون والفلسطينيون بألا تكون لإسرائيل أى قدرة على التدخل فى البث أو التنقيح.

* كيف يتم تركيب الكاميرات- تريد إسرائيل أن يتم تركيب الكاميرات فى كل منطقة الحرم القدسى، وكذا داخل المساجد، لكى يظهر أن مثيرى الشغب يستخدمون المساجد لتخزين الحجارة أو الوسائل القتالية. ويعارض الأردنيون والفلسطينيون تركيب الكاميرات داخل المساجد بشدة.

وقد أعرب مسئولون إسرائيليون رفيعو المستوى ودبلوماسيين غربيين عن قلقهم من أن تؤدى المفاوضات المتباطئة إلى عدم التوصل إلى حل حتى عيد الفصح فى شهر إبريل. فعلى غرار عيد المظال وعيد الأسابيع، يعتبر عيد الفصح مناسبة حساسة بالنسبة لليهود يزداد خلالها عدد اليهود الراغبين فى الصعود إلى الحرم القدسى. وقد قال المسئولون “إذا وصلنا إلى ذلك الوقت ولم تكن هناك اتفاقات فإن التوترات التى رأيناها حول الأعياد اليهودية فى شهر سبتمبر من المتوقع أن تتجدد”.

باراك رابيد هارتس