وزيرة العدل أييلت شاكيد، المعروفة بأنها امرأة حازمة، ويملأها الإيمان والأيديولوجية اليمينية المتطرفة، تريد أن تدفعنا خطوة فى إقامة دولة ثنائية القومية، بكل معانيها الكارثية. لو كان هذا عزم مدمرى إسرائيل الموجودين فى داخل المجتمع اليهودى، بالطبع كانت الوزيرة تستطيع بدون رحمه أن تهاجم المرضى النفسيين فى اليسار المنحط ، غير الصهيونى على مايبدو، والذين يريدون التوصل إلى حل يمنع كارثة الدولة ثنائية القومية. إلا أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو هو من زعم فى جميع الساحات أن خطته هى إقامة دولة فلسطينية فى الضفة الغربية، بشروط معينة.

يزعم كثيرون أن نتنياهو لاينوى فى الحقيقة العمل فى هذا الإتجاه. وليس من المستبعد أن وزيرة العدل التى تعمل فى حكومته تعلم أمراً أو أمرين لايعلمهم الجمهور العريض. على أى حال، وزيرة العدل لاترتاح أبداً، وأنشطتها من أجل ضم الأراضى المحتلة وفرض السيادة عليها، كثيرة جداً ومتناغمة ولاتخفى نواياها، وعلنية. شاكيد تريد أن تضم الأراضى المحتلة كلها. ونواياها تجاه مستقبل العرب الذين يعيشون فى تلك المناطقة التى تريد ضمها غير واضحة.

إلا أن الفرص غير محدودة، إما أن يسرى القانون والقضاء الإسرائيلى أيضاً على المواطنين العرب وليس فقط اليهود، أو أن نهملهم ونبقيهم فى وضع مختلف عن القطاع السكانى الآخر. هناك خيار آخر، وهو التهجير القسرى للعرب إلى الأردن، والتى من ناحية الكثير من السياسيين اليمينيين، الدولة الفلسطينية الأصلية. إذا تبنينا الطريق الثالث هناك فقط مشكلة هامشية وهى، ما هى الوسائل التى يمكن بها تنفيذ التهجير القسرى بالفعل.

اقتراح أييلت شاكيد بسريان القانون والقضاء الإسرائيلى فى الضفة الغربية هو استمرار لمسلسل مشروعات قوانين تحويل إسرائيل إلى دولة دينية أكثر ويمينية أكثر وغير متسامحة تجاه الآراء التى تخالف آراء الوزيرة. بدون شك إذا نجحت الخطوة، ستكون إسرائيل دولة ترجع للوراء عن طريق مؤيدى الليبرالية. وستصفق كل الدول لتحول إسرائيل إلى دولة ثنائية القومية. الإدارة الأمريكية الجديدة أياً كانت، ستكون متحمسة جداً من مساعى شاكيد. وبدون الصهيونية، أراهن أن أى رئيس أمريكى يصل إلى السلطة بعد أقل من عام لن يغير علاقته بالأراضى المحتلة. الرؤساء الودودين جداً لإسرائيل، كالرئيس بوش الأب، لم يعترفوا بأراضى الضفة الغربية بما فى ذلك القدس الشرقية، على أنها أراضى تابعة لإسرائيل. سياسة شاكيد ستجعل وضع إسرائيل صعباً.

القضية الأخيرة المتعلقة بالعلاقات بين إسرائيل وألمانيا تجسد فقط الهوة بين سياسات إسرائيل فى الأراضى المحتلة والسياسة الألمانية. ألمانيا هى الدولة الأكثر وداً لإسرائيل بعد الولايات المتحدة. ألمانيا تؤيد إسرائيل لكن ضد سياسات الحكومة اليمينية الأصولية التى ترى فى الأراضى الرؤية الكاملة بدون المخاطر المرعبة الكامنة فيها.

الخطر الحقيقى هو على اليهود فى دولة إسرائيل. الدولة ثنائية القومية هى تدمير للحلم الصهيونى. لكن الأكثر من ذلك أنها وصفة لاستمرار العنف، الإحتكاك غير الضرورى، واستمرار الإرهاب والحرب وخطر حقيقى على قدرة إسرائيل لأن تبقى يهودية وديمقراطية. الدولة ثنائية القومية ليست دولة يهودية. إن مفكرى ومؤسسى دولة إسرائيل لم يتخيلوا دولة ثنائية القومية. وضم الأراضى إذا نجح سيؤدى إلى كارثة لإسرائيل.

 

 

تشيلو روزنبرج- معاريف