29 ديسمبر 2014

بقلم أمير بوحبط وهيئة تحرير موقع واللاه

 

إن أحد الأسباب التي تجعل وزارت الدفاع في العالم تبحث عن بدائل لأي من أسلحتها هو تقلص الميزانيات العسكرية بشكل مستمر، لذا فهم في بحث دائم وراء تكنولوجيا رخيصة وذكية وذلك للوقوف في وجه التهديدات المختلفة، وهنا تظهر الشركة الإسرائيلية “إيرونتكيس” أكبر شركة عالمية مُنتجة للطائرات الصغيرة ” الميني” بدون طيار والتي تمثل الجواب المناسب لطلبات العديد من جيوش العالم.

تجدر الإشارة إلي أن شركة “إيرونتيكس” هي من تقوم أيضاً بإنتاج العديد من مكونات منظومة “القبة الحديدية “كما تمتلك أيضاً 6 شركات صغيرة متخصصة في إنتاج منظومات التحليق والتوجيه، وإنتاج القذائف الجوية، والمحركات النفاثه، وكاميرات إليكتروبصرية وبالونات المراقبة، كل هذه التكنولوجيا تحت سقف واحد تتيح لـ ” إيرونتكيس ” خفض التكلفة وتسريع وتيرة التطوير والإنتاج الضخم.

وتضيف مصادر في الشركة أن 95% من أرباح الشركة ناتج عن التصدير لخارج إسرائيل لمنتج واحد وهو الميني طائرة بدون طيار “أوربيتر” والتي ولدت عام 2000 وتم تطوير ثلاثة موديلات منها في وقت لاحق ، فـ “أوربيتر-2” والتي تم بيع أكثر من 1000 وحدة منها إلي عشرات الدول الأجنبية في جميع أنحاء العالم ، وهي طائرة صغيرة لايزيد وزنها عن 10 كجم، وقد تم توقيع إتفاقية مع فنلندا مؤخراً على توريد 250 طائرة من هذا الطراز للحكومة الفنلندية.

إن الطائرة الميني بدون طيار ذات ردار ذكي يصعب على العدو إكتشافها بأي طريقة، ولديها محرك كهربائي مما يساعدها على الطيران بشكل شبه صامت بخلاف الطائرات مثيلتها التي تعمل بمحركات عادية والتي تطير في سماء قطاع غزة مصدرة طنين غير متوقف ، “الأوربيتر- 2″ يتم إطلاقها من  أي مركبة كما أنها تستطيع الطيران على إرتفاع 18 ألف قدم (أكثر من 5.5 كلم) وتستطيع حمل كاميراً إليكتروبصرية وأدوات تنصت ووسائل حرب إليكترونية ومجسات ومستشعرات لسلاح المدفعية.

وفي هذا الصدد يقول داني  أشحر نائب مدير عام إيرونتيكس ” إن أوربيتر- 2 هادئة في طيرانها مثل نسر لديه عيني صقر ” . “إننا قادرون على تزويد هذه الطائرة بالعديد من التطبيقات والتي تستطيع مساعدة سلاح المدفعية على سبيل المثال لتصبح قادرة على إصابة أهدافها بدقة بالغة، بل أنها سترصد أيضاً سقوط القذائف، وتقوم بإرسال صورة وقتية إلي مراكز المراقبة لتصحيح معاملات الضرب والتعديل الصحيح في التو واللحظة” . تستطيع هذه الطائرة بواسطة التكنولوجيا العالية التي تعمل بها أن تطير لمدة أربع ساعات متواصلة ، كما أنها تستطيع القيام بمهام بحرية مختلفة والهبوط على سفن الصواريخ”.

إن النموذج الأكثر تطوراً في الوقت الحالي من هذه الطائرة هو “أوربيتر- 3” ويزن 30 كجم ويستطيع الطيران لمدة سبع ساعات دون توقف كما يستطيع حمل كاميرا تزن 3.5 كجم للتصوير النهاري والليلي، والطيران لمسافات تصل إلي 120 ألف كليومتر، هذا بالإضافة إلي كافة المزايا التكنولوجية للنموذج السابق من قدرة على تركيب مجسات للحرب الإليكترونية وعتاد للتنصت، هذا وقد قامت بشراء النموذج الجديد إحدى الوحدات المختارة في أحد الجيوش الغربية وقد أعلن الجيش الإسرائيلي عن مناقصة للتزود بمثيل لهذه الطائرة مؤخراً.

ويشير أشحر إلي مزايا الطائرة الميني قائلاً “إن هذه الطائرة تمتاز بأنها ذات تكنولوجيا يصعب إيجادها في أي من مثيلاتها وأفضل من ذلك أن ثمنها رخيص نسبياً وتشغيلها سهل للغاية مقارنة بأي طائرة بدون طيار لديها نفس الإمكانات، إن مثل هذه الإمكانات تتوافر في طائرات ذات محركات نارية تزن 300 كجم وتصدر طنيناً لذا يصبح لزاماً عليها أن تطير على إرتفاعات عالية جداً حتى لايتم سماعها، لذا يتطلب ذلك تكنولوجيا مرتفعة التكلفة جداً، ولذا عالجنا ذلك وصغرنا حجم الطائرة وخففنا وزنها، ولا تحتاج لأكثر من طاقم مكون من ثلاثة أشخاص لتشغيلها، ولم يتم تسجيل حالة سقوط واحدة لطائرة من هذا الطراز منذ أن تم تشغيلها”.