2-12-2014

بقلم اساف جولان

 

الأزمة السياسية الحالية التى تقود نحو إنهاء فترة حكومة بنيامين نتنياهو، هى نموذج مشابه لميلاد السياسة الداخلية الإسرائيلية. فى الــ 68 عاماً وهى عمر دولة إسرائيل التي تعاقب عليها ما لايقل عن 33 حكومة و19 كنيست.

إن متوسط عمر الحكومات فى إسرائيل أقل من عامين ( حوالى 23 شهر فقط) ويقف الكنيست صامداً حوالى 3 سنوات وأربعه أشهر. وهذا الواقع يعمق الشعور بعدم الإستقرار المتواصل فى نظام الحكم الإسرائيلى. وهكذا لأكثر من مرة اضطر الجمهور إلى التوجه إلى صناديق الإقتراع فى وقت مبكر عن الوقت الذى تم تحديده منذ البداية. إلى أى مدى يكون هذا الأمر خطيراً؟ فيما يلى بعض الأمثلة:-

الكنيست الأول: علامة مبشرة.

فى السنوات الأولى للدولة حينما كانت الديمقراطية الإسرائيلية فى مهدها، لم يكن من السهل للكنيست أن يكمل فترته. الكنيست الأول انهى طريقه مع استقالة بن جوريون من الحكومة الثانية التى التى كان يرأسها، وهذا بسبب الجدل مع الأحزاب الدينية حول صلاحيات الهستدروت لتوفير تعليم دينى لأبناء المهاجرين الجدد، وبسبب الصراع حول أبناء اليمن.

الكنيست الثانى : لقد وصل الألمان.

الحكومة الإسرائيلية الثامنة والتى كانت موازية للكنيست الثالث برئاسة دافيد بن جوريون عملت بالكاد لمدة عامين. واستقال العجوز فى يوليو من عام 1959. بعدما صوت المابام وأحدوت هعفوداه ضد قرار الحكومة ببيع السلاح لألمانيا الغربية. بعدما لم ينجح فى تشكيل حكومة جديدة، قرر بن جوريون التوجه إلى الناخب.

 

الكنيست الثامن: بسبب يوم السبت

الحكومة الإسرائيلية الــ 17 برئاسة يتسحاق رابين، تشكلت فى يونيو عام 1974 وعملت لمدة حوالى ثلاث سنوات. وسبب حل الحكومة والتوجه إلى الناخب كان بسبب اقتراح سحب الثقة الذى قدمته كتلة الجبهة الدينية التوراتية. بسبب تدنيس حرمة السبت والذى حدث عندما لم يستطع بعض أعضاء الحكومة العودة إلى منازلهم قبل دخول السبت من حفل استقبال طائرات اف 15 الأولى فى سلاح الجو. ورجعوا إلى صناديق الإقتراع.

الكنيست الــثانى عشر: عندما قالوا نعم للسلام

الحكومة الرابعة والعشرين برئاسة يتسحاق شامير، تم تشكيلها فى يونيو عام 1990 وعملت لمدة حوالى عامين، وقد سقطت فى أعقاب اشتراك إسرائيل فى مؤتمر مدريد للسلام. وهى الخطوة التى أدت إلى استقالة أحزاب اليمين مثل ” هتحياه” و “تسيميت” و “موليدت” من الحكومة. وتم تقديم موعد الإنتخابات.

الكنيست الثالث عشر: مسألة توقيت.

تشكلت حكومة شمعون بيريز فى أعقاب مقتل رئيس الوزراء يتسحاق رابين. وبادر رئيس الوزراء بتقديم موعد الإنتخابات القادمة لأنه اعتقد أن نسب التأييد الكبيرة التى يحظى بها ستضمن له فوزاً واضحاً. وفى ليلة الإنتخابات كانت المؤشرات تشير إلى فوز بيريز، إلا أنه قبل ساعات الصباح اتضح أن بنيامين نتنياهو قد فاز بفارق 30 ألف صوت. وكان تحولاً مذهلاً.

الكنيست الرابع عشر: علاقات عمل           

تم تنصيب بنيامين نتنياهو لرئاسة الحكومة فى يونيو عام 1996 وترأسها لحوالى ثلاث سنوات.وخلال تلك الفترة، لم ينجح رئيس الوزراء فى الحفاظ على علاقات عمل طبيعية مع أعضاء الإئتلاف وفى النهاية فشل فى تمرير ميزانية الدولة لعام 1999. وبسبب ذلك قرر نتنياهو بأنه ليس هناك معنى لمواصلة الجهود وحل الكنيست.

الكنيست الخامس عشر: الإئتلاف تفرق.

عندما ترأس أريئيل شارون الليكود حصل على أغلبية كبيرة فى الإنتخابات المباشرة لرئاسة الحكومة عام 2001. واستمر الكيست لحوالى عامين فقط. لكن بعدما انسحب حزب العمل وبالرغم من تولى ثمانية وزراء بدلاً منهم، اختار شارون الرجوع إلى الناخب. وعاد ليشغل منصب رئيس الوزراء فى الكنيست السابع عشر، لكن بسبب مشكلة صحية وقع فى غيبوبة وحل محله إيهود أولمرت.

الكنيست السابع عشر: فساد فى القيادة.

إيهود أولمرت الذى حل محل شارون، نجح فى الحفاظ على مقعد رئيس الوزراء ولكن فى سبتمبر 2008 اضطر أولمرت للإعلان عن استقالته من منصبه. وذلك بسبب تهم جنائية بأعمال فساد من جانبه. وقد تمت إدانته بعد ذلك بست سنوات.

الكنيست التاسع عشر: حكومة مفتتة.

نجح بنيامين نتنياهو فى منصب رئيس الوزراء طوال فترة الكنيست الثامن عشر بل وشكل الحكومة فى الكنيست التاسع عشر، والتى صمدت لمدة عامين إلا أنه بسبب مواجهات مع كتل الإئتلاف، خاصة ييش عتيد و” الحركة”، قرر نتنياهو الذهاب مرة أخرى إلى الإنتخابات. ويستعدون فى المطابع لطبع بطاقات التصويت الجديدة.