آرى شابيط
11-12-2014
لايمكن المبالغة بأهمية انتخابات 2015. هذه المرة السؤال ليس ماذا سيكون ثمن الشقة، وماهو ثمن الفيلا، إن لم يكن بيت. هذه المرة الصراع ليس على هوامش الراحة، ولكن على جوهر الوجود. لأن قوة الطاقات المهددة من الداخل للصهيونية وللديمقراطية الإسرائيلية هذه المرة كبيرة جداً.
فى الماضى كان الليكود حزب قومى ليبرالى ( مناحم بيجن، بينى بيجين، دان مريدور ورؤوبين ريبلين). وحزب الليكود حالياً هو حزب جماهيرى ليس هناك من يوقفه ومضاد لليبرالية ( دانى دانون، ياريف لفين، ميرى ريجيف). فى الماضى كانت الصهيونية الدينية حركة رزينة أو مسئولة، أو هامشية (يوسيف بوريج، زبولون هامار، زبولون أورليف) والآن هى حركة متغطرسة وعدوانية، من المتوقع أن تحصل على السلطة ( نفتالى بينيت). الحلف المتجدد بين الليكود القومى والبيت اليهودى المسيحانى أصبحت تنذر بكارثة تجعل إسرائيل مثل روديسيا، أو كجنوب أفريقيا، أو كمجموعة من المتعصبين.
هناك من يصف الإنتخابات بأنها استفتاء على بنيامين نتنياهو، وهذا خطأ. نتنياهو بالفعل فقد ثقة أغلب الإسرائيليين. فقد أسنزف قواه، لكن شعور ” ليس بيبى فقط ” هو شعور خطير. ومن المتوقع أن يلعب إلى جانب قوى الظلام. إن الإئتلاف الواسع جداً لمن يمقتون نتياهو من المتوقع أن يأتى بأفيجادور ليبرمان أو بينيت فى رئاسة الوزراء، لذلك يجب مقاومة نتنياهو بكل قوة وإنهاء فترته الفاشلة، ولكن يجب عمل ذلك بوعى ومسئولية. لايجب أن نهرب من فخ إلى حفرة.
لايجب السماح للنظام الإنتخابى مرة أخرى بأن يكون شخصياً. بالروح الإيجابية فقط والرؤية يمكن إحداث التغيير المطلوب وضمان أن يكون عميقاً وقائماً.
هناك من يصف الإنتخابات بأنها استفتاء على السلام. وهذا خطأ. هناك التزام أخلاقى وسياسى على إسرائيل بأن تسعى نحو السلام فى كل وقت، ولكنها لاتستطيع خداع نفسها. الفوضى العربية، والتطرف الفلسطينى وضعف الجمهورية الإسرائيلية لا تتيح تحقيق السلام المثالى فى المستقبل القريب. لذلك فالإنتخابات التى ستلتف حول محمود عباس وصائب عريقات ومبادرة الجامعة العربية ستنتهى بانتصار يمينى يمينى. لذلك سيظهر نتنياهو وبينيت الحجج فى ضمان السلام وسيستغلونها فى السخرية من يسار الوسط.
لا يجب السماح للنظام الإنتخابى بأن يكون كاذباً مرة أخرى. فقط اقتراح أفكار جادة، وواقعية وذات قيمة للديمقراطية الإسرائيلية ستصد القومية المسيحانية.
الإنتخابات مجبرة بأن تكون استفتاء حول الصهيونية. والدولة اليهودية الديمقراطية الآن بين كفى الرحى، ولكى لاتتهاوى الصهيونية، يجب تقسيم الدولة، تجميد الإستيطان فى البداية، وتقليص تدريجى وحذر للإحتلال. لكى تكون هنا دولة يهودية ديمقراطية، عليها أن تكون مستنيرة. وأن يكون فى القلب منها التخنيون ومعهد فايتسمان، وليس يتسهار وايتامار. عليها أن تهتم بتوصيف متجدد لإسرائيل كدولة حرة، متقدمة وعادلة.
ومن أجل التغيير، يجب أن نقول الحقيقة وهى أن المستوطنين هم التهديد المباشر والفورى على مستقبلنا. وسيطرة جوش امونيم على المنظومة الحاكمة هى التى جلبت إلينا تشويه الهوية وتعريض الوجود للخطر. استمرار شغب المستوطنين سيؤدى بالهيكل الثالث إلى مثل ما فعله المتعصبين بالهيكل الثانى. لذلك فهذه الإنتخابات المصيرية يجب أن تكون حول تحرير إسرائيل من أيدى المتعصبين المعادين للصهيونية. يجب أن تكون حول تجديد الحوكمة الإسرائيلية والتقدم الإسرائيلى. ليس نتنياهو أو السلام هى الأمور المحددة لذلك. فهناك على جدول الأعمال وجود بيت ذو سيادة حديث وديمقراطى، نستطيع أن نفخر به وأن نعيش فيه.