14-8-2014

بقلم يوآف زيتون، روعى كياس، اتيلا شومبليفى

.

تتابع قيادة المنطقة الشمالية التطورات الأخيرة على الحدود السورية الإسرائيلية، بعد أن سيطرت بالأمس جبهة النصرة الموالية للقاعدة والأكثر تطرفاً من حماس على معبر “القنيطرة” بهضبة الجولان. ومصير 43جندي من فيجي تابعين لقوات الأوندوف الذين اختطفهم المتمردين بعد قتال متبادل في منطقة القنيطرة غير معروف حتى الآن. بالاضافة الى 81 جندي فلبيني تابعين للامم المتحدة متعثرين في المنطقة. واستنكر السكرتير العام للامم المتحدة مساء يوم الخميس الاختطاف بشدة. ودعا الى اطلاق سراح المفتشين على الفور.

يرى جيش الدفاع فى هذا التطور الأخير أنه فقدان لسيادة الجيش السورى على هضبة الجولان. وتطرق رئيس الوزراء نتنياهو عشية اليوم إلى الحادث وربطه بنشاطات منظمات إرهابية أخرى فى الشرق الأوسط.

في لقاء مع وفد لجنة الخدمات المسلحة التابعة للبرلمان الامريكي،أعلن نتنياهو للحضور قائلاً الآن اختطفت المنظمة الممثلة للقاعدة عشرات الجنود التابعين للامم المتحدة فى هضبة الجولان. وعلينا ان نتخذ موقفا مشتركا لدحرهم”. وأضاف: “امامنا اعداءا مشتركين وهم الإرهابيين الإسلاميين الراديكاليين الذين ليس لهم رادع ويقتلون الناس ويحكمون بالارهاب”.

ومن جانب إسرائيل فإن عملية فقدان السيطرة على معبر القنيطرةهو تجميد فقط لعبور التفاح أو منع عبور الأطفال الدروز للتعلم فى سوريا.وفى هذا الإطار يكون التفاعل الوحيد الذى تقوم به المنظومة الأمنية مع قوات المتمردين على الجانب السورى من الحدود، يتعلق بالحالات الإنسانية مثل علاج الجرحى المنقولين إلى إسرائيل ومساعدة نقل السلع الأساسية.

في مناطق اعمق على هضبة الجولان السورية، ما زال يسيطر جيش الاسد ويقود حرباً وقائية بهدف منع المتمردين من السيطرة على الهضبة كلها والمنطقة المجابهة للهضبة المحتلة.

على الرغم من اختطاف الجنود، الا ان قوات الاوندوف مستمرة في القتال وليس من المتوقع خروجها من المنطقة في الايام القادمة. وحوالي 1500 جندي تابع لقوات الامم المتحدةة الرابضة للحفاظ على الهدنة الموقعة بين سوريا واسرائيل، ينتظرون اطلاق سراح الجنود المختطفين.

تلقي وزارة الخارجية السورية المسؤولية على التنظيمات الارهابية فيما يتعلق بسلامة الجنود المختطفين. وأفادت وسائل الاعلام التابعة لنظام الاسد انه هذا الصباح تبادل الطرفين اطلاق النار في منطقة المعبر وانه وقعت عدة قرى في يد نظام الاسد.

قبيل ساعات المساء هذا اليوم هدأ القتال بين قوات المتمردين وجيش الأسد بعد ان فقد النظام السوري السيطرة لأول مرة على المعبر الحدودي الوحيد مع اسرائيل. غير ان المتمردين يسيطرون كذلك على بلدة القنيطرة القديمة وتقريبا كل الشريط الحدودي المتاخم لإسرائيل، باستثناء منطقة صغيرة شمال منخفضات حرمون، بالقرب من القرية الدرزية السورية ” الخضر”، مع ذلك فإن تواجد الجيش السورى هناك قد ضعف جداً.

نشر اليوم موقع معارضة سوري صور لمكتب الاعلام التابع لجبهة النصرة، ويوضح صورة رجل من التنظيم يرفع علم القاعدة الأسود على المنطقة الحدودية مع اسرائيل. وصورة اخرى تظهر أحد كبار رجال التنظيم في المنطقة وخلفه العلم الإسرائيلي على خط الحدود.

هرب مئات المقاتلين من جبهة النصرة من منطقة دير الزور مبكراً بعد أن تأكد سيطرة داعش التنظيم المزاحم لجبهة النصرة. ولكن أعادت جبهة النصرة تنظيم نفسها مرة اخرى، ثم خرجوا في هجوم على الحدود الاسرائيلية. لكن قبلها ببضعة اشهر احتلت جبهة النصرة وحلفائها عدد من المراكز بالقرب من قرية “ناوا”، ويعد من اكبر الآنجازات التي حققتها منذ بداية الحرب الأهلية في سوريا. أهمية هذا الآنجاز لا تعود الى قرب المنطقة من الحدود مع إسرائيل او الأردن، بل تتلخص في ان العاصمة دمشق تبعد 65 كيلو متر فقط عن علم القاعدة الجديد.